بعد أن أثبتت سياسة الضغط وفرض الأمر الواقع فشلها في إخضاع السلطة الفلسطينية للقبول بصفقة القرن والتفاوض بشأنها ، يبدو أن الرئيس الأمريكي بدأ في سياسة المغازلة لكسب ود الرئي الفلسطيني محمود عباس.
كبير مستشاري البيت الأبيض وصهر ترامب ، جاريد كوشنر ، قال الأربعاء إن الرئيس الأمريكي "معجب جدًا" بفلسطيني" target="_blank">الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومستعد للتواصل معه في الوقت المناسب بخصوص الاقتراح الأمريكي للسلام.
وانتقد كوشنر القادة الفلسطينيون بسبب رفضهم لخطة الرئيس الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط ووصفهم بـ"الحمقى"، لكنه عبر عن احترامه للرئيس الفلسطيني محمود عباس .
وقال كوشنر في تصريحات للصحفيين خلال مؤتمر عبر الهاتف: "بابنا مفتوح دائمًا أمام القيادة الفلسطينية".وأضاف أنه يعتقد أن عباس يرغب في السلام لكن "أشخاصًا بعينهم حوله منزعجون بشدة من الطريقة التي طرحنا بها هذا، ورد فعلهم الطبيعي هو الهجوم وقول أشياء جنونية ليست بناءة".
توطين الاجئين الفلسطينيين
وألمح كوشنر أيضًا إلى أن خطة السلام الأمريكية قد تدعو إلى توطين دائم للاجئين الفلسطينيين في الأماكن التي يقيمون فيها بدلًا من عودتهم إلى أراض أصبحت الآن في إسرائيل.
وكان كوشنر قد كشف في مؤتمر في البحرين الأسبوع الماضي عن خطة اقتصادية حجمها 50 مليار دولار للأراضي الفلسطينية والأردن ومصر ولبنان، وقال الأربعاء إنه سيكون لديه المزيد ليفصح عنه بشأن المضي قدمًا في الخطة الاقتصادية "ربما في الأسبوع المقبل".
ومن المنتظر أن يعلن في وقت لاحق من العام الحالي عن خطة تتراوح بين 50 و60 صفحة تعرض مقترحات بشأن حل القضايا السياسية الشائكة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وانتقد الفلسطينيون الخطة الاقتصادية بشدة.
لكن تصريحات كوشنر بشأن اللاجئين ستثير قلق الفلسطينيين على الأرجح.
وكان حق عودة مئات الآلاف من اللاجئين الذين نزحوا في حرب عام 1948 عند قيام دولة إسرائيل، والذين وصل عددهم مع أبنائهم الآن إلى حوالي خمسة ملايين، من أعقد القضايا خلال الجهود الدبلوماسية الصعبة على مدى عقود.
وأحجم كوشنر عن الرد بشكل مباشر عندما سأله صحفي لبناني عما إذا كانت واشنطن تأمل في أن تقبل الدول العربية التي تستضيف لاجئين فلسطينيين بقاءهم بشكل دائم مقابل التمويل، وقال إنه سيتم التعامل مع المسألة لاحقًا.
لكنه أشار إلى مقارنة بين اليهود الذين نزحوا من دول بالشرق الأوسط في عام 1948 واستضافت إسرائيل الكثير منهم.
وقال: "عندما بدأ الأمر برمته كان الموقف يتضمن 800 ألف لاجئ يهودي خرجوا من دول مختلفة بالشرق الأوسط ونحو 800 ألف لاجئ فلسطيني".
وأضاف:"ما حدث للاجئين الإسرائيليين، اليهود، هو أن مناطق مختلفة استوعبتهم بينما لم يستوعب العالم العربي الكثير من هؤلاء اللاجئين مع مرور الوقت".
وتابع قائلًا:"أعتقد أن الشعب اللبناني سيود أن يرى حلًا للقضية، حلًا عادلًا.. أعتقد أيضًا أن اللاجئين، الفلسطينيين الموجودين في لبنان، المحرومين من الكثير من الحقوق والذين، كما تعلمون، لا يعيشون أفضل الظروف حاليًا، سيريدون أيضًا موقفًا يوفر لهم مسارًا للحصول على مزيد من الحقوق وعيش حياة أفضل".
ويقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ وقت طويل تبادلًا ديموغرافيًا بين اللاجئين اليهود والفلسطينيين.
عباس يرد: شكرًا لكن القضية أهم مني
وردًا على تصريحات كوشنر ، قال فلسطيني" target="_blank">الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأربعاء، إنه سيكون مستعدا للتوجه إلى البيت الأبيض في حال أعلنت واشنطن قبولها بحل الدولتين، وأن القدس الشرقية مدينة محتلة.
ووجه فلسطيني" target="_blank">الرئيس الفلسطيني رسالة لنظيره الأمريكي دونالد ترامب، قائلًا: "إذا بدك حوار، فأولاً تعترف برؤية الدولتين وأن القدس الشرقية أرض محتلة والشرعية الدولية هي الأرضية لأي حوار، إذا قال هذه الكلمات أو أرسلها لي بورقة صغيرة ستجدني في اليوم التالي بالبيت الأبيض".
وأضاف: "لذلك نحن لم نغلق الأبواب مع أمريكا وإنما تركنا الباب مواربا من أجل أنه إذا أحبوا فأهلا وسهلا وإذا لم يحبوا فهم أحرار".
وتعليقا على تصريح كوشنر بأن ترامب معجب به ، قال عباس: "القصة ليست قصة إعجاب ولكن شكرا له، وإنما القدس ستبقى عاصمة لدولة فلسطين ولا يجوز أن يقوم هو بضم القدس أو أن يخرجها من المفاوضات ".
وتابع، في إشارة إلى الرئيس الأمريكي: "أشكره على تقديره لي ولكن القضية (الفلسطينية) أهم مني، أنا لا أغامر ولا أقامر بمصلحة الشعب ولا أتنازل".
وكان عباس أوقف الاتصالات السياسية مع الإدارة الأمريكية منذ قرار ترامب الخاص بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيل نهاية عام 2017، ولكنه أشار إلى أن الاتصالات مع الأمن الأمريكي لم تتوقف لأنها تتعلق بمحاربة الإرهاب العالمي.
وجدد فلسطيني" target="_blank">الرئيس الفلسطيني رفضه الخطة الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي المعروفة باسم "صفقة القرن".
وأكد "لن نقبل أن تفرض أمريكا علينا رأيا ولا نقبل الولايات المتحدة الأمريكية وحدها وسيطا".
كما رفض عباس تلميحات كوشنير إلى أن خطة السلام الأمريكية قد تدعو إلى توطين دائم للاجئين الفلسطينيين في الأماكن التي يقيمون فيها بدلا من عودتهم إلى أراضٍ أصبحت الآن داخل إسرائيل.
ولفت إلى أن "حل قضية اللاجئين ورد في المبادرة العربية بالسلام ونحن متمسكون تماما بالحل الذي يقول حلا عادلا ومتفقا عليه لقضية اللاجئين حسب القرار 194".
ومن جهة ثانية، كشف أن القيادة الفلسطينية تدرس إلغاء الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل في حال واصلت رفض تنفيذها.
وفي هذا الصدد جدد عباس التأكيد على رفض تلقي الأموال الفلسطينية منقوصة من إسرائيل وقال: "بصراحة لن أقبل الأموال ناقصة أموال الشهداء والأسرى بأي حال من الأحوال".