رئيس التحرير: عادل صبري 11:02 مساءً | الاثنين 30 يونيو 2025 م | 04 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

بعد لقاء مبعوثها بقوى المعارضة.. لماذا تتدخل أمريكا الآن في السودان؟

بعد لقاء مبعوثها بقوى المعارضة.. لماذا تتدخل أمريكا الآن في السودان؟

العرب والعالم

الحراك في السودان

بعد لقاء مبعوثها بقوى المعارضة.. لماذا تتدخل أمريكا الآن في السودان؟

إنجي الخولي 13 يونيو 2019 04:32

بعد تأيدها للمتظاهرين وغض بصرها عن جرائم قتلهم في فض اعتصام الخرطوم ،أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية مبعوثها الخاص إلى السودان ليلتقي بالمعارضة.. فكيف تجاوبت معه قوي الحرية والتغيير؟ ولماذا تدخلت واشنطن الآن؟.

 

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت ،الأربعاء، عقب شهرين من الإطاحة بالرئيس السوداني السابق عمر البشير، تعيين مبعوث خاص للسودان.


ودونالد بوث هو دبلوماسي أمريكي سابق ملم بالشئون الأفريقية، إذ كان سفيرا في دول أفريقية عدة (زامبيا وليبيريا وإثيوبيا) تحت الإدارتين الديمقراطية والجمهورية.

 

 

وعمل بوث، مبعوثا خاصا للولايات المتحدة للسودان وجنوب السودان خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.

 

انتقال فوري للمدنية

 

أصدرت قوى الحرية والتغيير في السودان، مساء الأربعاء، بيانا عقب اجتماعها مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشئون الأفريقية والمبعوث الأمريكي الخاص للسودان، أكدت فيه على ضرورة انتقال الحكم إلى سلطة مدنية انتقالية فورًا.

 

وأعلن البيان ترحيبه بالمبادرة الإثيوبية بقيادة رئيس الوزراء آبي أحمد للوساطة وما توصلت إليه حتى الآن ودعم كافة جهودها، مؤكدا ضرورة سحب القوات العسكرية من المناطق السكنية في المدن والقرى فورا واستبدالها بقوات الشرطة لحفظ الأمن.

 

ودعا البيان إلى إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين فورا، وضرورة رفع الحظر عن خدمات الإنترنت بالبلاد وكفالة الحريات الإعلامية.
 

كما يزور وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشئون أفريقيا تيبور ناغي الخرطوم حاليا، لتشجيع قادة المجلس العسكري الانتقالي والمعارضة المدنية على التوصل إلى حل للأزمة السياسية.

 

وكانت السفيرة إلهام أحمد، وكيل وزارة الخارجية السودانية بالإنابة، قد استقبلت، الأربعاء، ناغي في فاتحة لقاءاته بكبار المسؤولين السودانيين، خلال الزيارة التي بدأت الأربعاء وتستمر حتى الخميس.

 

وتأتي زيارة المبعوث الأمريكي بعدما قال مبعوث إثيوبي إن المجلس العسكري الانتقالي وتحالف جماعات الاحتجاج والمعارضة اتفقا على استئناف المحادثات وإن التحالف علق إضرابا استمر 3 أيام.

 

وانهارت محادثات كانت متوقفة أصلا بشأن من ينبغي أن يدير مرحلة انتقالية مدتها 3 سنوات نحو الانتخابات بعد هجوم على اعتصام للمحتجين في الثالث من يونيو أدى لمقتل العشرات.


ويقول مسعفون مرتبطون بالمعارضة إن الحملة التي بدأت في الثالث من يونيو أسفرت عن مقتل 118 شخصا على الأقل، وأكدت الحكومة سقوط 61 قتيلا بينهم ثلاثة من أفراد الأمن.

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على الخرطوم خلال حكم البشير بسبب اتهامه بدعم جماعات مسلحة في الحرب الأهلية بدارفور.

 

رفعت العقوبات التجارية في عام 2017، لكن السودان ما زال على القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب ما يمنعه من الحصول على تمويل يحتاجه بشدة من المقرضين الدوليين.

 

وقالت واشنطن في وقت سابق إنها لن ترفع السودان من القائمة ما دامت السلطة في يد الجيش، وأن الاستقرار في البلد الذي يقطنه 40 مليون شخص ضروري في منطقة مضطربة تكابد الكثير في مواجهة صراعات وحركات تمرد من منطقة القرن الأفريقي إلى مصر وليبيا.

 

 

لماذا تتدخل أمريكا الآن؟ وما مصلحتها؟

 

لم تتدخل الإدارة الأمريكية في الوضع بالسودان منذ تأيدها للمتظاهرين ودعواتها للسلمية ، ومع فقدان الثقة بين الجيش والمتظاهرين أصبح تدخل الوسطاء الخارجيين ضرورة ملحة لتأمين اتفاق انتقالي بين المحتجين والجيش لمنع الانزلاق في الفوضى الكاملة وهو ما يتطلب ضمانات من طرف ثالث لضمان التنفيذ السليم، إضافة لتقديم حزمة من الحوافز والعقوبات الفاعلة.

 

وعقب التدخل الإثيوبي ومحاولات تقريب وجهات النظر ووقف العنف للعودة إلى طاولة المفاوضات ، سرعان ما ظهرت الولايات المتحدة الأمريكية واستجابت للنداءات التي أطلقها المجتمع الدولي بشأن الوضع في السودان، وقامت بتسمية موفدها إلى الخرطوم للوساطة بين المجلس العسكري وقوى التغيير بشأن ضمان مرحلة انتقالية آمنة بالسودان وإجراء انتخابات حرة ونزيهة.

وأشارت صحيفة "الخليج" إلى ان وسائل الإعلام الغربية طالبت واشنطن بالانخراط في الوساطة ، ولفت إلى أن انتهاج سياسة العصا والجزرة سيكون حاسماً حال استُصحِبت معه حزمة الحوافز.

 

ويرى مراقبون أن التحرك الأمريكي يجيء على خلفية التراجع الكبير والمُقلق للعملية السلمية بالسودان، وأكدوا أن الأمريكيين يريدون أن يكون لهم دور في الترتيبات الانتقالية والمستقبلية في السودان، خاصة أنها تشعر بأنها أبعدت عن المشهد السوداني خلال الثلاثين عاماً الماضية، وأن مصالحها تضررت بفعل القطيعة بين الخرطوم وواشنطن، وأكدوا أن أمريكا لا تريد ترك المجال السوداني لروسيا لتكون بديلاً عنها في المرحلة المقبلة.

 

يشار إلى ان روسيا تبيع معدات عسكرية للخرطوم منذ عقود، حتى بعد فرض الأمم المتحدة حظرا على بيع الأسلحة له عام 2005 ،

وفي عام 2017، أصبح السودان أول بلد عربي يحصل من روسيا على الجيل الرابع من طائرة Su-35 المقاتلة.

 

كما زادت الشركات الروسية من حصصها في صناعات التعدين، وخاصة الذهب والنفط.

و ترى مجلة "فورين بولسي" الأمريكية أن الحل الأمريكي لا يعمل إلا إذا وجدت واشنطن مصلحة خلفه، وألقت الضوء على الدور الأمريكي المنقوص، والمفقود أحيانًا في بعض القضايا الإقليمية الهامة، لافتة إلى أن تدخلها يمكن أن يجعل الأوضاع تسير على المسار الصحيح.

 

وهو ما أكده تقرير لصحيفة"الخليج" أشارت فيه إلى انه عندما تتدخّل الولايات المتحدة الأمريكية في دولة سياسياً، قد ترتفع معها سقوف النجاح، ربما لأنها تستخدم سياسة الحوافز وتشهر معها العصا، ولذلك لم يستبعِد السفير الطريفي كرمنو في حديثه لصحيفة "الصيحة" السودانية احتمالات نجاح كبير للدور الأمريكي في السودان، واستدرك بأن أمريكا كانت قد اتصلت هاتفياً بالمجلس العسكري وقوى التغيير، وقال: "الظاهر لم يستجب الطرفان لها، ولذلك لابد من الوصول وابتعاث مبعوث إلى الخرطوم للوقوف على أرض الواقع وحقيقة الوضع في السودان".

 

وأشار إلى أن أمريكا ترغب الأن في حل أزمة السودان خاصة وأنها لا تريد أن تنشغل بأي ملف آخر سوى الملف الإيراني.

 

ويجزم المحلل السياسي، دكتور أبوبكر آدم بأن أمريكا لم تتدخل إلا للحفاظ على مصالحها في السودان والمنطقة ، بحسب صحيفة" الصيحة "السودانية.

 

وقال المحلل السياسي أن أمريكا عن طريق سفيرها بالخرطوم كانت قد التقت بالطرفين في المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، مبيناً أن قوى التغيير تحدثت بعد ذلك بصورة مُتعالية عن القائم بالأعمال الأمريكي بالخرطوم، ووصفته بالمُتعجرِف ورفضت الجلوس معه مرة ثانية.

 

وأكد :" لذلك كان من المهم الدفع بمبعوث يمثل الإدارة الأمريكية يحمل معه الحوافز الأمريكية مع استخدام سلاح الضغط على الطرفين لاستئناف التفاوض".

 

وأكد أن الدور الأمريكي سيجد الاهتمام من طرفي التفاوض، وسينجح المبعوث الأمريكي إذا استطاع تليين مواقف الطرفين وحثهما على الجلوس إلى طاولة التفاوض ، موضحا  أن استقرار السودان يمثل أهمية قصوى لها خاصة أن السودان قبل الثورة يحتفظ بملفات مهمة في الإقليم منها ملف السلام في الجنوب وأفريقيا الوسطى بجانب الأمن في الشرق الأفريقي، بجانب الدور الكبير الذي ظلت تلعبه الخرطوم في عمليات مكافحة الاتجار بالبشر ومكافحة المخدرات والتهريب وغيرها من الملفات التي تتعلق بالأمن القومي الأمريكي.

 

وترى "فورين بوليسي"، أن الولايات المتحدة تنحاز ظاهريًا إلى جانب حركات الاحتجاجات المدنية السلمية، ولكن خلف الكواليس، يغيب بشكل كبير الدور الأمريكي، ولا تتحرك واشنطن إلا وفقًا لمصالحها وحسب.

 

وأكدت أن واشنطن لم تنشر أي نوع من التمويل أو الدعم لمساعدة المتظاهرين السودانيين على أن يصبحوا أكثر تنظيماً وتوحيدًا في التفاوض مع المجلس العسكري الانتقالي.

 

ون الناحية الدبلوماسية، دعمت الولايات المتحدة –بحسب فورين بوليسي- الشهر الماضي الاتحاد الأفريقي، باعتباره العامل الأبرز في المفاوضات الدائرة في السودان، ولكنها لم تتحرك بشكل فعال لدعم دور الاتحاد الإفريقي.

 

وأكدت المجلة الأمريكية، أن الاجتماع الوحيد لواشنطن وحلفائها الأوربيين والأفارقة الشهر الماضي، لم ينتج عنه أي بيان مشترك، أو خريطة لمستقبل البلاد التي تنجرف نحو مستقبل مجهول.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان