عشية انطلاق القمة، تتجه أنظار العالم، إلى إيران حيث القمة المرتقبة بين الرئيس حسن روحاني، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والمقرر، عقدها غدًا الأربعاء.
وتعد هذه أول زيارة لرئيس وزراء ياباني إلى إيران منذ 1978، ويتوجه آبي إلى طهران في مهمة حساسة يأمل خلالها التوسط لخفض التوتر بين طهران وواشنطن.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحب من جانب واحد في مايو 2018 من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الكبرى عام 2015، ما أدى إلى إعادة فرض عقوبات أمريكية مشددة على طهران.
تفاصيل الزيارة
ونقلت وكالة "جي.جي.برس" اليابانية أن شينزو آبي سيلتقي الرئيس الإيراني حسن روحاني ومسؤولين آخرين لحثهم على التوصل لحل سلمي مع الإدارة الأمريكية بشأن الاتفاق النووي.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية اليابانية، إن "اليابان هي الدولة الوحيدة التي يمكن للجانبين أن يتحدثا معها بصراحة".
وأشار إلى أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قام بزيارة مفاجئة إلى اليابان في منتصف مايو الماضي قبل زيارة رسمية لترامب.
وخلال زيارته لليابان، قال وزير الخارجية الإيراني إن بلاده تمارس "أقصى درجات ضبط النفس رغم حقيقة انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة".
وبعد أسابيع من التصعيد، وأعلن بومبيو أن واشنطن مستعدة للحوار مع طهران "دون شروط مسبقة، واشترطت إيران تغييرا شاملا في السلوك الأمريكي المتبع معها قبل الموافقة على أي تفاوض محتمل.
تخفيف التوتر
من جانبه أكد مساعد رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني والعضو السابق في الفريق النووي الإيراني المفاوض، حسين موسويان أن "زيارة رئيس الوزراء الياباني شینزو آبي إلى إيران إيجابية في حد ذاتها وتدل على فعالية الدبلوماسية الإيرانية"، مشيرا الى أن "عزم اليابان على تخفيف التوتر بين طهران وواشنطن يتماشى مع مصالح المجتمع الدولي"، طبقا لما ذكرته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا).
وأشار موسويان إلى أن "زيارة رئيس الوزراء الياباني إلى إيران، التي تعتبر الأولى من نوعها منذ أربعين عامًا للتوسط بين الولايات المتحدة وإيران نزيهة وتخدم مصلحة المجتمع الدولي".
وأضاف: "من بين القوى العالمية، تعتبر اليابان الحليف العالمي الأقرب للولايات المتحدة وفي نفس الوقت تمتاز العلاقات اليابانية مع إيران بأنها تقوم على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في شؤون الآخر والتعاون البناء. لذلك الیابان تناسب لهذه المهمة".
تفاقم الخصوم
وقال مساعد رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إن "فشل باقي الدول في التوسط بين الولايات المتحدة وإيران ليس مؤشرا جيدا لأنه يدل على تفاقم الخصومة والعداء"، لافتا إلى أنه "لا يوجد أي ضمان لنجاح رئيس الوزراء الياباني في هذه المهمة لأن إيران أعلنت أن عودة أمريكا إلى الاتفاق النووي هي شرطها للجلوس على طاولة المفاوضات ومن جهة أخرى فإن عودة ترامب إلی الاتفاق النووي دون أي تنازلات تعتبر انتحارا سياسيا وفضيحة كبرى داخليا ودوليا فلذلك لا يوجد فرصة لنجاحها".
وحول أسباب طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من رئيس وزراء اليابان زيارة إيران أوضح موسويان: "من المؤكد أن رئيس وزراء اليابان لن يسافر إلى طهران دون الضوء الأخضر من ترامب لكن هذه الزيارة لم تكن بناءً على طلب ترامب بل كانت اقتراحا من جانب آبي نفسه ووافق عليه ترامب".
وصرح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو سابقًا من سويسرا، أن بلاده مستعدة للحوار مع طهران "دون شروط مسبقة"، قائلا: "نحن على استعداد لبدء مباحثات دون شروط مسبقة، نحن مستعدون للجلوس معهم إلى طاولة (مفاوضات)".
وكان بومبيو يريد بذلك الرد على تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي أكد أن أي مفاوضات مع واشنطن لا يمكن أن تتم إلا في إطار الاحترام وليس استجابة لأمر أمريكي.
وهي المرة الأولى التي تعلن فيها إدارة الرئيس دونالد ترامب التي انسحبت من الاتفاق الدولي مع إيران، بهذا الوضح استعدادها لبدء حوار بلا شروط مسبقة مع إيران.
ورد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس الموسوي قائلا إن "التغيير الشامل لسلوك الولايات المتحدة وأفعالها تجاه الأمة الإيرانية هو المعيار الذي سيؤخذ في الاعتبار قبل أي تفاوض محتمل".