رئيس التحرير: عادل صبري 03:48 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

تستعد للثأر من أمريكا.. الصين توجه ضربة اقتصادية في قطاع التكنولوجيا

تستعد للثأر من أمريكا.. الصين توجه ضربة اقتصادية في قطاع التكنولوجيا

العرب والعالم

الحرب التجارية بين الصين وأمريكا

تستعد للثأر من أمريكا.. الصين توجه ضربة اقتصادية في قطاع التكنولوجيا

إنجي الخولي 09 يونيو 2019 05:15

في خضم الحرب التجارية المتصاعدة بين الصين والولايات المتحدة التي طاولت مجموعة الاتصالات الصينية العملاقة "هواوي"، تنوي بكين استحداث نظام لحماية "أمنها القومي" التكنولوجي.

 

وأوردت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" أنه تم تكليف اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح إعداد دراسة لـ"درء المخاطر على الأمن القومي ونزع فتيلها بفاعلية أكبر".

 

ولم تعط الوكالة الصينية تفاصيل إضافية، كما لم توضح ما إذا كانت الخطوة مرتبطة بالحرب التجارية، مكتفية بالقول إنه "سيتم إعلان إجراءات مفصّلة في المستقبل القريب".

 

وتجددت الحرب التجارية بين واشنطن وبكين بعدما فشلت المحادثات التي جرت في الولايات المتحدة في التوصل لاتفاق.

 

وأمر ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار في قرار ردّت عليه بكين بزيادة رسومها على سلع أمريكية بمليارات الدولارات.

 

وفي الأسابيع الأخيرة اتّخذت الحرب التجارية منحى تصاعديًا بإدراج واشنطن مجموعة "هواوي" على قائمتها السوداء معتبرة أنها تشكل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي، في قرار من شأنه الإضرار بالمشاريع المستقبلية لعملاق الاتصالات الصيني.

وفي 16 مايو، أدرجت وزارة التجارة الأمريكية مجموعة "هواوي" على ما يسمى "قائمة الكيانات" لأسباب مرتبطة بالأمن القومي، وهو ما يعني منعها من الحصول على المكونات أمريكية الصنع التي تحتاج إليها لمعداتها.
 

لكنها منحتها لاحقًا مهلة 90 يومًا قبل بدء تطبيق الحظر.

 

التلويح بصادرات التكنولوجيا

 

وقال رئيس تحرير صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية السبت إن الصين تستعد للحد من بعض صادرات التكنولوجيا إلى الولايات المتحدة.

 

وقال هو شي جين رئيس تحرير الصحيفة الداعمة للحزب الشيوعي الصيني على "تويتر" إن الصين "تبني آلية إدارة لحماية تكنولوجياتها الأساسية"، بحسب مانقلت "رويترز".

 

وأضاف "هذه خطوة رئيسية لتحسين نظامها كما أنها خطوة لمواجهة الحملة الأمريكية. وما أن تطبق فسوف تكون بعض صادرات التكنولوجيا إلى الولايات المتحدة خاضعة للتحكم".

 

ولم يذكر هو أي مصادر بعينها في تغريدته. وصحيفة "جلوبال تايمز" ليست صحيفة رسمية ناطقة بلسان الحزب الحاكم في الصين على الرغم من أنه من المعتقد أن آراءها تمثل أحيانا وجهات نظر زعمائه.

 

وتتّهم الصين الرئيس الأمريكي بأنه يريد عرقلة نمو ”هواوي“ بسبب ريادتها العالمية لتكنولوجيا الجيل الخامس وعدم وجود أي منافسة أمريكية لها.

 

وردًا على إدراج الولايات المتحدة هواوي على قائمتها السوداء، أعلنت الصين الخميس، استحداث قائمة سوداء خاصة بها للشركات الأجنبية ”غير الموثوق بها“ وقد تدرج عليها شركات أميركية ودولية أوقفت تزويد هواوي منتجاتها، ولمحت إلى أنها ستقلص إمداداتها من المعادن الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة.

 

اتفاق محتمل

 

ومن جانبه ، أعلن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، السبت، أن بلاده منفتحة على إجراء مزيد من المفاوضات مع الصين حول حربهما التجارية الجارية، لكنه أكد أن أي اتفاق لن يبرم قبل لقاء رئيسي البلدين في نهاية الشهر الجاري.

 

وقال: "نحن على طريق إبرام اتفاق تاريخي، إذا أرادوا العودة إلى الطاولة وإنجاز الاتفاق بالشروط التي نواصل التفاوض عليها، فسيكون هذا رائعا، وإذا لم (يرغبوا في ذلك)، وكما قال الرئيس فسنواصل فرض الرسوم".

 

وحذّر منوتشين أمام الصحفيين على هامش اجتماع وزارة المالية وحكام البنوك المركزية لدول مجموعة العشرين في اليابان، من أنّ بلاده ستواصل الضغط عبر الرسوم الجمركية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.

 

ويلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الصيني شي جينبينغ خلال قمة مجموعة العشرين في أوساكا في اليابان في 28 و29 يونيو،  وتوقع منوتشين أن يتم الإعلان عن أي اختراق محتمل في المفاوضات حينها على الأرجح.

 

وقال منوتشين: "أتوقع أن يتحقق التقدم الرئيسي في اللقاء بين الرئيسين خلال قمة قادة مجموعة العشرين".

 

وأوضح أنه سيعقد جلسة مباحثات مع رئيس البنك المركزي الصيني يي غانغ على هامش اجتماع وزارة مالية مجموعة العشرين في مدينة فوكوكا غرب اليابان، لكنه أكد أنها لن تكون "اجتماعا تفاوضيا".

 

وأضاف: "قمنا بعمل شاق على ما يمكن أن يكون اتفاقا تاريخيا للبلدين، شيء قد يكون مهما جدا اقتصاديا لنا وللصين ولبقية العالم".

لكنّه أصر على أن العلاقة التجارية الحالية بين أكبر اقتصادين في العالم لا تزال "غير متوازنة".

 

وأضاف أن "أسواقنا مفتوحة بالكامل لهم لكن أسواقهم لم تكن مفتوحة لنا".

 

وتابع منوتشين أن واشنطن وبكين أنجزتا "90%" من اتفاق تجاري قبل أن تنهار المفاوضات، لكنه شدّد على أن الموقف الراهن جاء "نتيجة لتراجعهم (الصينيين) عن التزامات مهمة".

 

وكان ترامب أعلن الخميس أنه سيقرر بعد قمة مجموعة العشرين ما إذا كان سينفذ تهديده بفرض رسوم جمركية مشددة على كامل الواردات القادمة من الصين البالغة 325 مليار دولار.

 

وقال منوتشين إنّ "الاجتماع الحاسم سيكون بين الرئيسين".

 

ولا تقتصر مساعي واشنطن على الحد من عجزها التجاري الهائل تجاه الصين، بل تريد الحصول من بكين على تعهدات بشأن احترام الملكية الفكرية ووقف عمليات نقل التكنولوجيا القسرية والتخلي عن دعمها لمؤسسات الدولة.
 

روسيا تدخل المعركة

 

الحرب التجارية بين الولايات الأمريكية والصين، تعتبر نزاع تجاري محفوف بالعديد من المخاطر، وإذا فشل أكبر اقتصادين في العالم بالاتفاق بأي شكل من الأشكال على إبرام معاهدة تجارية، سيفضي إلى الحاق الضرر ليس فقط في أسواق هذين البلدين، وإنما في النظام العالمي القائم بأسره، وليس في مقدور روسيا أن تنأى بنفسها عن ذلك.

 

ويجمع المحللون على أن الخطر المحتمل على روسيا من تلك الحرب التجارية، سيتمثل بانخفاض أسعار النفط الذي سيؤدي إلى تعويم الروبل وتسارع في ارتفاع التضخم.

وكانت المواجهة التجارية الصينية/الأمريكية وتأثيرها وسبل مواجهتها، واحدة من الموضوعات التي تطرقت لها مباحثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الصيني شي جين بينغ الذي شارك في 6 يوليو في أعمال منتدى بطرسبورغ الاقتصادي.

 

واتفقت الصين وروسيا الأربعاء الماضي على الارتقاء بعلاقاتهما إلى شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة في عصر جديد.

 

وأعلنت روسيا تضامنها مع الصين منتقدة تصرفات الولايات المتحدة، بينما الصين تسعى لتهدئة الأجواء وتؤكد أنه من الصعب تخيل قطيعة كاملة بين الولايات المتحدة والصين فى ظل أجواء الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.

 

وقال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، إن تكتيكات أمريكية عدائية مثل شن حملة على شركة الاتصالات الصينية هواوى ستفضى إلى حروب تجارية وربما حقيقية، وذلك فى بادرة تضامن مع الصين ورئيسها "شى جين بينج".
 

واتهم بوتين، خلال منتدى اقتصادى فى مدينة سان بطرسبرج الروسية، واشنطن بأنها "أنانية اقتصادية منفلتة"، وأشار تحديدا إلى الجهود الأمريكية لإفشال مشروع مد خط أنابيب لنقل الغاز الروسى إلى أوروبا وحملة أمريكية لحمل الشركات على منع هواوى، أكبر مصنع لمعدات الاتصالات فى العالم، من توريد أجهزة الشبكات.

 

وانتقد بوتين، إعلان واضح عن وحدة الصف مع الصين فى وقت تخوض فيه بكين حربا تجارية مع واشنطن بينما تقبع علاقات موسكو نفسها مع الغرب عند أدنى منعطف منذ انتهاء الحرب الباردة.

 

وقال بوتين: "دول كانت تروج سابقا للتجارة الحرة والمنافسة الصادقة والمفتوحة بدأت تتحدث لغة حروب التجارة والعقوبات، لغة الإغارة الاقتصادية المفتوحة باستخدام تكتيكات لى الذراع والتخويف، لغة القضاء على المنافسين باستخدام ما يسمى بأساليب غير السوق"، قائلا: "انظروا على سبيل المثال إلى الوضع فيما يتعلق بهواوى التى لا يحاولون مزاحمتها فحسب، بل وإخراجها بشكل غير رسمى من السوق العالمية، بدأت بعض الدوائر بالفعل تطلق عليها الحرب التكنولوجية الأولى للحقبة الرقمية البازغة."

وأضاف بوتين أن العالم يواجه خطر الانزلاق إلى حقبة تستبدل فيها القواعد الدولية العامة بقوانين إدارية وآليات قانونية، وهى للأسف الطريقة التى تسلك بها الولايات المتحدة، بتوسيع نطاق اختصاصها القضائى ليغطى العالم بأسره، مضيفا: "إنه مسار مفض إلى صراعات بلا نهاية، وحروب تجارية وربما ليست تجارية فحسب، إنه مسار صوب معارك بلا قواعد يتصارع فيها الجميع ضد الجميع."

 

وشكا بوتين أيضا بخصوص الدولار الأمريكى الذى وصفه بأداة ضغط ينبغى إعادة النظر فى دورها بالنظام المالى.

 

من جانبه بدا الرئيس الصينى "شى جين بينج"، أكثر تصالحية داعيا القوى العالمية إلى حماية نظام التجارة العالمى متعدد الأطراف، وقال: "إنه من الصعب تخيل قطيعة كاملة" بين الولايات المتحدة والصين، مضيفا: "لا نرغب فى هذا، وشركاؤنا الأمريكيون غير راغبين فيه، الرئيس ترامب صديقى وأنا على ثقة من أنه لا يرغب فى هذا."

 

ولطالما شكت روسيا من العقوبات الغربية المفروضة عليها فى نزاعات مثل دورها فى أوكرانيا وتصور موسكو العقوبات كمحاولة لاحتواء نموها.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان