رئيس التحرير: عادل صبري 10:30 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

في شهر رمضان.. هكذا يتألم الإيجور في الصين

في شهر رمضان.. هكذا يتألم الإيجور في الصين

العرب والعالم

إيغور الصين

أقلية مسلمة تقمع في بكين..

في شهر رمضان.. هكذا يتألم الإيجور في الصين

أيمن الأمين 28 مايو 2019 15:46

من جديد سلطت الصحف العالمية الضوء على الأقلية المسلمة "الإيجور" في الصين، فنشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريراً بعنوان "الصين تشن حملة صارمة على مسلميها، لكن السعودية تظل صامتة بينما تعزز العلاقات مع بكين".

 

وذكر التقرير، الذي اشترك في إعداده أنا فيتلفيلد رئيسة مكتب الصحيفة في بكين وكريم فهيم مراسلها في إسطنبول، أن شهر رمضان المبارك يمكن أن يجلب المزيد من المعاناة لمسلمي الأويغور الذين يتعرضون بالفعل لضغوط شديدة.

 

وتنقل الصحيفة عن ناشطين قولهم إن السلطات الصينية تستأسد على أفراد أقلية الأويغور ليأكلوا ويشربوا قبل غروب الشمس، في انتهاك للقواعد الإسلامية لشهر رمضان، مع التهديد الضمني بالعقاب إذا لم يفعلوا ذلك، بحسب ما ذكرت شبكة "الجزيرة" الإخبارية.

 

وفي هذا يقول دولكون عيسى، رئيس مجلس الأويغور العالمي، وهي منظمة دعوية مقرها ميونيخ: "إنه أمر محزن وهو إهانة لكرامتنا". ووصف كيف أُجبرت المطاعم التي يديرها المسلمون في منطقة شينغيانغ الصينية الغربية على فتح أبوابها خلال اليوم وكيف تعرض عمال الأويغور للمضايقة ليأكلوا ويشربوا أثناء استراحات الغداء في أماكن عملهم، وعلق: "كيف يمكن لأي شخص أن يرفض؟".

 

وانتقدت الصحيفة ما وصفته بـ"الصمت شبه الكامل" من كل الدول الإسلامية، بأنه على ما يبدو "جزء من سياسات محسوبة لتجنب إغضاب الصين"، رغم الإدانات الواسعة للغرب والجماعات الحقوقية على معاملة مسلمي الأويغور.

 

ورأت أن جل هذا الصمت تجاه الصين في العالم الإسلامي يأتي من السعودية التي تتمتع بنفوذ اقتصادي وديني بحكم أن الملك سلمان يحمل لقب خادم الحرمين الشريفين، كما أن المملكة هي أيضاً محور اقتصادي في الشرق الأوسط ويساعد نفطها في تعزيز نمو الصين.

 

وألمحت الصحيفة إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بدا أنه يتغاضى عن معاملة الصين للمسلمين الأويغور خلال زيارته لها هذا العام، وأشارت في ذلك إلى ما نقلته وسائل الإعلام الصينية عنه "إننا نحترم ونؤيد حقوق الصين في اتخاذ تدابير لمكافحة الإرهاب والتطرف لحماية الأمن القومي" بالطريقة التي تراها مناسبة.

وقالت الصحيفة: إن "إذعان السعودية كشف عن حملة صارمة تقوم بها الصين لقمع أي انتقاد من الدول الإسلامية. وأشارت إلى أنه خلال الأشهر الستة الماضية ركزت الحملة على أعضاء منظمة التعاون الإسلامي وكانت قوية للغاية، حتى إن بعض الدول الأعضاء البالغ عددها 57 دولة اعتبرت المناشدات الصينية مسألة أمن قومي.

 

وقال أشخاص مطلعون بالحملة الصينية إن بكين اعتمدت بشدة على السعودية وحليفتها الرئيسية والمؤثرة الإمارات، ووجهت نداءات مباشرة لقيادة البلدين، في حين راهنت على أنهما ستكونان قادرتين على المساعدة في التأثير على الدول الإسلامية الأخرى.

 

وأشار تقرير الصحيفة إلى أن السعودية ليست هي وحدها التي تقلل من محنة الأويغور، فهناك دول إسلامية أخرى، بما في ذلك باكستان وإيران ومصر، قد التزمت صمتاً واضحاً. لكن صمت السعودية، كما قال محللون، كان أكثر وضوحاً.

 

وختم التقرير بأن الصين حساسة بصفة خاصة من رد فعل الدول الإسلامية، وفقاً لدبلوماسيين من هذه الدول في بكين على اطلاع بما يجري في شينغيانغ، حيث قال أحدهم بشرط عدم الكشف عن هويته إن "العديد من الدول الإسلامية تشعر بالقلق إزاء هذا، لكنهم يخشون أخذ زمام المبادرة" خشية تعريض مليارات الدولارات من الاستثمار المحتمل مع الصين للخطر.

 

وتشير إحصاءات رسمية إلى وجود ثلاثين مليون مواطن مسلم في البلاد، 23 مليونا منهم من الإيجور. بينما تؤكد تقارير غير رسمية أن أعداد المسلمين تناهز مئة مليون أي نحو 9.5% من مجموع سكان الصين.

والإيجور هم قومية من آسيا الوسطى ناطقة باللغة التركية وتعتنق الإسلام يعيش أغلبها في إقليم شينجيانغ الذي كان يسمى تركستان الشرقية قبل ضمه من قبل الصين.

 

وقبل الاستقرار في تركستان الشرقية بغرب الصين كان الإيجور قبائل متنقلة تعيش في منغوليا، وقد وصلوا إلى هذا الإقليم بعد سيطرتهم على القبائل المغولية وزحفهم نحو الشمال الغربي للصين في القرن الثامن الميلادي.

 

واللغة الأويجورية هي لغة قارلوقية، من الغات الترکية ويستعملون الحروف العربية في كتابتها إلى الآن.

 

وكان الإيجور يعتنقون عددا من الديانات على غرار البوذية والمسيحية (النصطورية)، والزرادشتية إلى حدود القرن العاشر الميلادي حيث دخلوا في الإسلام و غالبيتهم سنية حنفية، وأقلية شيعية إسماعيلية.

 

وتتمتع شينجيانغ بالحكم الذاتي داخل الصين مثل إقليم التبت في جنوب البلاد.

 

ويعتبر إقليم شينغيانغ (تركستان الشرقية سابقا) أحد الأقاليم الصينية الخمسة التي تتمتع بحكم ذاتي، وبحسب أرقام الحكومة الصينية فإن أكثر من نصف سكان الإقليم هم من المسلمين الذين ينتمون أساسا إلى عرق الإيجور.

 

وقد قام السكان الإيجور بعدة ثورات في القرن العشرين للاستقلال عن الحكومة المركزية في بكين، أبرزها ثورة 1944 التي نجحوا على إثرها في إعلان دولة تركستان الشرقية المستقلة، لكن سرعان ما ضمتها الصين الشيوعية عام 1949.

 

ومنذ ذلك الحين وهم يتعرضون لحملات قمع متواصلة من حكومة بكين طالت كل مناحي الحياة، وأسفرت عن تغيرات بنيوية شملت الديموغرافيا والثقافة والدين واللغة، وجميع مناحي الحياة.

ويتمتع الإقليم بثروات طبيعية هائلة، أهمها الفحم والغاز الطبيعي والنفط الذي يسد حوالي 80% من الاحتياج الصيني، ولا يمكن أيضا إغفال مساحة الإقليم الشاسعة التي تمثل خمس مساحة الصين والتي طالما كانت تشكل هاجسا أمنيا بالنسبة للسلطات الصينية لتقاطع حدودها مع خمس دول مسلمة.

 

وحتى عام 1949 كان الإيجور يمثلون 80% من سكان إقليم تركستان الشرقية، ومارست السلطات الصينية صنوفا مختلفة من القمع والاضطهاد ضد أبناء قومية الإيجور، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف منهم إلى الدول والمناطق المجاورة.

 

ومهدت هذه الهجرة الطريق أمام الحكومة الصينية لحث الصينيين من قومية الهان على الهجرة إلى الإقليم تحت شعار الانفتاح والتعايش السلمي بين القوميات، وهو ما أدى بشكل تدريجي إلى زيادة في نسبة السكان من قومية الهان الصينية الذين أصبحوا يمثلون اليوم قرابة 42% من سكان الإقليم البالغ عددهم 24 مليونا.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان