رئيس التحرير: عادل صبري 10:04 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بعد دعوة قطر.. هل توحد قمة مكة مجلس التعاون الخليجي في ذكرى تأسيسه؟

بعد دعوة قطر.. هل توحد قمة مكة  مجلس التعاون الخليجي في ذكرى تأسيسه؟

العرب والعالم

مجلس التعاون الخليجي - أرشيفية

بعد دعوة قطر.. هل توحد قمة مكة مجلس التعاون الخليجي في ذكرى تأسيسه؟

إنجي الخولي 27 مايو 2019 04:44

تأتي ذكرى تأسيس مجلس التعاون الخليجي في وقت تعيش فيه العلاقات الخليجية أزمة حادة، بدأت منذ يونيو 2017؛ حين فرضت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصاراً على قطر، إلا أنه ومع حلول الذكرى الثانية للأزمة ظهرت بادرة سعودية تُبشر بعودة العلاقات وإنهاء الخلاف.

 

وأثارت الدعوة التي تلقاها أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، من العاهل السعودي الملك سلمان، تساؤلات حول مشاركة الدوحة في القمة الخليجية الطارئة.

 

فالدعوة جاءت عقب خلاف استمر لمدة عامين منذ بدء الأزمة الخليجية، وحصار قطر في يونيو 2017، إلا أن  الخطوة السعودية المفاجئة أعادت الأمل في حل الأزمة وعودة الحوار لفك الحصار على قطر ولم شمل المجلس .

 

رسالة بن سلمان

 

في خطوة تبدو كبداية لنهاية الخلاف وعودة الحوار ، أرسل الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز رسالة عاجلة إلى أمير قطر تميم بن حمد، الأحد .

 

وقالت الخارجية القطرية، على موقعها الإلكتروني، إن الأمير تميم تلقى رسالة خطية من الملك سلمان، يدعوه فيها إلى حضور القمة الطارئة لمجلس التعاون الخليجي بمكة المكرمة في 30 مايو الجاري.

 

 وتسلم الرسالة السعودية وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وذلك في أثناء استقباله عبد اللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج.

 

ودعا العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى عقد قمتين خليجية وعربية في مكة المكرمة، يوم 30 مايو ، على خلفية الاعتداءات على محطتي ضخ للنفط في السعودية وسفن قرب سواحل الإمارات.

 

وأعلن مصدر مسئول في وزارة الخارجية السعودية، السبت 18 مايو، أن الملك سلمان "يوجه الدعوة لأشقائه قادة دول مجلس التعاون وقادة الدول العربية، لعقد قمتين خليجية وعربية طارئة في مكة المكرمة يوم الخميس… 30 مايو 2019، لبحث هذه الاعتداءات وتداعياتها على المنطقة".

 

هل تحضر قطر؟

 

وعقب الدعوة السعودية يترقب العالم القمة الـ 38 المنتظرة في مكة  وسط تساؤلات عن إمكانية حضور الأمير تميم لتحريك المياه الراكدة وحل الأزمة الخليجية.

 

وكانت قطر، قد أعلنت الأحد الماضي (20 مايو) أنها تدرس المشاركة في القمة الإسلامية المقرر عقدها في مكة المكرمة، بعد أن وصلت لها دعوة من منظمة التعاون الإسلامي.

 

وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري، سلطان بن سعد المريخي آنذاك: "وصلتنا دعوة من الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي وندرس المشاركة".

 

وبشأن دعوة قطر من أجل المشاركة في القمتين الخليجية والعربي، علق المريخي على ذلك بالقول: "لم نتلقَّ حتى الآن أي دعوة رسمية، ويبقى لكل حادث حديث".

 

وعلى الرغم من دعوة ملك السعودية التي وجهت لأمير قطر، فإن بيان وزارة الخارجية القطرية لم يشر إلى دعوة من أجل المشاركة في القمة العربية المقررة في الوقت ذاته، ولم يصدر عن الدوحة حتى ليلة 27 مايو أي تعليق عن الدعوة.

 

وتراوحت مشاركة أمير قطر في القمم الخليجية والعربية، بين الغياب تارة، وضعف التمثيل القطري تارة أخرى منذ بداية الأزمة في 2017، كما حدث في القمة العربية الأخيرة بتونس، أواخر مارس الماضي.

 

ففي قمة تونس، لم يشارك الأمير تميم سِوى في الجلسة الافتتاحية للقمة، ثم غادر فجأة إلى بلاده. وقُبيل القمة العربية، غاب الأمير تميم بن حمد عن القمة الخليجية الـ39 التي استضافتها الرياض في ديسمبر 2018، وترأس وزير الدولة للشئون الخارجية بقطر، سلطان المريخي وفد بلاده بالقمة الخليجية.

كما تغيَّب تميم عن القمة العربية الـ29 التي استضافتها مدينة الظهران السعودية، في إبريل من العام الماضي، ومثَّل الدوحة مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية.

 

وكان آخر حضور لتميم، في قمة مجلس التعاون الخليجي في دورتها الـ38، التي استضافتها الكويت في ديسمبر 2017.

 

القرصنة فككت دول الخليج

 

ومن جانبه ، صف وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، القرصنة التي تعرضت لها قطر في مايو من عام 2017، بـ"طعنة الظهر للشعب القطري"، قائلاً إنها تسببت أيضاً بـ"تفكك دول الخليج".

 

وقال الوزير القطري، في تغريدة له على حسابه في "تويتر"، "يصادف الليلة الذكرى الثانية لطعنة الظهر التي تعرض لها الشعب القطري بجريمةِ قرصنةٍ مدبرة، وتلفيق وأكاذيب برر بها الطاعن حصاره الجائر على دولة قطر وشعبها".

وفي سياق حديثه أرجع إلى "جريمة القرصنة" التسبب في تفكك دول مجلس التعاون الخليجي، قائلاً إن تلك الـ"جريمة وضعت شعوب دول الخليج في موقفٍ مفككٍ لا يحسد عليه".

 

وجاءت تغريدات آل ثاني بالتزامن مع الذكرى الثانية لقرصنة وكالة الأنباء القطرية "قنا"، في 24 مايو 2017، من قبل السعودية والإمارات، وبث تلك الدولتين تصريحات مفبركة لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في محاولة لشيطنة الدوحة وتبرير خطواتهما التحريضية ضدها.

 

وكانت الداخلية القطرية أعلنت، في 20 يوليو 2017، أن التحقيق بشأن جريمة قرصنة "قنا" كشف أن عنوانين للإنترنت في الإمارات استُخدما لتنفيذ عملية الاختراق.

وكشف التحقيق الذي عرض في يونيو 2018، أن الإمارات حصلت على ثغرة وكالة "قنا" عبر شركة وهمية في أذربيجان، أواخر عام 2016.

 

وبين أن "الشركة الوهمية الأذرية طلبت من 3 شركات تركية إعلامها عن الثغرات التقنية الموجودة في وكالة الأنباء القطرية من أجل إعداد خطة القرصنة".

 

وأظهر تحقيق أعدته قناة "الجزيرة" أن خلية قرصنة وكالة "قنا" عملت من وزارة سيادية في العاصمة السعودية الرياض.

 

وفي 5 يونيو 2017، قطعت كل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر؛ بدعوى "دعمها للإرهاب".

 

وفرضت تلك الدول على قطر حصاراً برياً وبحرياً وجوياً، في حين نفت الدوحة الاتهامات، معتبرة أنها تواجه "حملة افتراءات وأكاذيب".

 

مجلس التعاون الخليجي

 

قبل 38 عاماً ، في 25 مايو 1981، وقعت دول المجلس الست (قطر، والكويت، وعُمان، والبحرين، والسعودية، والإمارات) على نظام سياسي هدفه تطوير التعاون فيما بينهم وتنمية العلاقات، وتوثيق الروابط والصلات القائمة بين شعوبها، هكذا انطلق مجلس التعاون الخليجي عند تأسيسه.

 

ويعود الفضل في ولادة وتأسيس مجلس التعاون الخليجي للشيخ جابر الأحمد الصباح، أمير الكويت السابق، بعدما اقترح عليه رئيس دولة الإمارات آنذاك، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إنشاءه لسد النقص الذي خلّفه خروج المملكة المتحدة من المنطقة.

وتأتي دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة في المرتبة الأولى عالميا في احتياطي النفط والمرتبة الثانية في احتياطي الغاز، وهي أيضا الأولى عالميا في إنتاج النفط.

 

وطرحت على مجلس التعاون الخليجي فكرة تحويل المجلس إلى اتحاد، وهي فكرة بادرت إليها السعودية عام 2011، ورحبت بها الدول الأعضاء، باستثناء عمان التي تعترض عليها، ولا تريد أن تكون طرفا في الاتحاد، الذي يفترض أن يؤسس لسياسة خارجية موحدة، وجيش مشترك، وعملة موحدة.

 

وتبلغ مساحة دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة 2.410 مليون كيلومترا مربعا، أي 15 في المئة من مساحة الدول العربية كلها، ولها شريط ساحلي مشترك يبلغ 2929 كيلومترا.

 

وبلغ عدد سكان دول المجلس عام 2017، حسب إحصائيات المجلس، 51.7 مليون نسمة.

 

الهيكل التنظيمي للمجلس

 

المجلس الأعلى: أعلى هيئة للقرار في المجلس وتضم قادة الدول الأعضاء. ويلتئم المجلس مرة كل سنة. وتُعهد رئاسته بشكل تداولي وفقا للترتيب الألفبائي. والاجماع شرط لاتخاذ القرار بشأن القضايا الهامة.
 

المجلس الوزاري: ويضم وزراء الخارجية في معظم الأحيان. وينعقد المجلس مرة كل ثلاثة أشهر لاقتراح السياسة وبحث سبل تنفيذ القرارات.

 

الأمانة العامة: الجهاز الإداري الذي يسهر على إعداد اللقاءات، ويُشرف على تنفيذ السياسات.

اللجنة الاستشارية: تضم خمسة مندوبين عن كل بلد عضو، وتنحصر مهمتها في بذل المشورة للمجلس الأعلى.

 

لجنة تسوية النزاعات: تنشأ هذه اللجنة وفقا للغرض المرسوم لها في حينه، وذلك بهدف إيجاد حل سلمي للخلافات التي قد تنشأ بين الدول الأعضاء ، بحسب "بي بي سي".

 

الأمين العام: يعينيه المجلس الأعلى لولاية مدتها ثلاث سنوات، تُجدد مرة واحدة.

 

قوات درع الجزيرة

 

اتخذت الدول الأعضاء في المجلس قرار تشكيل قوة دفاع مشتركة تحت اسم "قوات درع الجزيرة" في نوفمبر 1982.

 

ونفذت هذه القوة أول تمرين مشترك بعد ذلك بعام على أرض الامارات.

 

وتمركزت هذه القوات التي كان قوامها في البداية 5 آلاف جندي في منطقة حفر الباطن شمالي شرقي السعودية في عام 1986. وفي أكتوبر 2002 اجتمع وزراء دفاع دول المجلس في مسقط وأعلنوا عزم دولهم على رفع عدد هذه القوة إلى 22 ألف رجل.

 

وفي مايو 2008 اتفقت الدول الأعضاء على تمركز قوات "درع الجزيرة" في بلدانها الأصلية.

وفي مارس 2011 استعانت البحرين بهذه القوات بعد تنامي الاحتجاجات ضد الحكم في البحرين حيث تتمركز حاليا قوات سعودية واماراتية في البحرين منذ مارس 2011.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان