بعد قتل الإنسان وحرق الشجر والاستيلاء على الأرض بات التاريخ الفلسطيني هو الهدف الأساسي للعدو الإسرائيلي، وذلك لمحو أثار الاحتلال وجرائمه الموثقة خلال عشرات السنين.
وكان قوات الاحتلال قد حولت قبل أيام، مبني مركز عبد الله الحوراني" للدراسات والتوثيق الفلسطيني (تابع لمنظمة التحرير) إلى مجرد ركام بفعل القصف الإسرائيلي الذي طاله.
وتسبب القصف بتدمير مكتبة المركز، والتي تضم آلاف العناوين من أمهات الكتب والدراسات والتقارير الأرشيفية.
مرجع تاريخي
وتأسس مركز "عبد الله الحوراني" للدراسات والتوثيق عام 1997 بقرار من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
ويعتبر المركز مرجعاً وحاضنة للكثير من الباحثين والكتاب، بعد ما حققه من انجازات ثقافية وتاريخية على صعيد القضية الفلسطينية، وذلك بحسب ناهض زقوت مدير عام المركز في قطاع غزة.
ويعمل المركز على دعم وتعزيز البعد الثقافي والوطني في نفوس الفلسطينيين، كما له رسالة وطنية قومية بإنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية.
طمس الهوية
بدوره قال الباحث في الشأن العربي سيد المرشد، إن الاحتلال الإسرائيلي يعمل منذ اللحظة الأولى من استيلائه على فلسطين لطمس هوية هذا الشعب الأبي من خلال ممارستها الإجرامية سواء بالقتل أو الاعتقلال أو التهجير.
وأضاف لـ"مصر العربية" أن العدو الإسرائيلي علم تماماً أن السلاح لن يقدم له شئ هو فقط لردع المقاومة من وجهة نظره، ولكنه علم أن الاحتلال هو احتلال التاريخ والثقافة والعقل ومع ذلك لم ينجح.
وأشار إلى أن وجود إسرائيل باطل من الأساس فهم شعب حكم عليه بالتيه في الأرض، لذلك هم أقل من أن يؤثروا في الآخرين وهذا اتضح من فترة احتلالهم لبعض المناطق في بعض الدول العربية لم يستطيعوا التأثير بل بالعكس هم الذين تأثروا سواء بجميع بثقافة تلك الأماكن.
وأوضح أن قوات الاحتلال عملت خلال السنوات الماضية على تدمير البشر والحجر واغتصاب الأرض ومع ذلك لم تستطيع محو فكرة أنها مجرد عصابة اغتصبت أراض لا تملكها لذلك تحاول محو هوية الشعب الفلسطيني بشتى الطرق وهذا لن يتحقق، وسيعزز ذلك لم الشمل الفلسطيني وتصالح جميع الفصائل للوقوف بقوة أمام هذه الجرائم وغيرها من الصفقات المشبوه وعلى رأسهم الصفقة المزعومة التي تسمى بـ"صفقة القرن".
جرائم حرب
وكشف تقرير جهاز الإحصاء الفلسطينى أن نسبة النازحين الفلسطينيين الذين لجأوا إلى الضفة الغربية وقطاع غزة تصل إلى 42% من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين فى الأراضى الفلسطينية نهاية عام 2016، كما بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث فى الأول من يناير عام 2015، حوالى 5.59 مليون لاجئ فلسطيني.
وخلال حرب عام 1948 طُرد وفر مئات الآلاف من الفلسطينيين من منازلهم، ولا يزال معظم اللاجئين، الذين يُقدر عددهم اليوم بنحو 5.5 مليون مع أحفادهم، يعيشون فى المنطقة، كما نزح عشرات الآلاف من الفلسطينيين أيضا فى حرب عام 1967 بعد سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.
من جانبها، اعتبرت وزارة الثقافة الفلسطينية، استهداف البناية السكنية التي تضم مركز "عبد الله الحوراني" للدراسات والتوثيق "جريمة حرب ممنهجة تستهدف الإنسان وذاكرة شعبنا".
وطالبت الوزارة في بيان صدر عنها، بضرورة توفير الحماية الدولية الفورية لشعبنا في القطاع والضفة الصامدة والقدس العاصمة.