رئيس التحرير: عادل صبري 12:12 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

هل تُحضّر السعودية لإعدام العودة والقرني والعمري بعد رمضان؟

هل تُحضّر السعودية لإعدام العودة والقرني والعمري بعد رمضان؟

العرب والعالم

العودة والقرني والعمري - أرشيفية

هل تُحضّر السعودية لإعدام العودة والقرني والعمري بعد رمضان؟

إنجي الخولي 22 مايو 2019 02:42

قال موقع "ميدل إيست آي" الإخباري التحليلي، الثلاثاء، إنه حصل على معلومات تُفيد بأن السلطات السعودية تعتزم إعدام ثلاثة دعاة بارزين وصفهم بالـ"معتدلين" بعد انتهاء شهر رمضان المبارك بفترة وجيزة.

 

وذكر الموقع أنه حصل على معلومات من مصدرين مقربين من الحكومة، أفادا أن السلطات تعتزم إعدام الثلاثة بزعم ارتباطهم بنشاطات "إرهابية".

 

وأبرز هؤلاء هو الشيخ سلمان العودة، المعروف بوجهات نظره التقدمية نسبيا، والذي اعتُقل سبتمبر 2017، بعد أن دعا على "تويتر" إلى "مصالحة" بين السعودية وقطر بعد مرور ثلاثة أشهر على فرض الأولى الحصار على قطر.

 

أما الاثنان الآخران، هما الأكاديمي والكاتب الشيخ عوض القرني، والمذيع الشهير الشيخ علي العمري، اللذان اعتقلتهما السلطات في الفترة ذاتها أيضا.

 

وأكد مصدران حكوميان سعوديان على وجود خطة لإعدام الرجال الثلاثة، الذين ينتظرون حالياً المحاكمة في المحكمة الجنائية الخاصة في الرياض. و كانت قد حُددت جلسة في مطلع  مايو لكنها أُجلت إلى موعد آخر غير محدد.

 

وقال أحد المصدرين اللذين تكلما كل على حدة لـ"ميدل إيست آي"، إن السعودية ستعدمهم بمجرد "صدور الحكم بالإعدام عليهم".

 

وأشار المصدر الحكومي الآخر، إلى أن إعدام السعودية لـ37 سعوديًا الشهر الماضي، ينتمي معظمهم لأقلية الشيعة المضطهدة في البلاد، بزعم ارتباطهم بـ"الإرهاب"، كان بمثابة محاولة لرصد مدى قوة الإدانة الدولية.

 

وأضاف المصدر، الذي مثل أول تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته: "عندما اكتشفوا (المسئولون) أن رد الفعل الدولي كان محدودا للغاية، لا سيما على مستوى الحكومات ورؤساء الدول، فقد قرروا المضي قدماً في خطتهم لإعدام شخصيات بارزة".

 

يجدر الإشارة إلى أن السعودية تُعتبر من أكثر الدول التي تُنفذ عقوبة الإعدام في العالم، وقد أعدمت على مدار الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، 43 شخصا بتهم مختلفة.
 

وأشار الموقع إلى أنه سيُصدر الأمر بتنفيذ حكم الإعدام بحق الثلاثة، بحسب التصاعد في التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.
 

 

واعرب المُحامون الفرنسيون للداعية السعودي المُعارض، سلمان العودة، مارك بونان، وفرنسوا زيمراي، وجيسيكا فينيل، في فبراير عربوا  عن خشيتهم من الحُكم على موكّلهم، العودة، خلال جلسة جديدة، بالإعدام.

 

ولم يخفِ المُحامون تخوّفهم من الحكم بالإعدام على العودة، "بسبب تغريدة" كتبها عن الأزمة الخليجيّة، إذ قال زيمراي إن موكله "يمكن أن يُحكم عليه بالموت" لأنّه نشر، في سبتمبر 2017، تغريدة على حسابه في "تويتر" يشيد فيها باحتمال إنهاء الأزمة الخليجية.


 

وأكدوا - في بيان صدر في باريس- أن محاكمة الشيخ "تندرج في إطار سياسة اضطهاد قضائي تقوم بها السلطات في السعودية ضد مثقفين يمارسون حقهم في حرية التعبير والرأي".

 

ولفت المصدر الأول إلى أن السلطات تشجعت لإعدامهم، "خاصة مع التوتر في الخليج في الوقت الحالي. فتريد واشنطن إرضاء السعوديين في الوقت الحالي. وهم (السعوديون) يحسبون أن ذلك سيمكّنهم من الإفلات" من الإدانة الدولية بعد إعدامهم.

 

ومن جانبها ، قالت الجمعية الفرانكفونية لحقوق الإنسان منتصف الشهر الجاري إنها علمت من مصادر وصفتها بالموثوقة أن السلطات السعودية تنوي تنفيذ الإعدام بحق نشطاء حقوقيين وعلماء شرعيين معتقلين بسجونها منذ فترات متفاوتة.

 

وأضافت الجمعية في بيان أن السلطات السعودية تعتزم تنفيذ الإعدامات بعد انقضاء شهر رمضان وعيد الفطر، بعد إدانة المعتقلين بتهم الإرهاب وتهديد الأمن القومي للمملكة.

 

تجدر الإشارة إلى أن الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأميركية ومنظمات حقوقية كبرى مثل "هيومن رايتس ووتش" ومنظمة العفو الدولية، أدانوا اعتقال الدعاة الثلاثة.

 

وكانت السلطات السعودية، قد شنّت منذ مطلع سبتمبر 2017، حملة اعتقالات واسعة ضد "تيار الصحوة"، وهو أكبر التيارات الدينية في البلاد، شملت نحو 20 شخصا.

 

واستهلّت السلطات حملتها حين ذاك، باعتقال الداعية سلمان العودة، وعوض القرني، بالإضافة إلى العشرات من الدعاة والإعلاميين والكتّاب الصحافيين.

وفي سبتمبر الماضي، أي بعد مرور عام على اعتقاله، ظهر عودة في جلسة مُغلقة في المحكمة الجنائية الخاصة، ووُجهت له 37 تهمة تتعلق بـ"الإرهاب" وطلب مدعٍ عام سعودي الإعدام بحقه.

 

وكان الصحافي السعودي جمال خاشقجي، قد قال قبل يومين من اغتياله الوحشي في قنصلية بلاده في إسطنبول، العام الماضي، لأصدقائه في لندن، إن اتهام عودة بهذه التهم الزائفة، يُثبت أن ولي العهد محمد بن سلمان، سوف "يسحق المعارضة بأي ثمن... سيُعدم عودة لأنه ليس متطرفًا. بل لأنه معتدل. لهذا السبب يعتبرونه تهديدًا".
 

وتعليقا على تقرير "ميدل إيست آي"، قالت مديرة قسم الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش سارة ليا ويتسون إن "أي إعدامات أخرى لمعارضين سياسيين هي نتيجة مباشرة للأجواء التي هيأتها إدارة ترامب، ورسالتها المتكررة: مهما ارتكبت من انتهاكات بشعة بحق شعبك، فإننا نحميك".

 

من جهة أخرى، قال حساب "معتقلي الرأي" السعودي على تويتر قبل ساعات من نشر تقرير "ميدل إيست آي" إنه "في ظل المماطلات في المحاكمات وفي الإفراج عن كل من الشيخ سلمان العودة والدكتور علي العمري والشيخ عوض القرني، تزداد المخاوف من أن السلطات تدبر أمرا قد يصل لحد تنفيذ الإعدام ضدهم بذريعة تلك التهم الزائفة الباطلة بأنهم إرهابيون".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان