بعد البيض.. أصبح "الميلك شيك" أحدث وسائل الاحتجاج ضد سياسييّ اليمين المتطرف في بريطانيا ، حيث أصبح إلقاء المشروب على شخصيات يمينية متطرفة "صيحة رائعة للتعامل معهم".
و"الميلك شيك" هو مشروب مكون من الحليب والفاكهة المختلفة.
وتعرض زعيم حزب "بريكست" البريطاني نايجل فاراج، الاثنين، لهجوم بالحليب المخفوق، ليصبح أحدث شخصية سياسية تتعرض للاستهداف من قبل متظاهرين أو معارضين، بواسطة أطعمة أو مشروبات.
ويعد حزب بريكست هو أحد أكثر الأحزاب التي تلقى تأييدا كبيرا من قبل البريطانيين، المؤيدين للخروج من الاتحاد الأوروبي، كما أنه مرشح بقوة للحصول على عدد كبير من المقاعد في الانتخابات الأوروبية القادمة.
وغطى الحليب المخفوق ملابس فاراج، وهو أحد أبرز الشخصيات في حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، خلال مناسبة في مدينة نيوكاسل الإنجليزية، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.
وبعد إلقائه كلمة أمام مؤيدين، تعرض السياسي لهجوم من قبل شاب في الثلاثينيات من عمره، قبل أن يقتاده مساعدوه إلى سيارة أجرة.
وأوضحت "ذا ميرور دايلي" أن شخصا يدعى "بول كروثر " (32 عاما) رشق "فاراج"، بمشروب "الميلك شيك".
وعلق كروثر على فعلته قائلا: "هذا احتجاج ضد أشخاص مثله (فاراج)، وأنا لم أكن أعرف أنه في المدينة (نيوكاسل)، ورأيت أنها فرصتي الوحيدة".
وألقت الشرطة البريطانية القبض على "كروثر" بعد فترة وجيزة من رشقه زعيم حزب "استقلال بريطانيا" بالـ"ميلك شيك"، ولايزال قيد الاحتجاز، حسب المصدر ذاته.
كيف بدأت حملة الـ"ميلك شيك"؟
ونظم النشطاء المناهضين للعنصرية حملة رشق الـ"ميلك شيك" على شخصيات اليمين المتطرف خلال التجمعات التي تنظمها هذه الأحزاب قبل الانتخابات البرلمانية الأوروبية التي تجري في الفترة بين 23- 26 مايو الجاري ، بحسب صحيفة "ذا ميرور دايلي" البريطانية.
ويرفع اليمين المتطرف شعارات التفوّق العرقي وكره الأجانب ومعاداة المسلمين، رافضاً التمازج الثقافي والتعددية، ومتمرّداً على منظومة القواعد والاتفاقات والتشريعات التي يقوم عليها القانون الدولي، وتندرج في إطارها العلاقات بين الدول منذ منتصف القرن الماضي.
وبدأت الحملة بعد رُشق تومي روبنسون، وهو ناشط يميني معروف بعداوته للإسلام، بذلك المشروب خلال جولة له في بلدة وارينجتون، منذ أكثر من أسبوعين.
وتعرض روبنسون لهجوم آخر باستخدام "الميلك شيك" بعد واقعة "وارينجتون" وكانت في مدينة "مانشستر" بعد يومين من الحادثة الأولى.
وقام شابا يدعى "دانيال محمود" (23 عاما) بسكب كوب "ميلك شيك" على رأس الناشط تومي روبنسون، في أثناء تجمع يميني وصف خلاله الأخير المسلمين بـ"العصابات"، وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وكان نايجل فاراج، زعيم حزب "استقلال بريطانيا" (بريكست) الذي تم تأسيسه حديثا، آخر ضحايا "الميلك شيك".
البيض أولاً
وقبل أسبوعين ، ُرشق رئيس الوزراء الأسترالي ببيضة في رأسه، وأوقع حراسه سيدة على الأرض خلال احتجاج قبيل الانتخابات العامة.
وبدا أن البيضة رشقت صوب سكوت موريسون من الخلف، ، ثم سقطت دون أن تنكسر أثناء حديثه مع ناخبين في قاعة بلدية مدينة ألبوري.
وطرح الحراس سيدة من المارة أرضاً، وأمسكوا بسيدة أخرى تبلغ من العمر 25 عاماً، تتهم بأنها من ألقت البيضة.
وساعد موريسون السيدة على الوقوف، وقال في وقت لاحق إنها عضو بحركة متشددة تداهم مزارع تتهم القائمين عليها بالقسوة على الحيوانات.
وقالت الشرطة في بيان بوقت لاحق إن المتظاهرة احتجزت.
وكانت حادثة مشابهة قد شهدت شهرة واسعة بعد الهجومين الذين تعرض لهما مسجدين في مدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا، عندما كسر فتى في الـ17 من عمره، بيضة على رأس السيناتور العنصري، فرايزر أنينغ.
وكان أنينغ قد أدلى بتصريح مستفز بعد الهجومين، قال فيه إن "السبب الحقيقي لإراقة الدماء في نيوزيلندا هو برنامج الهجرة الذي سمح للمسلمين بالهجرة إليها".
وحظي الفتى ويل كونولي، الذي صار يلقب بـ"فتى البيضة"، بشهرة واسعة في مختلف أنحاء العالم، وتلقى الكثير من الدعم والمكافآت المادية بعد فعلته، إلا أنه نصح الناس بعدم الإقبال على مثل هذا السلوك.
وعلى الرغم من أن "كونلي" و"محمود" اتبع كلاهما نفس الطريقة لتأديب وردع عناصر "اليمين المتطرف" لهجتهم العدائية تجاه المسلمين إلا أن الأول حظى بتسليط ضوء شديد من قبل وسائل الإعلام آنذاك، وتحول إلى "بطل شعبي" وقدوة يحتذى بها، حيث أطلقت صفحة تبرعات لـ"كونلي" لجمع مبلغ الرسوم القضائية، والذي بلغ أكثر من 40 ألف دولار أمريكي، بالإضافة إلى عدد من العروض، التي انهالت عليه من قبل عدد من الفرق الموسيقية لحضور حفلاتهم الموسيقية مدى الحياة كمكافأة على شجاعته، مثل مهرجان الهيب هوب رولينج لاود (rolling loud) وكذلك "ذا أميتي أفليكشن" (The Amity Affliction) و"فايولنت سوهو" (Violent Soho).
أما "دانيال محمود"، فقد أكد لصحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، أنه يتلقى يوميا العديد من رسائل التهديد عبر موقع "فيسبوك" من قبل العديد من الحسابات المختلفة الداعمة للناشط اليميني "روبنسون"، وأضاف أنه يشعر بالخوف على عائلته التى قد تتعرض لأذى في أية لحظة جراء تصرفه الذي لم يختلف عن ما قام به "فتى البيضة"، وأضاف "بدلا من أن يحترمني الجميع أصابتني سمعة سيئة".