رئيس التحرير: عادل صبري 05:54 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

اختتام أطول انتخابات في العالم.. الهند تغلق مراكز الاقتراع وتتوقع فوز «مودي»

اختتام أطول انتخابات في العالم.. الهند تغلق مراكز الاقتراع وتتوقع فوز «مودي»

العرب والعالم

الانتخابات في الهند

اختتام أطول انتخابات في العالم.. الهند تغلق مراكز الاقتراع وتتوقع فوز «مودي»

إنجي الخولي 20 مايو 2019 04:35

بعد ستة أسابيع من التصويت، أسدل الستار على أطول عملية انتخابية في العالم تلك التي يشارك فيها قرابة 900 مليون ناخب لاختيار 543 نائبًا للبرلمان الهندي، وسط توقعات ببقاء نارندرا مودي رئيساً لوزراء أكبر ديموقراطية في العالم من حيث عدد السكان.

 

وأغلقت مكاتب الاقتراع في الهند الأحد ، ومن المتوقع أن تصدر النتائج الخميس،  حيث يأمل مودي الذي كان في عام 2014 من أوائل الزعماء الشعبويين في العالم الذين يصلون إلى السلطة، في الفوز بولاية ثانية مدتها خمس سنوات.

 

ودُعي قرابة 120 مليونا من أصل 900 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع الأحد في المرحلة السابعة والأخيرة من الانتخابات التي تجري على قاعدة النظام الفردي الأكثري وعلى دورة واحدة.

 

 وانتخب هؤلاء 59 نائباً من أصل 543، في دوائر تقع بشكل أساسي في شمال وشرق البلاد، بينها خصوصاً دائرة رئيس الوزراء المنتهية ولايته.

وبسبب المقاييس الجغرافية والسكانية للهند الدولة العملاقة الواقعة في جنوب آسيا، جرت الانتخابات في منطقة تلو الأخرى منذ 11 أبريل.

 

ومن البلدات الواقعة في منطقة لاداخ الجبلية المرتفعة مروراً بسهل الغانج وصولاً إلى المدن الكبيرة المكتظة بالسكان وتعاني من التلوث، بلغت نسبة المشاركة 66 بالمئة في المراحل السابقة من عملية الاقتراع. وهي نسبة طبيعية في هذه الانتخابات التي تُعتبر مرحلة مهمة بالنسبة للقوة الاقتصادية الثالثة في آسيا.

 

استطلاعات الرأي

 

وبعد 30 دقيقة من إغلاق صناديق الاقتراع عند الساعة 18,00 (12.30 ت غ)، نشرت وسائل إعلام هندية استطلاعات أولية، علماً أنها نادراً ما تكون دقيقة في الهند.

 

أظهر استطلاع لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع أن الائتلاف الحاكم في الهند بزعامة مودي، سيفوز على الأرجح بأغلبية كبيرة في البرلمان، بعد انتخابات عامة ضخمة انتهت، الأحد، وذلك في أداء أفضل بكثير مما كان متوقعا في الأسابيع الأخيرة.

وواجه مودي انتقادات في بداية الحملة لإخفاقه في توفير فرص عمل للشبان وضعف أسعار المنتجات الزراعية، وقال محللون وسياسيون إن سباق الانتخابات سيكون محتدما مع اكتساب حزب المؤتمر، وهو حزب المعارضة الرئيسي، للمزيد من التأييد، وذلك بحسب وكالة "رويترز".

لكن مودي حشد قاعدته القومية الهندوسية وحول الحملة إلى صراع من أجل الأمن القومي بعد تصاعد حدة التوتر مع باكستان وهاجم منافسه الرئيسي واتهمه بأنه يتبنى نهجا متهاونا أكثر من اللازم تجاه إسلام أباد.
 

وأظهر استطلاع "انديا توداي أكسيس" لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع أن التحالف الوطني الديمقراطي الذي يتزعمه مودي سيفوز على الأرجح بما يتراوح بين 339 و365 مقعدا في البرلمان المؤلف من 545 مقعدا يليه تحالف المعارضة بقيادة حزب المؤتمر بما يتراوح بين 77 و108 مقاعد.

 

وينبغي لأي حزب الحصول على 272 مقعدا لتشكيل الحكومة.

 

ويحق لنحو 900 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات المؤلفة من سبع مراحل وسيبدأ إحصاء الأصوات المخزنة في مئات الآلاف من أجهزة التصويت الآلية في وقت مبكر من يوم الخميس ومن المتوقع ظهور النتائج بحلول ظهر ذلك اليوم.

 

قلق بين المسلمين

 

حالة من الترقب تنتاب الأقلية المسلمة في الهند التي تمثل 15% من السكان جراء ما يمكن أن تسفر عنه الانتخابات الحاليّة وسط تخوفات من فوز .

 

ومن جانبه ، قال المحلل الهندي ظفر الإسلام خان :"إن من المؤشرات الرئيسية في الحياة السياسية الهندية اليوم إقصاء المسلمين وتهميشهم سياسيًا، لدرجة أن الأحزاب العلمانية مثل حزب المؤتمر لم تعد تكترث بهم خوفًا من إغضاب الهندوس".

 

وتابع خان في مقال نشرته "الجزيرة" كشف بعض الإجراءات التي اتخذتها الحكومة إرضاءً للهندوس منها حذف أسماء ملايين من المسلمين في الهند من سجلات الناخبين بحجة أو بغيرها وذلك لكي لا يكون للمسلمين دور في العملية السياسية التي تعتبر الانتخابات عنصرًا مهمًا منها.

هذا علاوة على تدخل السلطات باستمرار في القوانين الشخصية الإسلامية وسن قوانين جديدة دون استشارة مؤسسات المسلمين وزعمائهم وعلمائهم، وذلك بحجة رفع الظلم عن المرأة المسلمة، الأمر الذي زاد من حدة تضييق الخناق على الأقلية المسلمة في البلاد.

 

تعود تلك التخوفات إلى سوابق حزب "بهاراتيا جناتا" مع المسلمين، إذ لم يرشح سوى سبعة مسلمين كما فعل عام 2014، وحينها لم ينجح أحد منهم في الوصول إلى البرلمان

 

وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير لها كشفت أن المسلمين الهنود لديهم توقعات قاتمة بشأن مستقبلهم في حال فاز رئيس الوزراء القومي الهندوسي ناريندرا مودي بولاية ثانية، فيما نقلت عن بعض المسلمين هناك شهادتهم بشأن المصير الغامض حال تكرار سيناريو 2014.

 

محي الدين آزاد الأستاذ الجامعي المتقاعد يقول في تصريحاته للوكالة: "نحن على وشك التحول إلى مواطنين درجة ثانية.. إذا نجح مودي بتولي السلطة من جديد، فإننا سنضيع"، فيما أشار أستاذ الكيمياء السابق حسن خالد عزمي أن "الولاية الأولى بالنسبة لحزب بهاراتيا جناتا كانت مرحلة تجريبية. وعندما يعودون للسلطة، سيعمدون إلى تنفيذ برنامجهم المجهز منذ وقت طويل".

فيما أوضح النائب الهندي المسلم أسد الدين أويسي أن المسلمين لم يعرفوا زعيمًا يقودهم منذ الاستقلال عن الاستعمار البريطاني عام 1947، مضيفًا أن الكتل السياسية الرئيسية في الهند لا تسمح للمسلمين بالارتقاء في صفوفها، ويرى أن هذه الظاهرة مقلقة لمستقبل الديمقراطية في الهند.

 

تعود تلك التخوفات إلى سوابق حزب "بهاراتيا جناتا" مع المسلمين، إذ لم يرشح سوى سبعة مسلمين كما فعل عام 2014، وحينها لم ينجح أحد منهم في الوصول إلى البرلمان، بينما رشح حزب المعارضة الأساسي "المؤتمر الوطني الهندي" برئاسة راهول غاندي 30 مسلمًا.

 

وفي الانتخابات المحلية التي جرت في 2017 لم يرشح أي مسلم في أكبر ولايات الهند من حيث عدد السكان "أتر برديش" تلك التي تضم 220 مليون نسمة، 20% منهم مسلمون، في محاولة واضحة لإقصاء المسلمين عن المشهد السياسي إرضاءً للهندوس الذين يمثلون الأغلبية.

 

يذكر أن الهندوس يشكلون 80% من 1.3 مليار هندي، فيما تضم الهند ثاني أكبر مجتمع مسلم في العالم حيث يبلغ عدد المسلمين فيها 170 مليون نسمة، ويضم البرلمان المنتهية ولايته 24 نائبًا مسلمًا من أصل 545 نائبًا، وهو أدنى عدد نواب مسلمين منذ الاستقلال.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان