رئيس التحرير: عادل صبري 04:48 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

انطلاقًا من البحرين.. أمريكا تنفذ أولى خطوات «صفقة القرن»

انطلاقًا من البحرين.. أمريكا تنفذ أولى خطوات «صفقة القرن»

العرب والعالم

دونالد ترامب وجاريد كوشنر

انطلاقًا من البحرين.. أمريكا تنفذ أولى خطوات «صفقة القرن»

إنجي الخولي 20 مايو 2019 03:34

كشف البيت الأبيض أن أمريكا ستنفذ الخطوة الأولى في إطار تطبيق خطة السلام في الشرق الأوسط ، التي تعدها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، والمعروفة باسم "صفقة القرن".

 

وقال البيت الأبيض في بيان، الأحد: "سيتم عقد ورشة اقتصادية دولية في البحرين في أواخر يونيو المقبل، للتشجيع على الاستثمار في الأراضي الفلسطينية"، مشيرا إلى أن هذا يعد جزء أول من خطة سلام الشرق الأوسط.

 

وقال البيت الأبيض، حسبما نقلت "رويترز": "مؤتمر السلام من أجل الرخاء في البحرين يعقد يومي 25 و26 يونيو المقبل، يستهدف حشد دعم من الاستثمارات الاقتصادية المحتملة التي يمكن أن يوفرها اتفاق سلام في الشرق الأوسط".

 

وأضافت البيت الأبيض: "ان مؤتمر البحرين فرصة محورية لعقد اجتماع بين قيادات حكومية ومجتمع مدني ورجال أعمال، من أجل تبادل الأفكار ومناقشة الاستراتيجيات وحشد الدعم للاستثمارات والمبادرات الاقتصادية المحتملة التي يمكن تحقيقها من خلال اتفاقية السلام"، حسب البيان.

 

وأوضح بيان البيت الأبيض أن هذه الورشة سوف "تسهل المناقشات حول رؤية وإطار طموح وقابل للتحقيق لمستقبل مزدهر للشعب الفلسطيني والمنطقة. بما في ذلك تحسين الإدارة الاقتصادية وتنمية رأس المال البشري وتيسير النمو السريع للقطاع الخاص. إذا تم تنفيذها، فإن هذه الرؤية ستكون قادرة على تغيير الحياة جذريا ووضع المنطقة على الطريق نحو مستقبل أكثر إشراقا".

 

وأعرب البيت الأبيض عن امتنانه للبحرين على استضافتها هذه الورشة، وقال إنه يتطلع إلى التواصل مع قادة الأعمال والفكر من جميع أنحاء المنطقة والعالم "لبناء توافق في الآراء حول أفضل الخطوات التي يمكن للمجتمع الدولي اتخاذها لتطوير الأساس لمستقبل مزدهر. إن الشعب الفلسطيني، إلى جانب جميع الناس في الشرق الأوسط، يستحقون مستقبلا بكرامة وفرصة لتحسين حياتهم " بحسب "الحرة" الأمريكي.       

 

وفي هذا الصدد، قال وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوشين: "أتطلع إلى هذه المناقشات المهمة حول رؤية توفر للفلسطينيين فرصا نوعية جديدة لتحقيق إمكانياتهم الكاملة. ستساهم هذه الورشة في جمع القادة من عدة قطاعات ومن جميع أنحاء الشرق الأوسط، لبحث سبل تعزيز النمو الاقتصادي والفرص المتاحة للشعوب في هذه المنطقة المهمة".

من جانبه، قال وزير المالية والاقتصاد الوطني البحريني، سلمان بن خليفة آل خليفة، إن ورشة "السلام من أجل الازدهار" تؤكد على "الشراكة الاستراتيجية الوثيقة بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية، وتعكس الاهتمام المشترك في ايجاد فرص اقتصادية واعدة تعود بالنفع على المنطقة".

 

وفي تصريح لشبكة "سي أن أن" الأحد، قال كوشنر "إن الخطة ستناقش أربعة مكونات وهي البنى التحتية، الصناعة، تمكين الأفراد، وإصلاح الحكم "لجعل المنطقة قابلة للاستثمار قدر الإمكان".

 

وحسب الشبكة فإن ورشة العمل ستتجنب القضايا السياسية المثيرة للجدل مثل وضع القدس واللاجئين الفلسطينيين.

 

وقال كوشنر "نحن ندرك أن (الخطة الاقتصادية) تتطلب أن تسير جنبا إلى جنب مع الخطة السياسية"، لكنه أضاف "من الصعب استيعاب المقترحات الاقتصادية والسياسية في آن واحد لأنها مقترحات مفصلة للغاية".

 

يذكر أن جاريد كوشنر، صهر ترامب، كان صرح بأن "صفقة القرن" ستعلن بعد شهر رمضان.

 

وأضاف كوشنر، المفوض الأمريكي المسئول عن الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط، والمعروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن"، أن مقترح السلام في الشرق الأوسط يتطلب تنازلات من الجانبين.

 

وقال مصدر مطلع إن مستشار البيت الأبيض، جاريد كوشنر حث مجموعة من السفراء، خلال لقاء في واشنطن يوم 14 أبريل 2019، على التحلي "بذهن منفتح" تجاه مقترح الرئيس الأمريكي، المنتظر للسلام في الشرق الأوسط، مضيفا أن المقترح سيتطلب تنازلات من الجانبين.

 

ونقل المصدر عن كوشنر قوله، إن خطة السلام ستعلن بعدما تشكل إسرائيل حكومة ائتلافية، في أعقاب فوز رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بالانتخابات، وبعد انتهاء شهر رمضان في أوائل يونيو المقبل.
 


كما نقل المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه عن كوشنر قوله: "سيكون علينا جميعا النظر في تنازلات معقولة تتيح تحقيق السلام".   

 

 

وقال المتحدث باسم السلطة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن "ورشة العمل" التي أعلنت عنها أمريكا والتي تشكل الجزء الأول من خطة السلام في الشرق الأوسط "عقيمة".

 

ورأى أبو ردينة أن "أي خطة اقتصادية بلا آفاق سياسية لن تفضي إلى شيء"، وأضاف قائلا: "لن يقبل الفلسطينيون أي اقتراحات دون قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية".
 

وعند سؤاله عما إذا كان سيحضر الفلسطينيون ورشة العمل التي أعلن عنها البيت الأبيض، في وقت سابق الأحد وستعقد في العاصمة البحرينية المنامة، قال المتحدث باسم السلطة الفلسطينية إن هذا القرار يعود للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وتابع أبو ردينة قائلا إنه عندما عُقد اجتماع مماثل في واشنطن في مارسمن عام 2018 من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية لأهالي غزة، اختار الفلسطينيون عدم الحضور.

 

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، قد أكدت في وقت سابق أن خطة ترمب للسلام ستشمل محفزات اقتصادية كبيرة للفلسطينيين، ولكنها لن تتضمن إقامة دولة فلسطينية كاملة.

 

وبحسب الصحيفة، التي اعتمدت في تقريرها على مقابلات أجرتها مع عدد من المسئولين الأميركيين الذين لم تذكر أسماءهم، بالإضافة إلى أفراد مطلعين على الاقتراح الذي يجري العمل عليه، فإن المبادرة التي من المتوقع أن يتم طرحها في الأسابيع القريبة ستعرض على الفلسطينيين نسخة محسنة من الوضع الراهن، مع إبراز "الحكم الذاتي" على حساب "السيادة"، بحسب تقرير لصحيفة (تايمز أوف إسرائيل).

وجاء التقرير بعد عدة مقابلات أجريت مع أعضاء في فريق ترامب للشرق الأوسط، على رأسهم كوشنر، في الأشهر الأخيرة، التي تجنبت أيضا موضوع إقامة دولة فلسطينية.

بدلا من ذلك، من المتوقع أن تعتمد واشنطن على عشرات الملايين من الدولارات من المساعدات والاستثمار للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك لمصر والأردن، بدعم عالمي ومن دول الخليج.

 

يذكر أن الولايات المتحدة أعلنت عن خطة لتسوية الصراع بين فلسطين ودولة الاحتلال الإسرائيلي وفق ما أطلق عليه تسمية "صفقة القرن" التي أعلن الفلسطينيون عن رفضهم لها، كونهم يشككون بنزاهة الطرف الأمريكي كوسيط بين الطرفين.

 

ولا سيما بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارة بلاده إليها من تل أبيب، الشيء الذي اعتبره الجانب الفلسطيني خروجاً على مقررات الشرعية الدولية ومجلس الأمن، التي تعتبر القدس الشرقية منطقة محتلة من قبل إسرائيل ولا يجوز المس بطابعها القائم قبل الاحتلال أو تغيير وضعها الجغرافي تاريخيا والسكاني أيضا.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان