رغم إعلان الأمم المتحدة انسحاب جماعة الحوثي من بعض موانئ مدينة الحديدة، لم تتوقف انتهاكات الجماعة المسلحة هناك.
وذكرت سكاي نيوز، إن ميليشيات الحوثي، كثفت من تحركاتها في الحديدة، وقامت بحفر المزيد من الخنادق وزرع الألغام.
وكانت الحكومة اليمنية قد اتهمت الأمم المتحدة بالمحاباة للجماعة الحوثية، على حساب السلطة الشرعية.
إجراءات حوثية
وذكرت مصادر يمنية أن الحوثيين كثفوا من استحداث الحفريات والخنادق، وزراعة الألغام في محيط مطار الحديدة، بالتزامن مع الدفع بتعزيزات جديدة، وعشرات المقاتلين من مديرية الضحي ومديريات أخرى إلى مدينة الحديدة، علاوة على إعادة نشر آليات وأسلحة ثقيلة بمحاذاة الكورنيش.
ونقلت سكاي نيوز عن هذه المصادر قولها: "نفذ المتمردون تلك الحفريات والخنادق حول مطار الحديدة من جميع الجهات التي ما زالت تحت سيطرتهم".
كما قاموا بزراعة أنواع مختلفة من الألغام والعبوات الناسفة، في جميع المباني الواقعة حول وبمحاذاة حرم المطار.
وكانت مصادر في القوات المشتركة اتهمت الحوثيين بنشر آليات، من بينها دبابة، وسط حي الربصة بمحاذاة الكورنيش، علاوة على استحداث نقاط وتمركزات في الأحياء المقابلة للكورنيش والميناء، ونصب مضادات للطيران على أسطح بعض المباني.
تصعيد حوثي
وتتزامن تحركات الحوثيين في مدينة الحديدة، مع استمرار تصعيدهم في مديريتي التحيتا وحيس وبيت الفقية، من خلال قصف مواقع القوات المشتركة، والدفع بمزيد من التعزيزات إليها.
ويأتي كل هذا التصعيد والتحركات الحوثية، بعد أيام قليلة من إعلان الأمم المتحدة تنفيذ الحوثيين انسحاب لقواتهم من موانئ الحديدة والصليف و رأس عيسى، وهو الأمر الذي نفت الحكومة اليمنية حدوثه، ووصفت ما جرى بـ "مسرحية هزلية".
كما بدأت الأصوات الحكومية ترتفع للمطالبة بتغيير المبعوث الدولي مارتن غريفيث ، واتهمته بأنه بات وسيطا غير نزيه، ومتحيزا للحوثيين.
اتهامات حكومية
اتهم متحدث عسكري يمني الأمم المتحدة بتسجيل "موقف سلبي"، من خلال "محاباتها" للحوثيين عبر تغاضيها عن انتهاكات الجماعة في الحديدة غربي البلاد.
جاء ذلك في تصريح أدلى به للأناضول المتحدث باسم القوات المشتركة لتحرير الساحل الغربي في اليمن، العقيد وضاح الدبيش.
وقال الدبيش: "في الوقت الذي تؤكّد فيه الأمم المتحدة عبر مبعوثها في اليمن (مارتن) غريفيث ومكتبه في الحديدة، انسحاب المليشيات (الحوثيين) من الموانئ الرئيسية بالمحافظة، فإن الجماعة تشنّ، وبشكل يومي، هجمات متكررة على مواقع القوات الحكومية".
وأضاف: "لعل الهجوم الكبير الذي شنته قوات الحوثي، اليوم، على مدينة الدريهمي بالحديدة، دليل على سلبية الأمم المتحدة ومحاباتها للحوثيين، وهي بذلك تسجل موقفا سلبيا ومتواطئاً مع الحوثيين، من خلال غض الطرف عن جرائمها بحق السكان بشكل يومي في الدريهمي وغيرها".
خرق دائم
واعتبر أن "هذه ليست المرة الأولى التي تشن فيها مليشيات الحوثي مثل هذه الهجمات، وتخرق اتفاق وقف إطلاق النار الصادر من الأمم المتحدة في ديسمبر 2018".
وتابع: "سبق أن أبلغنا رئيس لجنة إعادة الانتشار في محافظة الحديدة، الفريق مايكل لوسيغارد، بالخروقات المتكررة لجماعة الحوثيين، إلا أن رده علينا كان صاعقا بقوله: 'ليس من اختصاصي رصد الخروقات، أنا هنا فقط لإعادة الانتشار'".
انسحاب سابق
وقبل أيام بدأ الحوثيون الانسحاب من ميناء رئيسي بمحافظة الحديدة، لتنفيذ بنود اتفاقية وقف إطلاق النار التي وقعت في شهر ديسمبر الماضي.
وقد اتفق الحوثيون والقوات الحكومية التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي على الانسحاب من ميناء الحديدة للسماح للمساعدات الإنسانية بدخول البلاد.
وقالت بي بي سي إنها حصلت على مقاطع فيديو تظهر المسلحين الحوثيين يستقلون شاحنات لتنفيذ الانسحاب.
ونقلت وكالة فرانس برس للأنباء عن فرحان حق المتحدث باسم الأمم المتحدة تأكيده بدء عملية الانسحاب التي وصفها المبعوث الأممي مارتن غريفيث بأنها "خطوة أولى".
وقتل ما لا يقل عن 6800 مدني في الحرب المستمرة منذ 4 سنوات في اليمن، وجرح حوالي 10700 شخص ، وفقا لبيانات الأمم المتحدة. وتوفي الآلاف بسبب سوء التغذية والأمراض والأوضاع الصحية السيئة.
ويشكل ميناء الحديدة شريان الحياة الرئيسي لثلثي سكان اليمن، وكان لإغلاقه أثر كارثي على الشعب اليمني الذي وصل إلى مشارف المجاعة.
وقد اتفق الطرفان المتحاربان بموجب هدنة برعاية الأمم المتحدة على الانسحاب من مدينة وميناء الحديدة والصليف ورأس عيسى.
ويشكل عرض الحوثيين الانسحاب من ميناء الحديدة الخطوة المهمة الأولى لتنفيذ وقف إطلاق النار.
وكانت الأمم المتحدة قد ناشدت الطرفين مرارا السماح فتح مخازن الميناء التي تحوي كميات كبيرة من الحبوب تكفي لإطعام 3.5 مليون شخص لمدة شهر.
ولم يتمكن عمال الإغاثة من الوصول للمخازن على مدة خمسة شهور، وحذرت الأمم المتحدة من إمكانية تلف مخزون الحبوب.
وللعام الخامس على التوالي، يشهد اليمن حربا بين القوات الموالية للحكومة ومسلحي جماعة "الحوثي" المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.