رئيس التحرير: عادل صبري 07:15 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

انهيار العملة وتراجع الإنتاج.. المعاناة الاقتصادية وجه آخر لحرب اليمن

انهيار العملة وتراجع الإنتاج.. المعاناة الاقتصادية وجه آخر لحرب اليمن

العرب والعالم

الأزمة اليمنية

انهيار العملة وتراجع الإنتاج.. المعاناة الاقتصادية وجه آخر لحرب اليمن

أحمد جدوع 14 مايو 2019 10:00

كشفت حرب اليمن عن وجه آخر وهو تدمير الاقتصاد الذي تسبب في معاناة جديدة لليمنيين تزامنا مع شهر رمضان الذي تزيد فيه النفقات لشراء احتياجاتهم من المواد الغذائية أو ملابس عيد الفطر.

 

وللعام الخامس على التوالي، يشهد اليمن حرباً ضروساً بين القوات الموالية للحكومة التي يدعمها التحالف السعودي الإماراتي، ومسلحي مليشيا الحوثي الذين يسيطرون على محافظات، بينها العاصمة صنعاء، منذ سبتمبر 2014.

 

وعلى مدار السنوات الماضية أصبحت تكاليف واحتياجات الشعب اليمني في رمضان متزايدة مع انهيار الريال اليمني حيث كان يتداول الريال في عام 2017 بسعر 340 مقابل الدولار وفي 2018 كان 491 وخلال الربع الأول من العام الحالي2019 وصل إلى 588 مقابل الدولار الأمريكي .

 

انهيار اقتصادي

 

وتسبب هذا الانهيار في العملة اليمنية في إغلاق الكثير من مصانع المواد الغذائية وغيرها بسبب عدم القدر على استيراد المواد الخام من خارج اليمن، كما تسببت الغارات في تدمير الكثير من المصانع ما أدى إلى توقفها تماماً.

 

ولم يكن قصف المصانع عملاً عشوائياً، إذ أراد كل طرف من ذلك تنفيذ خطة اقتصادية بحتة وبدأ اليمن مجرد مستهلك للبضائع التي تأتي له فقط من الخارج.

 

واستخدمت أطراف النزاع في اليمن أنواع الأسلحة كافة ضد اليمن وبِنيته التحتية، وأحكمت سيطرتها على المنافذ البرية ما تسبب في تراجع الانتاج.

 

تراجع الإنتاج

 

وتسبب تراجع الإنتاج في فقدان المواطن نحو ثلثي دخله، نتيجة ارتفاع التضخم وتراجع قيمة العملة الوطنية، وارتفاع نسبة الفقر إلى نحو 78% من السكان، كما يعاني نحو 60% من السكان انعدام الأمن الغذائي" بحسب تصريحات سابقة لوزير التخطيط والتعاون الدولي في الحكومة اليمنية نجيب العوج.

 

كما أمد أن هناك تدهوراً حاداً بمنظومات الخدمات الأساسية، خاصةً خدمات المياه والصحة والكهرباء والتعليم وغيرها، وأن 22 مليوناً من السكان بحاجة إلى مساعدة إنسانية، بينهم نحو 3 ملايين نازح داخل البلاد.

 

الباحث والصحفي جوناثان فنتون-هارفي، المختص بالشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يؤكد أن الاستراتيجية وخاصة لقيادة التحالف، على امتداد النزاع، تهدف إلى تدمير اليمن وإضعاف الدولة، بهدف السيطرة على الاقتصاد المحلي.

 

استهداف الصناعة

 

ويقول هارفي في مقال له، نشره موقع "صدى" المختص بالشرق الأوسط: "تُظهر بيانات جمعتها وزارة الزراعة والري اليمنية أن السعودية تعمّدت استهداف السدود والخزّانات والقطاع الزراعي والأسواق في جميع المحافظات تقريباً، لا سيما على مقربة من الخطوط الأمامية للنزاع في مأرب وصنعاء وتعز وعدن".

 

ويوضح أن غارات السعودية استهدفت مزارع في اليمن، وشُنَّت مئات الغارات على أسواق تجارية، وأخرى على مستودعات للمواد الغذائية، وفقاً لإحصاءات صادرة عن مشروع بيانات اليمن.

 

ويرى أن الهدف من الغارات السعودية على المستودعات الغذائية والأسواق فرض الاعتماد الكلي على الواردات الغذائية القادمة من المملكة، واستخدامها وسيلةً للاستحواذ على السوق.

 

ويلفت هارفي إلى أنه قبل الحرب على اليمن كانت تجارة المملكة مع اليمن تستحوذ على ما نسبته 9.7% فقط من هذه الواردات، ولكن مع الحرب تتطلع الرياض إلى استغلال انهيار البنى التحتية اليمنية لزيادة حصّتها من هذه الواردات وإبقاء اليمن رهناً لها.

 

سيطرة سعودية 

 

ويستطرد بالقول: "تعمل الرياض من خلال المشاريع الإنمائية والإعمارية، على تحقيق منافع اقتصادية، لا سيما تطوير طرق جديدة لزيادة قدرتها على تصدير النفط والغاز".

 

ويشير إلى أن مجموعة شركات هوتا النفطية بجدة، خططت في صيف 2018 لفتح ميناء لتصدير النفط بالمهرة. كما باشرت السعودية، في سبتمبر الماضي، العمل على إنشاء خط أنابيب نفطي بديل يمر بالمهرة وصولاً إلى بحر العرب.

 

ويوضح أن هذا الميناء وخط الأنابيب يؤمّنان معاً طريقاً داعماً للتصدير بديلاً لمضيق هرمز، الذي تدّعي السعودية أنه معرَّض لخطر حصار إيراني محتمل.

 

ويكشف أن الرياض عمدت إلى بناء رافعات لزيادة النشاط التجاري داخل الموانئ وخارجها، بغية تسريع هذه العملية الإنمائية وتثبيت السيطرة السعودية؛ وهو ما يؤدّي إلى تعزيز الدور الاقتصادي للمدن الخاضعة للتأثير السعودي في المدى الأبعد.

 

ويرى أن الموانئ والمنافذ تعتمد عليها السعودية لضمان تدفُّق متزايد للبضائع من خلالها، وسوف يُبدي القائمون عليها نزعة أكبر نحو السماح بالتدخل الاقتصادي من الشركات السعودية في المستقبل أو التساهل حياله.

 

معاناة إضافية 

 

بدوره قال الناشط السياسي اليمن سعيد عبد المحسن إن الحرب فرضت تحديات اقتصادية شرسة عملت على زيادة معاناة الشعب اليمني الذي يدفع وحده فاتورة الحرب التي دمرت اليمن.

 

وأضاف لـ"مصر العربية" أن حوالي 50% من الأسرة اليمنية فقدت مصادر الدخل الخاص بها بسبب هذه الحرب المستعرة منذ 5 سنوات الأمر الذي تسبب في زيادة نسبة الفقر وانتشار الأمراض والأوبئة الفتاكة وأشهرها الكوليرا التي حصدت آلاف من الأرواح.

 

وأوضح أن بخلاف الخسائر التي خلفها القصف الجوي بالمصانع، أيضا زادت سيطرة الحوثيين على الكثير من موارد الدولة، من التحديات الاقتصادية التي أرهقت المواطن اليمني.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان