في خطوة مفاجئة، أعلنت جماعة أنصار الله الحوثي الانسحاب الأحادي من موانئ الحديدة، حسبما جاء على لسان أحد قادتها.
وقالت الأمم المتحدة وقيادي بجماعة الحوثي اليمنية إن الجماعة ستبدأ اليوم السبت سحب قواتها من جانب واحد من ثلاثة موانئ رئيسية، وهي خطوة مطلوبة للتمهيد لإجراء مفاوضات سياسية لإنهاء الحرب الدائرة منذ أربع سنوات.
وذكرت لجنة تنسيق إعادة الانتشار التابعة للأمم المتحدة في بيان أن الحوثيين سينفذون "انسحابا مبدئيا أحادي الجانب" في الفترة من 11 إلى 14 مايو الجاري، من ميناء الصليف الذي يستخدم في نقل الحبوب وميناء رأس عيسى النفطي إضافة إلى الحديدة الميناء الرئيسي في البلاد.
وقال محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا التابعة لجماعة الحوثي على تويتر اليوم إن الانسحاب يبدأ اليوم.
ورسمت اللجنة التي يقودها الفريق مايكل لولزغارد الذي يرأس بعثة الأمم المتحدة لمراقبة الاتفاق، خطط سحب القوات بموجب اتفاق تم التوصل إليه في ديسمبر في السويد، وكان أول انفراجة كبرى في جهود إحلال السلام وإنهاء الحرب التي تسببت في مقتل عشرات الآلاف ودفعت اليمن إلى شفا المجاعة.
وتعطل مرارا تنفيذ الاتفاق بسبب غياب الثقة بين الطرفين المتحاربين. وقال القيادي علي الحوثي اليوم إن الانسحاب الأحادي الجانب للجماعة من الموانئ الثلاثة "جاء نتيجة لرفض دول العدوان الأميركي البريطاني السعودي الإماراتي وحلفائهم تنفيذ اتفاق ستوكهولم".
ولم تذكر الحكومة اليمنية التي تدعمها السعودية ما إذا كانت ستقوم بإجراءات مماثلة.
ومن المتوقع أن تترك الحكومة اليمنية أيضا مواقع على مشارف مدينة الحديدة في مرحلة الانسحاب المبدئية، قبل تنفيذ مرحلة ثانية ينسحب فيها الطرفان مسافة أبعد.
وقال صادق دويد المتحدث باسم وفد الحكومة اليمنية إلى لجنة تنسيق إعادة الانتشار على تويتر إن انسحاب الحوثيين "الخطوة الأولى من المرحلة الأولى. ندعم تنفيذ الاتفاق".
وانتقد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني على تويتر عرض الحوثيين بشأن إعادة الانتشار، ووصفه بأنه غير دقيق ومضلل.
تجدر الإشارة إلى أن محافظة الحديدة تقع على ساحل البحر الأحمر، وتبعد عن العاصمة صنعاء بمسافة تصل إلى حوالي 226 كيلو مترًا يشكل سكانها (11%) بتعداد "2،621،000" من إجمالي سكان اليمن تقريبًا، وتحتل المرتبة الثانية من حيث عدد السكان بعد محافظة تعز ، وعدد مديريات المحافظة (26) مديرية، ومدينة الحديدة مركز المحافظة.
وتتفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية في مدنية الحديدة بشكل متسارع يسابق إيقاع الحرب التي تضرب البلاد منذُ أكثر من عامين، ومع انهيار الدولة اليمنية في الحادي والعشرين من سبتمبر من العام 2014 اتسعت رقعة الفقر والجوع بشكل كبير ينذر بكارثة إنسانية في المدينة "السمراء".
وتصاعدت الحرب بين الحوثيين والقوات الموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في مارس 2015، عندما هرب هادي إلى السعودية وتدخل التحالف الذي تقوده الرياض في اليمن.
وفشلت كل المفاوضات ومحاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار منذ سيطرة مليشيات الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، وتدخُّل تحالف عسكري بقيادة السعودية بالنزاع في مارس 2015، بحجة دعم حكومة هادي.
ومنذ ذلك الحين، قتلت الحرب قرابة عشرة آلاف شخص وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، رغم أن منظمات حقوق الإنسان تقول إن عدد القتلى الحقيقي قد يبلغ خمسة أضعاف ذلك.