رئيس التحرير: عادل صبري 10:46 مساءً | الثلاثاء 16 أبريل 2024 م | 07 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

في «صيدنايا» المرعب.. هنا يغتال «الأسد» ضحاياه

في «صيدنايا» المرعب.. هنا يغتال «الأسد» ضحاياه

العرب والعالم

إعدامات بسجن صيدنايا

أخطر سجون النظام..

في «صيدنايا» المرعب.. هنا يغتال «الأسد» ضحاياه

أيمن الأمين 01 مايو 2019 10:56

أكثر من ثماني سنوات لم تتوقف فيه الاغتيالات، تارة بالحرق وأخرى بالصعق وثالثة بالتصفية.. عفوا هنا سجن صيدنايا، أحد مسالخ رأس النظام السوري بشار الأسد والتي تحولت لمحارق جماعية تزهق فيها الأرواح كل يوم.

 

أزمة السجون السرية ازدادت في سوريا بعد سيطرة آل الأسد على الحكم منذ قرابة ستة عقود، وامتلأت غالبيتها بالمعارضين.

 

أرقام نزلاء سجون الأسد من المدنيين لم تقف فقط على الأحياء، بل ارتبطت أيضًا بالموتى الذين حولهم النظام إلى أرقام، بعد تعذيبهم.

 

وبالرجوع للوراء، تحديدا منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 فرّ أكثر من 10ملايين شخص من ديارهم، بينما لم يجد مئات آلاف آخرون فرصة للهرب فوقعوا أسرى في يد قوات بشار الأسد الذي زجّ بهم في سجونه السرية أهمها كان صيدنايا.

وفي الساعات الأخيرة، كشف العميد والمحلل السياسي السوري أحمد رحال أن النظام السوري نفذ فجر أمس الثلاثاء، حكم إعدام بحق 95 سجيناً (ممن يحملون الجنسية السورية, و جنسيات عربية أخرى )، من بينهم 81 معتقلاً تم تجريمهم بتهمة الإرهاب والانتماء إلى تنظيمات إرهابية.

 

وقال رحال عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك): إن من بين المعدومين 16 لاجئاً فلسطينياً سورياً، و3 من المكون المسيحي (2 من منطقة محردة و1 من منطقة صيدنايا)، بالإضافة إلى شخص من أبناء طائفة الموحدين الدروز، معتقل من الجنسية السعودية، أما بقية المعتقلين الذين أعدموا هم من الأردن و لبنان و مصر.

 

وأضاف رحال أن المساجين المعدومين الذين كانوا في سجن عدرا و سجون أخرى و بعض الأفرع الأمنية, ووصلوا إلى سجن صيدنايا على دفعات خلال الأسبوع الماضي،  كان قد صدر بحقهم أحكام إعدام متفرقة من محكمة الإرهاب, و محكمة الجنايات , في الأعوام 2011 و 2012 و 2013, وهؤلاء هم أقدم دفعة محكومة بالإعدام و كانت تنتظر المصادقة على قرار الإعدام.

وتابع أن حكم الإعدام نفذ من قبل فرع الشرطة العسكرية / كتيبة الإعدام المشكلة بالأمر الإداري الصادر عن وزير الدفاع رقم 228 للعام 2019 / وبحضور مدير سجن صيدنايا و مندوبين عن بعض الأفرع الأمنية, وطبيب مستوصف سجن صيدنايا, و لم يكن هناك أي ممثلين عن المحاكم القضائية التي أصدرت الأحكام, أو رجال دين و زعماء طوائف.

 

وأشار إلى أنه من المتوقع أن تصل دفعة جديدة إلى سجن صيدنايا خلال الأيام المقبلة, و من المقرر أن يبلغ إجمالي الذين سيتم إعدامهم أو ممن ينتظرون التنفيذ بحوالي 1100 سجين (أقل أو أكثر بقليل) على حد تعبيره.

 

وبيّن العميد أن المخابرات السورية و الأمن القومي, هو من اقترح إنهاء ملف السجناء المحكومين بالإعدام و ينتظرون تنفيذ أحكامهم, بحجة أنهاء معاناتهم, و تردي الأوضاع الصحية لبعضهم الآخر, أو بسبب التوفير في مصاريفهم، منوهاً إلى أن هذه الحجج واهية, وفي الحقيقة , أراد النظام التخلص من أكبر قدر ممكن من المحكومين بالإعدام الذين يشكلون له إحراجات أمنية أو كما يقول المصدر ( ليموت السر معهم).

 

يشار إلى أن مجموعة العمل وثقت حتى الآن (1752) معتقلاً فلسطينياً في السجون السورية منهم (107) نساء، في حين بلغ عدد الفلسطينيين الذين قضوا تحت التعذيب في المعتقلات السورية منذ بداية الصراع فيها وحتى اليوم (590) ضحية.

 

في السياق، وتشير مصادر حقوقية ومنظمات إنسانية إلى أن نحو 500 ألف مواطن سوري، ومئات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، مغيبون لسبب أو لآخر في معتقلات نظام الأسد السرّية والمعلنة، منذ بداية الثورة السورية التي انطلقت في مارس من العام 2011.

في حين يرى ناشطون محليون أن العدد الفعلي للمعتقلين والمغيبين قسراً يربو على 800 ألف شخص، ويصل إلى المليون، بينهم أكثر من 50 ألف امرأة، لكل واحد منهم ومنهن حكاية وجع، وإن اختلفت في حيثياتها لكنها لا تختلف بحجم الألم الذي خلفته لهم، ولكل من يقف خلفهم من أهل وأقارب وأحبّة.

 

غازي فالح أبو السل المحلل السياسي السوري، وأحد من تم اعتقالهم في سجون النظام عقب اندلاع الثورة، قال: "رأينا العجائب في سجون النظام، فالأسد ليس له مثيل في القتل والتعذيب والإجرام.

 

وأوضح السل في تصريحات لـ"مصر العربية" أن سوريا مليئة بالمعتقلات السرية والعلنية ولا توجد إحصائية دقيقة بعدد المعتقلين، قائلا: "النظام يحاول تنظيف السجون من المعتقلين بالتخلص منهم بكافة الطرق الممكنة لأنهم عبئ عليه.

 

وتابع: "المعتقلون يمارس بحقهم أقسى وأمر حالات التعذيب التي لا تخطر على البال، "يتفننوا ويستمتعوا بتعذيبهم، واغتصاب حرائرنا  الماجدات، مضيفا: "من سجن صيدنايا وثقت إحدى المنظمات الدولية إعدام ثلاثة عشر ألف  شخص قضوا شنقا.

 

وأشار السياسي السوري إلى أن سوريا مليئة بالسجون السرية التي لا نعرف مصير أبنائنا فيها، لافتا أن منظمات حقوق الإنسان الدولية كلها منظمات استخباراتية كاذبة لا يوثق بها ولا بالأمم المتحدة، ولا بمجلس الأمن ولا بكل المنظمات الدولية، فكل العالم مع بشار الأسد وما لنا غير الله، ونحن ماضون بثورتنا ولا خيار أمامنا إلا النصر والتحرير بإذن الله تعالى.

 

وتنتشر سجون الأسد في المناطق التي يسيطر عليها النظام وميليشياته من المرتزقة الأجانب، فهناك عشرات السجون السرية التي يزج بها المعتقلون السوريون ويقضون فيها أوقاتًا طويلة دون محاكمة، فضلاً عن مقتل العديد منهم تحت التعذيب، حسبما أكدت تقارير لمنظمات حقوقية.

 

فمن سجون تدمر، إلى دمشق، وصيدنايا، واللاذقية، والمزة، وفروع المخابرات، يتعرض معارضو النظام لشتى أنواع التعذيب، بينها الصعق بالصدمات الكهربائية ونزع أظافر الأيدي والأرجل والسلق بالمياه الساخنة والاغتصاب والاعتداء الجنسي للمعتقلات، وأخيرا الحرق الجماعي، بحسب ما أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان