رئيس التحرير: عادل صبري 01:54 صباحاً | الأربعاء 02 يوليو 2025 م | 06 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

بطلب من طرابلس.. هل يحاكم حفتر جنائيا؟

بطلب من طرابلس.. هل يحاكم حفتر جنائيا؟

العرب والعالم

قتال في ليبيا

بعد قصف مدنيين..

بطلب من طرابلس.. هل يحاكم حفتر جنائيا؟

أيمن الأمين 17 أبريل 2019 14:41

على خلفية الحرب المستعرة بين طرابلس وبنغازي، قتل وأصيب عشرات المدنيين الليلة الماضية جراء قصف صاروخي لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في طرابلس، في حين أكدت حكومة الوفاق الوطني أنها ستقدم اليوم الأربعاء للمحكمة الجنائية الدولية أدلة تدين حفتر بارتكاب جرائم حرب.

 

وفي الساعات الأخيرة، ارتفع عدد قتلى القصف الصاروخي الذي تعرضت له عدة أحياء بالعاصمة الليبية طرابلس مساء أمس الثلاثاء، إلى 6 قتلى، واتهمت الحكومة اللواء المتقاعد خليفة حفتر بالوقوف وراء القصف.

 

وقال بيان صار عن المجلس البلدي "أبوسليم" (أكبر أحياء العاصمة)، إن "حصيلة قتلى المدنيين جراء القصف العشوائي على البلدية ارتفع إلى 6، منهم خمس نساء، فيما أصيب 35 آخرون".

 

وكان الناطق باسم جهاز الإسعاف التابع لوزارة الصحة بحكومة "الوفاق"، أسامة علي، قد أعلن، فجر الأربعاء، سقوط قتيلين و8 جرحى من جرّاء القصف، قبل الإعلان عن الحصيلة الجديدة.

وتعرض حي أبو سليم الجنوبي للقصف في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء، إذ سُمع دوي الانفجارات حتى من وسط المدينة حيث تمضي الحياة بصورة طبيعية إلى حد بعيد غير متأثرة بالعنف.

 

ويقع الحي قرب الطريق إلى المطار القديم إلى الجنوب من طرابلس، الذي تبدلت السيطرة عليه عدة مرات منذ بدء القتال. ويقع أبو سليم إلى الشمال من مكان قوات موالية لطرابلس تسعى للتصدي لقوات حفتر القادمة من الجنوب.

 

وسقطت مجموعة صواريخ أخرى على منطقتي "الغرارات" في "سوق الجمعة" و"صلاح الدين" بالعاصمة.

وعلى الصعيد الميداني، لا تزال محاور القتال جنوب العاصمة تشهد هدوءا حذرا منذ منتصف ليلة أمس، بعد أن تمكنت قوات الحكومة من السيطرة على أحياء السواني والزهراء، والتقدم باتجاه العزيزية، فيما تراجعت قوات حفتر إلى منطقة الهيرة القريبة من غريان (90 كلم غرب طرابلس).

 

وللمرة الأولى وصف رئيس المجلس الرئاسي، فائز السراج، اللواء حفتر بأنه "مجرم حرب". وأضاف خلال زيارته في ساعة متأخرة أمس للمنطقة أن حكومته ستقدم ملفات قانونية لمحكمة الجنايات الدولية لرصد الانتهاكات.

 

كما ندد رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري بقصف طرابلس، واعتبره انتقاما من قوات حفتر لفشلها في اقتحام العاصمة، مؤكدا اتخاذ كافة الإجراءات لملاحقة حفتر وقادة قواته محليا ودوليا.

من جهته، قال وزير الداخلية فتحي باشاغا إن حكومة الوفاق ستستخدم حقها الكامل في الرد على قصف المناطق السكنية في طرابلس حماية المدنيين، في حين توعد قادة ميدانيون أيضا بالرد عبر التسريع بطرد قوات حفتر من ضواحي طرابلس الجنوبية.

 

في السياق، وصف المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة ما جرى بأنها ليلة مروعة من القصف العشوائي على مناطق مدنية في طرابلس.

 

وطالب سلامة في تغريدة على تويتر بأن تتوقف هذه الهجمات فورا من أجل سلامة ثلاثة ملايين مدني يعيشون في المدينة.

في الغضون أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية الحداد ثلاثة أيام على أرواح المدنيين الذين قضوا في القصف الصاروخي الذي نفذته قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ليل أمس الثلاثاء، فيما توعّدت قوات عملية "بركان الغضب" بتنفيذ "هجوم كاسح" ضد قوات حفتر.

 

وقال اللواء أسامة الجويلي، قائد عملية "بركان الغضب"، في تصريحات صحفية إن "ردنا سيكون اليوم في الميدان، وستكون عمليتنا المقبلة كاسحة، ولن تتوقف حتى إرجاع المجرم حفتر إلى قاعدته في الرجمة"، مؤكدا أن أوامر التقدم لــ"تلقين قوات حفتر درسا" قد صدرت.

 

واتهمت قوات تابعة لحكومة طرابلس قوات حفتر بإطلاق صواريخ على مناطق سكنية رغم إنكاره لهذه الهجمات. في حين لا يزال الانقسام بين الداعمين لأطراف الصراع سيد الموقف.

 

وبعد مرور ما يقرب من أسبوعين على بدء هجوم حفتر على طرابلس، لا تزال قواته عالقة في ضواحيها الجنوبية، بسبب المواجهة الشرسة من قبل القوات الموالية لحكومة طرابلس المعترف بها دولياً.

وفي الوقت الذي سقطت فيه الصواريخ، كان من المقرر أن يدرس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مسودة قرار صاغتها بريطانيا تطالب بوقف إطلاق النار في ليبيا وتدعو كل الدول التي لها نفوذ على الأطراف المتحاربة لضمان الالتزام.

 

وأسفر الصراع حتى الآن عن مقتل 174 شخصاً وإصابة 756 آخرين ونزوح ما يصل إلى 20 ألفاً، وفق أحدث إحصاءات الأمم المتحدة، كما تسبب في إرجاء خطة سلام دولية.

 

ويهدد الصراع كذلك بتعطيل إمدادات النفط وزيادة أعداد المهاجرين عبر البحر المتوسط إلى أوروبا، والسماح للجماعات المتطرفة باستغلال الفوضى.

 

ورغم أن حفتر يقدم نفسه على أنه محارب لما يصفه بالإرهاب، ترى فيه حكومة الوفاق والقبائل الموالية لها ديكتاتوراً قادماً على غرار القذافي ويريد الاستيلاء على البلاد بقوة السلاح والمال.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان