رئيس التحرير: عادل صبري 10:35 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

«الباء الأولى» تسقط في الجزائر.. هل يطيح الشارع برموز بوتفليقة؟

«الباء الأولى» تسقط في الجزائر.. هل يطيح الشارع برموز بوتفليقة؟

العرب والعالم

الحراك الجزائري مستمر

«الباء الأولى» تسقط في الجزائر.. هل يطيح الشارع برموز بوتفليقة؟

إنجي الخولي 17 أبريل 2019 03:56

سقط رمز جديد من رموز الرئيس الجزائري المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة، وما أن قدم الجزائري" target="_blank">رئيس المجلس الدستوري الجزائري، الطيب بلعيز، استقالته حتى اندلعت التظاهرات المطالبة بسقوط "الباءات الثلاث"، التي تضم أيضا الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، ورئيس الحكومة نور الدين بدوي، ومعاذ بوشارب رئيس المجلس الشعبي الوطني.

 

فهل تصبح استقالة بلعيز "بداية النهاية" لرموز نظام الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة ؟

 

استقالة بلعيز

 

قدّم الطيب بلعيز استقالته من منصبه كرئيس للمجلس الدستوري، حسب ما أعلن عنه المجلس، الثلاثاء ، في بيان له، وفقاً لما نشرته صحيفة "الخبر" الجزائرية.

 

وجاء في البيان أنه "اجتمع المجلس الدستوري، الثلاثاء 16 أبريل 2019، حيث أبلغ رئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز أعضاء المجلس أنه قدم إلى رئيس الدولة استقالته من منصبه كرئيس للمجلس الدستوري، الذي باشر فيه مهامه بدءاً من تاريخ أدائه اليمين الدستورية بتاريخ 21 فبراير 2019".

وفي رسالته إلى رئيس الدولة، دعا الطيب بلعيز "أن يحفظ الله  الجزائر ويقيها والشعب الجزائري الأبيّ من كل مكروه"، مثلما ورد في  البيان.

 

وتدير حكومة تصريف أعمال، برئاسة نور الدين بدوي، أمور البلاد الآن، بعد إعلان عبدالعزيز بوتفليقة استقالته، وستبقى هذه الحكومة حتى إجراء انتخابات خلال ثلاثة أشهر.

 

والمجلس الدستوري، أعلى هيئة قضائية في الجزائر، هو المخول له الموافقة على الترشيحات للانتخابات الرئاسية المقررة في 4 يوليو وهو من يعلن نتائجها النهائية.

 

وقضى بلعيز تسع سنوات (2003-2012) كوزير للعدل كما سبق أن شغل منصب رئيس المجلس الدستوري بين مارس 2012 وسبتمبر 2013 عندما التحق بالحكومة كوزير للداخلية ثم عين وزير دولة مستشارا لرئيس الجمهورية في 2015 وهو آخر منصب شغله قبل تعيينه رئيسا للمجلس الدستوري مرة أخرى.

 

ويتألف المجلس الدستوري من 12 عضوا هم أربعة (بينهم رئيس المجلس ونائب الرئيس) يعينهم رئيس الجمهورية، وعضوان ينتخبهما مجلس النواب وعضوان يختارهما مجلس الأمة وآخران من المحكمة العليا، واثنان من مجلس الدولة، حسب نص الدستور.

وتأتي استقالة بلعيز قبل ساعات من خطاب مرتقب لقائد أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، من المنتظر أن يتطرّق فيه إلى تطورات الأزمة في البلاد، ومقترحات الجيش للخروج منها.

 

وتعد الاستقالة تمهيدا لخارطة حل، تداولها مؤخرا، قانونيون وسياسيون، كمخرج دستوري من الانسداد الحاصل على خلفية رفض قيادة الجيش أي خروج عن نص الدستور.

 

الحراك مستمر

 

ومباشرة بعد إعلان الاستقالة بدأ الطلاب المتظاهرون المتجمعون في وسط العاصمة ترديد شعار "مازال بن صالح" ويقصدون ما زلنا ننتظر استقالة الرئيس الانتقالي بن صالح.

 

وردّد الطلاب شعارات "حرّروا الجزائر" و"الشعب يريد رحيل الجميع" و"يرحل الجميع وتحيا الجزائر" في وجه رموز السلطة الذين لا يريدونهم أن يقودوا المرحلة الانتقالية ، بحسب " أ ف ب".

 

ومنذ عودة الطلاب من العطلة الربيعية المطولة التي فرضتها الحكومة لمحاولة ابعادهم عن الجامعات، شهدت العديد من الكليات اضرابا عن الدراسة.

 

وتتواصل احتجاجات الجزائريين ، وانتشرت نداءات على شبكات التواصل الاجتماعي تدعو للتظاهر بقوة للاستجابة لمطالب الشعب، ورفضاً لما بات يعرف بالباءات الأربعة، وهم بن صالح، وبدوي رئيس الوزراء، وبلعيز رئيس المجلس الدستوري، ومعاذ بوشارب رئيس المجلس الشعبي الوطني.

وفي رأي الحركة الاحتجاجية فإنّ الهيئات والشخصيات المنبثقة عن "النظام" الذي أرساه بوتفليقة والمكلّفة تنظيم الاستحقاق الرئاسي المقبل لا يمكنها ضمان حرية الانتخابات ونزاهتها.

 

والثلاثاء، تظاهر عشرات آلاف الطلاب في أنحاء عديدة من البلاد في بجاية وقسنطينة وعنابة وفي وسط العاصمة حيث رفع الطلاب شعار "سلمية سلمية" في وجه الانتشار الأمني الكثيف.

 

وأصبحت الشرطة أكثر صرامة مع المتظاهرين في العاصمة خارج يوم الجمعة الموعد الاسبوعي للتظاهرات الحاشدة في كل أنحاء البلاد، منذ سبعة أسابيع.

 

وحاولت منع الطلاب من الوصول الى ساحة البريد المركزي القلب النابض لكل التظاهرات، قبل أن تبتعد امام الأعداد الكبيرة التي توافدت للمكان.

واستخدمت الشرطة للمرة الاولى الثلاثاء الماضي، الغاز المسيل للدموع لمحاولة تفريق الطلاب بينما كانت في السابق تكتفي بمراقبتها دون ان تتدخل.

 

والجمعة الماضي، وللمرة الثامنة على التوالي، شهدت العاصمة الجزائرية ومدن أخرى، تظاهرات شارك فيها مئات الآلاف من المواطنين، ترجمت رفضا شعبيا لإشراف رموز نظام بوتفليقة على المرحلة الانتقالية.

 

 

"التغيير انطلق"

 

ومن جانبه ، اعتبر عضو المكتب السياسي في حزب "طلائع الحريات"، محمد بن علية، أن رحيل بلعيز هو "تمهيد لرحيل الباءات الثلاث".

 

وقال في حوار هاتفي مع موقع "سكاي نيوز عربية": "بلعيز هو حجر زاوية في العملية السياسية، لذا فإن رحيله مهم جدا ويمهد لرحيل بقية رموز النظام".

 

واستطرد قائلا: "عملية التغيير انطلقت، وأعتقد أن الخطوة التالية ستكون استقالة الحكومة، تليها استقالة بن صالح، بعد أن يتم اختيار شخصيات تحظى بقبول شعبي وقادرة على إدارة المرحلة الانتقالية، لأن بن صالح هو رمز من رموز النظام، وهو مرفوض شكلا ومضمونا".

 

  وعن احتمال رحيل "الباءات" الأخرى خلال الفترة المقبلة، قال القيادي في حزب جبهة التحرير الوطنية، إبراهيم بولحية : "هذا ممكن جدا، ولكن الرغبة في الاستقالة لا بد من أن تنبع من داخل الفرد، وأعتقد أن هذا هو المطلوب والمأمول من الشخصيات المسئولة".

وعن الشخص الذي سيخلف بلعيز في رئاسة المجلس الدستوري، أوضح بولحية أنه "عند وجود حالة شغور لمنصب رئيس المجلس، فإن نائب رئيس المجلس يحل محله تلقائيا، ليسير المجلس ويشرف على المداولات باعتباره قاض للانتخابات".

 

ومن جانبه، اعتبر رئيس الحركة الديمقراطية الاجتماعية  فتحي غراس، أن الشعب الجزائري سيستمر بحراكه الشعبي "حتى رحيل رموز النظام جميعها"، قائلا لموقع "سكاي نيوز عربية": "الشعب سيواصل مسيراته السلمية حتى يرحلون جميعا، فهم يتساقطون كورق الخريف".

 

وتابع: "رحيل بوتفليقة كان بداية تهافت رموز السلطة، وأتوقع أن يرحل بن صالح وغيره قريبا، لأنهم لن يصمدوا أمام عزم الشارع الجزائري، الذي لن يركع أبدا".

 

وشدد غراس على أن الجزائريين لا يطالبون فقط برحيل "الباءات الثلاث"، وإنما "الزمرة الحاكمة كلها"، مضيفا: "رحيل وجوه النظام شيء أساسي، ولا يمكننا أن نختزل النظام في 3 باءات، والمسيرات المستمرة هي خير دليل على ذلك".

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان