رئيس التحرير: عادل صبري 02:39 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

31 عامًا على اغتياله.. ماذا تعرف عن «أبو جهاد» أمير شهداء فلسطين؟

31 عامًا على اغتياله.. ماذا تعرف عن «أبو جهاد» أمير شهداء فلسطين؟

أيمن الأمين- ووكالات 16 أبريل 2019 14:05

يوافق اليوم الثلاثاء الذكرى الـ 31 لاستشهاد القائد خليل الوزير "أبو جهاد" نائب القائد العام لقوات الثورة، الذي اغتاله الموساد الإسرائيلي في بيته بتونس، بقيادة رئيس وزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك.

 

ففي فجر السادس عشر من نيسان 1988، وصلت فرق "كوماندوز" إسرائيلية إلى شاطئ تونس، وتم إنزال 20 عنصرًا مدربين من قوات وحدة "سييريت ماتكال" من أربع سفن وغواصتين وزوارق مطاطية وطائرتين عموديتين للمساندة، لتنفيذ مهمة اغتيال 'أبو جهاد' على شاطئ الرواد قرب ميناء قرطاجة.

 

واقتحمت إحدى الخلايا البيت بعد تسللها للمنطقة، وقتلت الحارس الثاني الشهيد نبيه سليمان قريشان، وتقدمت أخرى مسرعة للبحث عن الشهيد "أبو جهاد"، فسمع ضجة في المنزل خلال انشغاله في خط كلماته الأخيرة على ورق كعادته، وكان يوجهها لقادة الانتفاضة.

 

وذهب وهو يرفع مسدسه ليستطلع الأمر، كما روت زوجته انتصار الوزير، وإذا بسبعين رصاصة تخترق جسده ويصبح في لحظات في عداد الشهداء ليتوج أميرًا لشهداء فلسطين، علمًا بأن آخر كلمة خطتها يده هي (لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة).

ودُفن "أمير الشهداء" في العشرين من نيسان 1988 في دمشق، بمسيرة حاشدة غصت بها شوارع المدينة، بينما لم يمنع حظر التجول الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي جماهير الأرض الفلسطينية المحتلة من تنظيم المسيرات الغاضبة والرمزية وفاء للشهيد الذي اغتيل وهو يتابع ملف الانتفاضة حتى الرمق الأخير.

 

وكان خليل الوزير أحد أبرز مهندسي الانتفاضة الشعبية الأولى التي اندلعت في  ديسمبر 1987، وشارك في توجيهها ودعمها حتى ساعة استشهاده.

 

واتهمته "إسرائيل" بتصعيد عنف الانتفاضة، والتي كانت أحداثها تدور وقت اغتياله، وتحديدًا أنه كان يعتقد انه مهندس الهجوم الثلاثي على مجمع تجاري.

 

وكان الشهيد الوزير ولد عام 1935 في مدينة الرملة، وغادرها إلى غزة إثر حرب 1948 مع أفراد عائلته، ودرس في جامعة الإسكندرية، ثم انتقل إلى السعودية فأقام فيها أقل من عام، وبعدها توجه إلى الكويت وظل بها حتى عام 1963، وهناك تعرف على الشهيد ياسر عرفات وشارك معه في تأسيس حركة فتح.

وفي عام 1963 غادر الكويت إلى الجزائر، حيث سمحت السلطات الجزائرية بافتتاح أول مكتب لحركة فتح وتولى مسؤولية ذلك المكتب، كما حصل خلال هذه المدة على إذن من الحكومة بالسماح لكوادر الحركة بالاشتراك في دورات عسكرية وإقامة معسكر تدريب للفلسطينيين الموجودين في الجزائر.

 

وغادر الشهيد أبو جهاد الجزائر عام 1965 إلى دمشق، حيث أقام مقر القيادة العسكرية وكُلف بالمسؤولية عن العلاقات مع الخلايا الفدائية داخل فلسطين.

 

كما شارك في حرب 1967 وقام بتوجيه عمليات عسكرية ضد الجيش الإسرائيلي في منطقة الجليل الأعلى، وتولى المسؤولية عن القطاع الغربي في حركة فتح، وهو القطاع الذي كان يدير العمليات في الأراضي المحتلة.

 

وخلال توليه قيادة هذا القطاع في الفترة ما بين 1976– 1982 عكف على تطوير القدرات القتالية لقوات الثورة كما كان له دور بارز في قيادة معركة الصمود في بيروت عام 1982، والتي استمرت 88 يومًا خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان.

وبعد حصار بيروت عام 1982 وخروج كادر وقوات الثورة من المدينة عاد الوزير، مع رفيق دربه ياسر عرفات إلى مدينة طرابلس ليقودا معركة الدفاع عن معاقل الثورة في مواجهة المنشقين، وبعد الخروج من طرابلس توجه إلى تونس حيث مقر منظمة التحرير وإقامة أسرته.

 

ومن العمليات العسكرية التي خطط لها أبو جهاد، عملية نسف خزان زوهر عام 1955، وعملية نسف خط أنابيب المياه (نفق عيلبون) عام 1965، وعملية فندق (سافوي) في "تل أبيب" وقتل 10 إسرائيليين عام 1975، وعملية انفجار الشاحنة المفخخة في القدس عام 1975.

 

بالإضافة إلى عملية قتل "البرت ليفي" كبير خبراء المتفجرات ومساعده في نابلس عام 1976، وعملية دلال المغربي التي قتل فيها أكثر من 37 إسرائيليًا عام 1978، وعملية قصف ميناء ايلات عام 1979، وقصف المستوطنات الشمالية بالكاتيوشا عام 1981.

 

وتُحمل "إسرائيل" الشهيد المسؤولية عن أسر 8 جنود إسرائيليين في لبنان ومبادلتهم بـ 5000 معتقل لبناني وفلسطيني و100 من معتقلي الأرض المحتلة عام 1982، وكذلك وضع خطة اقتحام وتفجير مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في صور، الأمر الذي أدى إلى مصرع 76 ضابطًا وجنديًا بينهم 12 ضابطًا يحملون رتبًا رفيعة عام 1982.

 

وكذلك إدارة حرب الاستنزاف من 1982 إلى 1984 في جنوب لبنان، وعملية مفاعل ديمونة عام 1988، والتي كانت السبب الرئيس لاغتياله.

 

وقد عُرف خليل الوزير بهدوئه ودماثة خلقه، وكان مثالًا لنكران الذات والتواضع، ونجح في نسج علاقات صداقة وتضامن واسعة مع العديد من زعماء حركات التحرر الوطني في العالم.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان