أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان عوض بن عوف، اليوم الجمعة، تنحيه عن منصبه هو ونائبه كمال عبد المعروف، وذلك بعد يوم واحد من توليه رئاسة المجلس، وعزله الرئيس عمر البشير.
وقال الفريق أول عوض بن عوف بن بيان ملتفز: "أعلن تنازلي عن منصبي وتعيين المفتش العام للجيش الفريق عبد الفتاح البرهان رئيسًا للمجلس العسكري"، معلنًا كذلك تنحي رئيس هيئة الأركان كمال عبد المعروف عن منصبه نائبًا لرئيس المجلس، مؤكدًا حرص القوات المسلحة على تماسك المنظومة الأمنية في البلاد.
يأتي ذلك في وقت يحتشد مئات الآلاف من المتظاهرين في الشوارع المحيطة بمقر القوات المسلحة وسط الخرطوم، في تحد واضح لقرارات المجلس الانتقالي بفرض حالة الطوارئ، وحظر التجول من الساعة العاشرة مساء إلى الرابعة صباحا.
ونقلت وكالة "رويترز" عن شاهد عيان قوله إنّ مئات آلاف المتظاهرين احتشدوا قرب بمجمع وزارة الدفاع السودانية، كما تداول نشطاء صورًا تظهر تواجد قيادات المعارضة وسط المعتصمين.
وعبّر المحتجون عن غضبهم تجاه المجلس العسكري الانتقالي، الذي أعلن فترة انتقالية مدتها عامان كحد أقصى، بعد أن أطاح الجيش الرئيس عمر البشير، وطالبوا تغيير المجلس العسكري.
في سياق متصل، أعلن تجمع المهنيين السودانيين الذي يقود الاحتجاجات رفضه لوعود المجلس العسكري بأن الحكومة الجديدة ستكون مدنية، وأنه سيسلم السلطة إلى رئيس منتخب خلال عامين، ووصفه بأنه "أحد أساليب الخداع ومسرح الهزل والعبثية".
وقال التجمع، في بيان له، اليوم: "مطالبنا واضحة وعادلة ومشروعة، إلا أن الانقلابيين (لجنة النظام الأمنية) بطبيعتهم القديمة الجديدة ليسوا أهلا لصنع التغيير، ولا يراعون في سبيل البقاء في السلطة سلامة البلاد واستقرارها".
وأضاف: "الانقلاب الذي قادته مجموعة من القيادات يجعل البلاد عرضة لتكرار الملهاة التي شهدناها طيلة 30 عامًا".
جاء ذلك عقب مؤتمر صحفي للجنة السياسية بالمجلس العسكري الانتقالي، أكدت فيه أن الحكومة الجديدة في البلاد ستكون مدنية، وأنّ المجلس "لم يأت بحلول ولا يطمع في السلطة"، وأن مهمته الأساسية حفظ أمن واستقرار البلاد.
وأوضح رئيس اللجنة السياسية بالمجلس الفريق أول عمر زين العابدين أن المجلس العسكري سيحتفظ بوزارتي الدفاع والداخلية، ولن يتدخل في عمل الحكومة المقبلة، كما أشار إلى أن الفترة الانتقالية يمكن أن يتم تقصيرها إذا أوجزت النتائج المرجوة.