رئيس التحرير: عادل صبري 12:11 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

النازحون في اليمن.. معاناة في زمن الحرب

النازحون في اليمن.. معاناة في زمن الحرب

العرب والعالم

معاناة الشعب اليمني

بعد 4 سنوات من القتال..

النازحون في اليمن.. معاناة في زمن الحرب

أيمن الأمين 10 أبريل 2019 09:53

 

بعد 4 سنوات من القتال والدمار، لا يزال الشعب اليمني يدفع فاتورة تلك الحرب التي حولته إلى أفقر شعوب العالم، يطارده الجوع، ومن نجا تلاحقه الإعاقة والمرض.

 

ومع دخول الحرب عامها الخامس، لا يعرف اليمنيون ما ستؤول إليه نتائج تلك الحرب التي حولت حياتهم لكابوس، دفع النازحون ثمنها.

 

معاناة النازحين تزداد يوما تلو الآخر، فمع استمرار الحرب، وتهالك البنى التحتية والفقر، تضرب الأمار والسيول غالبية المناطق اليمنية، مخلفة وراءها جيش من النازحين.

 

ووفقًا لتقارير أممية، تسببت الحرب المتصاعدة منذ 4سنوات في تشريد أكثر من  3 ملايين نسمة داخليًا، فضلًا عن تدهور حاد في الاقتصاد، وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية وحرمان مئات الطلاب من تعليمهم.

 

وتقدّر الأمم المتحدة عدد النازحين اليمنيين داخليًا، جراء الحرب، بنحو ثلاثة ملايين نسمة، لكن عشرات الآلاف وجدوا أنفسهم حاليًا في عداد النازحين الجدد، والذين لا مأوى لهم.

 

ومع أزمة الجوع التي يعاني منها نازحي اليمن، تأتي أزمة جديدة ربما ازدادت مؤخرا، وهو قصف مناطق لجوئهم، آخرها حين قصفت ميليشيات الحوثي الإيرانية مخيما للنازحين اليمنيين في مديرية حرض بمحافظة حجة، مما أسفر عن مقتل 8 مدنيين، غالبيتهم من النساء والأطفال، وجرح نحو 25 آخرين.

 

هجوم الحوثي على حجة، سبقه هجوم مماثل على نازحين في قرية شليلة، مما أسفر عن سقوط 15 مدنيا بين قتيل وجريح.

 

أيضا التحالف العربي أحد أطراف الصراع في اليمن، تسبب في موجة نزوح جديدة هي الأكبر منذ بدء العمليات العسكرية قبل سنوات، تشهدها أطراف محافظة حجة الحدودية مع السعودية.

 

وتجددت المواجهات بين القوات الموالية للتحالف، والجيش اليمني واللجان الشعبية على تخوم مديريتَي عبس وحيران قبل أسبوع، الأمر الذي دفع أكثر من 40 ألف أسرة نازحة إلى الفرار من منطقة بني حسن ومخيمَي المنجورة والبداح المحاذيين لحيران، إلى مركز مديرية عبس ومديريات أخرى في نطاق المحافظة، خصوصاً بعدما شنت قوات الجيش اليمني التابع للشرعية قصفاً مدفعياً وصاروخياً مكثفاً على محيط مخيمات النازحين.

 

ولا تقتصر موجة النزوح الأخيرة على منطقة بني حسن في أطراف مديرية عبس، بل إن الآلاف من النازحين الجدد فروا من جحيم المواجهات التي يشهدها عدد من مناطق مديرية حرض.

 

يذكر أنه نهاية العام الماضي، كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن تشريد الحرب الدائرة في اليمن لـ 2 مليون مواطن يواجهون حالة من انعدام الأمن ولديهم احتياجات أساسية، ويعيش غالبيتهم مع عائلات مضيفة أو في سكن بالإيجار، بينما يعيش آخرون في مخيمات مؤقتة”.

 

وبحسب تقرير للجنة نشرته على موقعها الإلكتروني أن تصعيد العنف، وتحديدًا الهجمات الموجهة ضد المدنيين أو التي تتسم بطبيعة عشوائية بانتهاكها للقانون الدولي الإنساني، أحد الأسباب الرئيسية للنزوح القسري في مناطق النزاعات المسلحة”.وأشارت اللجنة إلى أن الأزمات الحادة والمباغتة تسببت في نزوح جماعي للسكان، يعجز عندها مصطلح النازحين عن رسم أدنى صورة للوقائع المروعة التي يواجهها هؤلاء الناس في مناطق عديدة من اليمن .

 

وبحسب التقرير يبلغ عدد النازحين في اليمن مليونا شخص تقريبًا، يعيش غالبيتهم مع عائلات مضيفة أو في سكن بالإيجار، بينما يعيش آخرون في مخيمات مؤقتة، وبالإضافة إلى ذلك، فاقم هذا الوضع الضغوط التي تنوء بحملها العائلات المضيفة التي تواجه بنفسها صنوفًا من الاستضعاف.

 

وتتفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية في مدن اليمن  بشكل متسارع يسابق إيقاع الحرب التي تضرب البلاد منذُ أكثر من عامين، ومع انهيار الدولة اليمنية في الحادي والعشرين من سبتمبر من العام 2014 اتسعت رقعة الفقر والجوع بشكل كبير ينذر بكارثة إنسانية في المدينة "السمراء".

 

وتصاعدت الحرب بين الحوثيين والقوات الموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في مارس 2015، عندما هرب هادي إلى السعودية وتدخل التحالف الذي تقوده الرياض في اليمن.

 

وفشلت كل المفاوضات ومحاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار منذ سيطرة مليشيات الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، وتدخُّل تحالف عسكري بقيادة السعودية بالنزاع في مارس 2015، بحجة دعم حكومة هادي.

 

ومنذ ذلك الحين، قتلت الحرب قرابة عشرة آلاف شخص وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، رغم أن منظمات حقوق الإنسان تقول إن عدد القتلى الحقيقي قد يبلغ خمسة أضعاف ذلك.

 

وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان