رئيس التحرير: عادل صبري 03:36 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

قطع الإمداد.. هل يُفشل عملية حفتر العسكرية في ليبيا؟

قطع الإمداد.. هل يُفشل عملية حفتر العسكرية في ليبيا؟

العرب والعالم

خلبفة حفتر وسط جنوده

قطع الإمداد.. هل يُفشل عملية حفتر العسكرية في ليبيا؟

أحمد جدوع 10 أبريل 2019 09:03

تتصاعد المواجهات العسكرية بين قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا وبين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر التي تسرعت وهاجمت العاصمة طرابلس دون دراسة تبعات الوضع على الأرض خاصة بعد قطع الإمدادات فهل هذه بداية فشل لحفتر؟

 

والخميس الماضي، أطلق حفتر عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة طرابلس، وسط تحفز من حكومة الوفاق لصد أي تهديد، وإطلاق عملية "بركان الغضب"، لوقف أي اعتداء.

 

 قوة الردع والتدخل السريع بمحور منطقة بوسليم الكبرى في طرابلس قالت إن  خطوط الإمداد قد قطعت عن قوات اللواء المتقاعد خلفية حفتر، بعد أن تخلى عنهم من ألقى بهم في مواجهة أغلب الليبيين الموجودين في العاصمة طرابلس، وأدخلهم في حرب بدون حسابات،  وبمراهنات خاسرة.

 

صراع على السلطة

 

ومنذ 2011، تشهد ليبيا صراعًا على الشرعية والسلطة يتمركز حاليًا بين حكومة الوفاق المعترف بها دوليًا، في طرابلس (غرب)، وقوات حفتر التابعة لمجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق (شرق).

 

وتزامن التصعيد في ليبيا مع تحضيرات الأمم المتحدة لعقد مؤتمر شامل للحوار بمدينة غدامس (جنوب غرب)، بين 14 و16 أبريل الجاري، ضمن خارطة طريق أممية لمعالجة النزاع في البلد العربي الغني بالنفط.

 

صحيفة الإندبندنت البريطانية أكدت أن حفتر يقود البلاد إلى قتال دموي؛ من خلال محاولته السيطرة على العاصمة طرابلس، وخوضه مواجهة مع قوات الحكومة الليبية المعترف بها دولياً، وهو ما سيدخل ليبيا في حلقات صراع أخرى أسوأ مما حصل في العراق وسوريا.

 

وقالت الإندبندنت، في افتتاحيتها: إن "حفتر، الذي يعد وريث القذافي، ينتهك قواعد الحرب بشكل عرضي، ليس أقلها ما يقوم به الآن من تفجير لمطار العاصمة الليبية".

 

وتوغلت قوات جيش الشرق الليبي، في اليوم السابع من العملية العسكرية للسيطرة على العاصمة طرابلس، إلى نقاط عسكرية ومدنية حساسة، حيث تجاوزت الضواحي الجنوبية وتقترب من الطريق الدائري الثاني للعاصمة (داخل طرابلس)، لكنها انكسرت في محور مطار طرابلس الدولي (القديم) وتراجعت إلى ما وراء مدينة العزيزية (منطقة ورشفانة).

 

محاور القتال

 

وهاجمت قوات حفتر، طرابلس من ثلاثة محاور رئيسية؛ الأول تقدم من بلدة العجيلات، نحو مدينة صبراتة (70 كلم غرب طرابلس) ومنها إلى مدينة صرمان (60 كلم غرب طرابلس) ودخلتهما دون قتال، بعد تفاهمات مسبقة، لكنها اصطدمت بكتائب مدينة الزاوية (45 كلم غرب طرابلس) وتعرضت لهزيمة قاسية، انهارت بعدها وانكفأت للخلف.

 

أما المحور الثاني، ويعتبر المحور المركزي لقوات حفتر، فانطلق من مدينة غريان، وسيطر عليها بسهولة بعد اشتباكات محدودة، وتقدم نحو منطقة ورشفانة، وسيطر على مدينة العزيزية (مركز ورشفانة) وخاض اشتباكات عنيفة مع قوات المنطقة الغربية لقوات الوفاق بقيادة أسامة الجويلي.

 

وواصلت قوات حفتر، تقدمها إلى مطار طرابلس الدولي (خارج الخدمة منذ معارك 2014)، ويرجح أن مجموعات مسلحة متحالفة مع حفتر (خلايا نائمة) في منطقة السواني القريبة، استولت أولا على المطار، والتحقت بها قوات الكتيبة 106 بقيادة صدام نجل حفتر (أكثر الكتائب تسليحا).

 

ومن محور غريان، وبعد كر وفر تمكنت قوات الوفاق من استرجاع المطار القديم، وبعد وصول التعزيزات من مدينتي مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) ومن الزنتان (180 كلم جنوب غرب طرابلس)، انهزمت قوات حفتر بشكل واضح، ولاحقت كتائب الوفاق، قوات حفتر المتراجعة إلى منطقة ورشفانة وطردتها منها.

 

المحور الثالث: ويقوده اللواء التاسع، القادم من مدينة ترهونة (90 كلم جنوب شرق طرابلس)، الذي كان يسمى اللواء 22، والذي قاتل إلى جانب اللواء السابع ترهونة، الصيف الماضي، ضد كتائب طرابلس، وتمكن من الوصول إلى غاية حي أبو سليم الشعبي (القريب من وسط العاصمة).

 

وعلى غرار هجوم 2018، سيطر اللواء التاسع على بلدة سوق الخميس، وانتقل إلى منطقة قصر بن غشير، القريبة من مطار طرابلس الدولي (القديم)، وسيطر على مثلث القيو وشركة النهر الصناعي، ومحور وادي الربيع.

 

سوريا أخرى

 

 الناشط الليبي أنيس إبراهيم قال، إن ليبيا  للأسف الشديد دخلت حرب مخطط لها خارجيا وبعناية فهم يعملون لتكون سوريا أخرى لأهداف سياسية واقتصادية بالدرجة الأولى.

 

وأضاف لـ"مصر العربية" أن بعض الدول العربية والدول الغربية جميعهم يطمعون في النفط الليبي، فضلاً عن إعادة تقسيم جديد للبلاد وهذا ما سيعجل بتمزيقها بشكل خطير.

 

وأوضح أن الشعب الليبي هو وحده الذي يدفع ثمن الصراعات السياسية التي أدخلت البلاد في حرب ستقطع الطريق أمام أي فرص أو حلول سياسية، بالإضافة إلى قتل مزيد من الشعب.

 

تنديد دولي

 

وذكرت منظمة الصحة العالمية، اليوم، أن "المنشآت الصحية قرب العاصمة الليبية طرابلس أعلنت مقتل 47 وإصابة 181 آخرين بجروح خلال الأيام الثلاثة الماضية"، وحذرت في بيان لها من أنَّ "تجدُّد الصراع في الدولة المنقسمة منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011 يهدد أيضاً باستنزاف الإمدادات الطبية".

 

 بدوره قال المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، إنه سيعمل بكل ما أوتي من قوة من أجل عقد الملتقى الوطني الليبي "بأسرع وقت ممكن دون إقصاء أو استثناء أحد"، دون تأكيد موعد بعينه ووسط تنديد دولي واسع، ومخاوف من تبدد آمال التوصل إلى أي حل سياسي للأزمة في ليبيا.

 

وأشار في بيان إلى أنه قرر التعامل مع هذا المستجد الخطير بحذر ومسؤولية و"دون تسرع حتى لانسهم في إضاعة الفرصة التاريخية المتاحة، ونهدر كل هذا الوقت الذي مر على الليبين من المآسي ومن تدهور للمستوى المعيشي ومن استنزاف لثرواتهم ولصبرهم".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان