49 عامًا مرت على مجزرة الاحتلال الإسرائيلي بمدرسة بحر البقر، لكنها مازالت حاضرة في أذهان كل المصريين، فتمر اﻷيام والسنين، وتتبدل الأماكن، لكن الذكرى المريرة تظل عالقة باﻷذهان، تكوي نيرانها كل مصري فقد الابن والبنت والمعلم.
تلك المجزرة سطرت تاريخا ملطخا بالدماء لعدوان ارتكب أبشع جرائمه ضد المدنيين بقصف طلاب داخل مدرستهم بمحافظة الشرقية شرقي الدلتا.
ويوافق الثامن من أبريل من كلعامذكرىمجزرةمدرسةبحر البقر والتي نفذتها القوات الجوية الإسرائيلية وراح ضحيتها قرابة 31 طفلاً وإصابة العشرات من التلاميذ.
ورغم مرور 49 عاما على الجريمة، فإن المصريين لازالوا يذكرون بأسى وغضب ما حدث في يوم 8 أبريل لعام 1970، مؤكدين أن الجريمة لم تغفرها الأيام ولم تمحها السنون.
مدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية، كانت تتكون من طابق واحد وبها ما يقرب من 160 تلميذا، قبل أن تحلق طائرات الفانتوم الإسرائيلية الأمريكية الصنع فوق المدرسة وتقصفها بقنبلة تزن 1000 رطل، لتحول ساحة العلم الصغيرة إلى كتلة نيران وأشلاء، لتقتل العشرات وتحول من أصيبوا إلى معاقين.
وبعد جريمة القصف، نددت مصر بالحادث المروع ووصفته بأنه عمل وحشي يتنافى تماماً مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية واتهمت إسرائيل أنها شنت الهجوم عمداً بهدف الضغط عليها لوقف إطلاق النار في حرب الاستنزاف، بينما بررت إسرائيل أنها كانت تستهدف أهدافاً عسكرية فقط، وأن المدرسة كانت منشأة عسكرية مخفية.
أثار الهجوم حالة من الغضب والاستنكار على مستوى الرأي العام العالمي، وبالرغم من أن الموقف الرسمي الدولي كان سلبيًا ولم يتحرك على النحو المطلوب، إلا أن تأثير الرأي العام تسبب في إجبار الولايات المتحدة ورئيسها نيكسون على تأجيل صفقة إمداد إسرائيل بطائرات حديثة..
كما أدى الحادث إلى تخفيف الغارات الإسرائيلية علي المواقع المصرية، والذي أعقبه الانتهاء من تدشين حائط الصواريخ المصري في يونيو من نفس العام والذي قام بإسقاط الكثير من الطائرات الإسرائيلية، وانتهت العمليات العسكرية بين الطرفين بعد قبول مبادرة روجرز ووقف حرب الاستنزاف.
وأدت نتائج هذه الغارات الأليمة أيضا إلى تغيير جذري في خطط إسرائيل لمجابهة الاستنزاف المصري، والتصعيد بالاستنزاف المضاد إلى مرحلة أكثر شمولا بإدخال الطيران الإسرائيلي ذراع إسرائيل الطويلة في المعركة وتنفيذ العملية بوكسر.
يذكر أن مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة التي تقع بقرية بحر البقر وهي قرية ريفية قائمة علي الزراعة وتقع بمركز الحسينية، محافظة الشرقية كانت تتكون المدرسة من دور واحد وتضم ثلاثة فصول بالإضافة إلى غرفة المدير وعدد تلاميذها مائة وثلاثون طفلا أعمارهم تتراوح من ستة أعوام إلى اثني عشر عاماً.