رئيس التحرير: عادل صبري 09:06 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

بالصور.. صحفي إسرائيلي يروي كواليس «رحلته الخفية» إلى السعودية

بالصور.. صحفي إسرائيلي يروي كواليس «رحلته الخفية» إلى السعودية

العرب والعالم

الصحفي اليهودي الإسرائيلي في السعودية

بالصور.. صحفي إسرائيلي يروي كواليس «رحلته الخفية» إلى السعودية

إنجي الخولي 07 أبريل 2019 01:07

مع زيادة وتيرة التطبيع خلال الفترة الأخيرة، بأشكال متعددة، بين الإسرائيليين والعرب من خلال مشاركات إسرائيلية في نشاطات رياضية وثقافية تقيمها دول عربية، أثار ظهور إسرائيلي" target="_blank">صحفي إسرائيلي في شوارع المملكة العربية السعودية لحضور مسابقة "الفورميلا" الجدل حول دخول اليهود المملكة وعملية التطبيع.

 

"يبدو أننا نقترب من اليوم الذي سيصبح فيه حلم التطبيع مع السعودية حقيقة".. بهذه الكلمات وصف الصحفي اليهودي الحريدي يوسف زينيتش رحلته إلى السعودية .

 

ونقلت صحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية، تقريرا كشفت فيه تفاصيل زيارة زينيتش إلى المملكة العربية السعودية لحضور مسابقة "الفورميلا" التي جرت في الرياض.

 

ويروي التقرير تفاصيل الزيارة بدءا من اتخاذ الصحفي القرار، مرورا بتقديم الفيزا، والوصول للرياض، وانتهاء بزيارة قام بها إلى مدينة المستقبل التي يعكف ولي العهد محمد بن سلمان على إقامتها".

يقول الصحفي إنه لم يكن يتخيل أن يزور المملكة العربية السعودية أبدا، لكنه فكر في الأمر بمجرد أن صادف مقالا عن احتمال إصدار تأشيرات دخول إلى المملكة.

 

ويضيف "فهمت أنه في محاولة لجذب السياح، أنشأت الحكومة السعودية وكالة تسمى الهيئة العامة للرياضة لتنظيم الأحداث التي تجتذب الزوار إلى البلاد. الحدث الأول كان سباق الجائزة الكبرى للفورمولا إي، الذي أقيم يوم 15 ديسمبر في منطقة درايا، وهي منطقة قديمة شمال غرب الرياض، عاصمة المملكة."

 

وبدأت السعودية مؤخراً تتبنى خطة لتنمية قطاع الترفيه في المملكة، تتضمن تنظيم عدة عروض من بينها "تحدي ركوب الثيران"، على الطريقة الاسبانية، و السماح بالموسيقى والغناء في المطاعم والمقاهي، التي كانت ممنوعة طيلة السنوات الماضية ، واستقبال نخبة من المطربين العرب و الأجانب لإحياء الحفلات.

 

ويتابع: "يحق للسياح الذين أعربوا عن اهتمامهم بالحدث الحصول على تأشيرة دخول عبر الإنترنت، دون الحاجة إلى زيارة القنصلية أو السفارة. تم إصدار التأشيرة لمدة 30 يومًا، وكان التقييد الوحيد هو المدن الإسلامية المقدسة (مكة والمدينة) والتي كانت مغلقة لغير المسلمين. تم إصدار التأشيرات مع تذكرة للسباق فقط".

وكانت السعودية احتضنت سباق “فورمولا إي” في الدرعية بالرياض من يوم 13 وحتى 15 من كانون الأول الماضي 2018 والذي يُعتبر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وتضمنت الفعالية أنشطة ترفيهية و موسيقية.

 

ويقول الصحفي: "أحد الأشياء التي أزعجتني بشأن الرحلة هو أنني لم أجد معلومات واضحة عن إمكانية دخول اليهود إلى المملكة العربية السعودية. في الماضي، تم رفض الأشخاص الذين وضعوا علامة "يهودي" في طلب التأشيرة على الفور. النماذج التي قمت بملئها لم تكن ممكنة، ولكن ملأت فقط "غير مسلم"، لكن لم أكن أعرف ما الذي كان يخزنه لي. كنت خائفًا من مصادرة شالتي والتفيلين، ولذلك ينصحني مستشار الشؤون الجيوسياسية بإرسال بريد إلكتروني وسؤالهم".

 

ويضيف: "تلقيت ردا للطلب الأول، الذي ذكر أنني مرحب بي في البلد (مع توصية لأسارع إلى شراء التذكرة للسباق القادم). من ناحيتي الثانية، فيما يتعلق بشال الصلاة والتيفيلين، تلقيت إجابة مثل "لسنا سلطة جمركية، فنحن نتعامل فقط مع التأشيرات".

 

ويتابع: "عندما حزمت لهذه الرحلة، كنت أعلم أنني يجب أن أكون حذرا للغاية. تشتهر سلطات الجمارك السعودية بمقاطعة المنتجات غير المشروعة، مثل الكحول ومنتجات لحم الخنزير وأي أدب ديني غير إسلامي. بالإضافة إلى ذلك، يُحظر الدخول مع شيء يحمل العلم الإسرائيلي أو الأموال الإسرائيلية أو أي شيء يصنع في إسرائيل".

 

ويضيف: "قبل يومين من الرحلة، اشتريت ملابس عربية تقليدية في السوق الأرمينية في القدس، لنقلها إلى المملكة العربية السعودية. في مكتب الخطوط السعودية في إسطنبول، حيث كنت قد سافرت من إسرائيل ومنه برحلة إلى الرياض، فحص ممثل شركة الطيران جواز سفري بعناية واتصل بالشخص المسؤول عنه".

 

سألني: "هل أنت من إسرائيل؟" فقلت "لا أنا من الولايات المتحدة"، فراح ينظر إلى جواز السفر مرة أخرى وكأنه غير مرتاح في قراءة اسمي اليهودي. وقال بصعوبة بالغة "شالوم يوسف زينيتش"، ثم سأل. "يا يوسف، هل تطير لمشاهدة حدث الفورمولا؟" عندما قلت نعم، تمنى لي رحلة سعيدة".

 

ويتابع: "قبل لحظة من الإقلاع، نبهت مكبرات الصوت جميع الركاب إلى ترديد دعاء السفر الذي كان يقوله نبي الإسلام (محمد)، ثم قيلت العبارة المألوفة "الله أكبر، الله أكبر"، تليها صلاة دقيقة، ذكّرتني أن أردد في نفسي النسخة اليهودية".

 

ويضيف: "مع تقدم الرحلة، أصبحت القبعة التي ارتديتها على رأسي غير مريحة. مشكلتي هي أنه في حالة إزالته، سيتم الكشف عن قلنسوة الجمجمة أدناه، بالإضافة إلى الشعر المستعار المدفون تحتها. مع حركة سريعة خلعت قبعتي وغطيت رأسي ببطانية. حاولت أن أعطي انطباعًا بأنني أردت النوم، قلت المزامير تحت البطانية، غفيت حتى أيقظني الحراس قبل بضع دقائق من الهبوط".

وتابع :"كان خوفي الأكبر قبل الرحلة هو الفحص الجمركي في المطار السعودي. سمعت أن ممثلي الجمارك كانوا يبحثون في كل حقيبة ويمكنهم مصادرة الأناجيل والصلبان المسيحية ونجم داود والطعام غير الحلال وحتى الكاميرات وأجهزة الكمبيوتر المحمولة".


وتابع الصحفي: "وضعت تيفيلين (زي ديني يهودي) في إحدى الحقائب، والآن طُلب مني وضعها في الماسح الضوئي. كانت الأكياس ناجحة باستثناء الحقيبة الأخيرة ، الحقيبة التي فيها تيفيلين الصلاة، والتي لفتت انتباه جهاز التحكم. طلبت مني المرأة ، التي كانت ترتدي العباءة، أن أفتح الملف. كانت لغتها الإنجليزية جيدة". "اعتقدت وهي تفحص حقيبتي "ها هو الأمر". "لقد انتهيت".

 

حكى الصحفي عن لحظات رعب مر بها عندما بدأ فحص الحقيبة، إذ استغرب مسؤولو الفحص متعلقاته وسألوه عن كيفية استخدامها فشرح لهم أنها للصلاة فلم يقتنعوا أولا ثم مر الفحص بسلام، ومن هناك وصل اليهودي إلى السعودية وبدأ زياراته للمملكة حيث دخل مكة والمدينة والرياض وجدة، وزار فندق الريتز كارلتون حيث احتجز عدد كبير من الأمراء والمسؤولين.

 

وقال في الختام: لقد تعلمت الكثير من المملكة العربية السعودية. فالناس ودودون للغاية، ولم أشعر بالتهديد أو عدم اليقين للحظة". وعن تطبيع العلاقات بين البلدين قال: "يبدو أننا نقترب من اليوم الذي سيصبح فيه هذا الحلم حقيقة".
 

وقال الباحث في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات ، انه من خلال زيارة زينيتش إلى المملكة وزيارة الرياض وجدة ولقائه البدو والحضر عرف أدق التفاصيل هناك عن الحياة والنساء والرجال والمساجد، والعائلة المالكة، وتمكن زينتش تمكن عبر هذه الزيارة من جمع ما يكفيه من المعلومات الاستخباراتية، الاجتماعية، والسياسية، وبيعها لصحيفة "هيوم" العبرية.

يشار إلى انه رسميًا لا تحظى إسرائيل منذ إعلانها عام 1948 باعتراف السعودية ، وتعتبر المملكة إسرائيل دولة عدوة لها، وتعتبر السعودية من الدول الأعداء بالنسبة لإسرائيل.

 

ولا تقبل السعودية أيضا لا المواطنين الإسرائيليين على أراضيها.

 

لكن وقائع كُشفت في الأشهر الماضية، أثبتت تطبيعًا من نوعٍ ما بين الرياض وتل أبيب ،حيث شارك الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية الأمير تركي الفيصل والكاتب السعودي نواف العبيد في منتدى السياسة الإسرائيلية في نيويورك وذلك نهاية شهر أكتوبر الماضي، بحضور جانب جنرالات إسرائيليين متقاعدين، وفي مقدمتهم رئيس الموساد الأسبق إفراييم هاليفي.

 

 وفي يناير الماضي، نشرت وزيرة خارجية إسرائيل السابقة تسيبي ليفني، عبر حسابها الرسمي على موقع "تويتر"، صورة تجمعها مع الأمير تركي الفيصل، خلال تواجدهما معًا في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في مدينة دافوس بسويسرا.

 

وفي يونيو من العام قبل الماضي، أجرى الأمير تركي الفيصل مناظره مع الجنرال الإسرائيلي "احتياط" يعقوب أميدرور مستشار الأمن القومي السابق لحكومة بنيامين نتنياهو، نظمها معهد واشنطن للسياسات الشرق الأدنى، حسب شبكة "cnn" الإخبارية الأمريكية.

 

 وآنذاك، قال الأمير السعودي: "إسرائيل لديها سلام مع العالم العربي، وأعتقد أن بإمكاننا مجابهة أي تحدٍ، ومبادرة السلام العربية المقدمة من السعودية عام 2002 من وجهة نظري تقدم أفضل معادلة لتأسيس السلام بين إسرائيل والعالم العربي".
 

 وأضاف: "التعاون بين الدول العربية وإسرائيل لمواجهة التحديات مهما كان مصدرها سواء كانت إيران أو أي مصدر آخر ستكون مدعمة بصورة أقوى في ظرف يكون فيه سلام بين الدول العربية وإسرائيل، ولا أستطيع أن أرى أي صعوبات بالأخذ بذلك".

 

يضاف إلى ذلك، زيارة أمير سعودي كبير إلى الاحتلال سرًا، وكشفت وكالة الأنباء الفرنسية في أكتوبر الماضي، أنّ الأمير الذي أجرى الزيارة السرية هو ولي العهد محمد بن سلمان.

 

وفق الوكالة، فإنّ الزيارة كشفت تأكيد مستوى التطبيع الذي بلغته العلاقات بين الرياض وتل أبيب.

 

وفي الشهر نفسه، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مشاركته في احتفال رفع الكؤوس احتفالًا بـ"السنة العبرية الجديدة" بمبنى وزارة الخارجية في القدس الغربية، العلاقات مع الدول العربية بأنها الأفضل وتسجّل رقمًا قياسيًّا غير مسبوق في تاريخ هذه العلاقات.

 

وقال: "التعاون مع الدول العربية أكبر من أي فترة كانت منذ إقامة إسرائيل، وما يحدث اليوم مع كتلة الدول العربية لم يحدث مثله في تاريخنا حتى بعد توقيعنا الاتفاقيات.. عمليًا، التعاون قائم بقوة وبمختلف الأشكال والطرق والأساليب رغم أنه لم يصل حتى الآن للحظة العلنية، لكن ما يجري من تحت الطاولة يفوق كل ما حدث وجرى في التاريخ".

 

وضمن سلسلة التأكيدات الأخرى، حديث رئيس أركان الاحتلال جادي إيزنكوت في مقابلة صحفية نادرة مع وسيلة إعلامية سعودية.

 

 المقابلة كانت مع موقع "إيلاف" الإخباري الذي يتخذ من لندن مقرًا ومؤسسه "سعودي"، أكّد فيها المسئول الإسرائيلي استعداد تل أبيب لتبادل المعلومات الاستخبارية مع السعودية لمواجهة إيران، وقال: "نحن مستعدون لتبادل الخبرات مع الدول العربية المعتدلة وتبادل المعلومات الاستخبارية لمواجهة إيران".

 

و لم تكن هذه المقابلة هي الأولى التي يظهر فيها "إسرائيلي" في وسيلة إعلام سعودية، ففي يونيو الماضي، أجرت القناة الإسرائيلية الثانية مقابلة تلفزيونية من مدينة جدة السـُعودية عبر سكايب مع عبد الحميد حكيم مديرِ معهد أبحاث الشرق الأوسط في جدة، وكانت هذه أول مقابلة تلفزيونية يشارك فيها ضيف سعودي مع قناة إسرائيلية.

 

 وكان وزير الاتصالات الإسرائيلي وعضو الكنيست عن "حزب الليكود" أيوب قرا  قد قال لوكالة الصحافة الفرنسية "أنّ هناك عددًا كبيرًا من الدول العربية تربطها علاقات بإسرائيل بشكل أو بآخر، تبدأ من مصر والأردن، وتشمل السعودية ودول الخليج وشمال إفريقيا وقسمًا من العراق".

 

 وأضاف أنّ "هذه الدول تشترك مع إسرائيل في الخشية من إيران"، ورأى أنّ "أغلب دول الخليج مهيأة لعلاقات دبلوماسية مكشوفة مع إسرائيل، لأنها تشعر بأنها مهددة من إيران، لا من إسرائيل".

 

 كما نشر موقع "ويكيليكس" مراسلات لوزارة الخارجية السعودية ممهورة بعبارة "سرّي للغاية" تؤكّد أنّ ثمة علاقات تاريخية مهمة بين الاحتلال والمملكة، وأنّها تجاوزت السياسة إلى الاقتصاد ومنه إلى زيارات رجال المخابرات أبرزهم اللواء السابق أنور عشقي في زيارته الأخيرة عام 2016.

 

 وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال»، نشرت في مايو من العام الماضي، أنّ الرياض أبلغت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل زيارته الشهيرة، استعدادها لإقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع تل أبيب دون شروط، وأنّها بذلك تسحب من التداول المبادرة التي تقدمت بها للقمة العربية عام 2002.

 

وبعيد زيارته للسعودية، أكد ترامب أن خطوات كبيرة تحققت في مسار السلام بالشرق الأوسط، وأن مفاجأة كبيرة ستحصل.

 

  

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان