رئيس التحرير: عادل صبري 02:47 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

طبول الحرب تقرع بين حفتر والسراج..ماذا يحدث في ليبيا؟

طبول الحرب تقرع بين حفتر والسراج..ماذا يحدث في ليبيا؟

العرب والعالم

حفتر والسراج

طبول الحرب تقرع بين حفتر والسراج..ماذا يحدث في ليبيا؟

أحمد جدوع 06 أبريل 2019 09:00

في ليلة وضحاها دخلت ليبيا في حرب وعمليات عسكرية بين شركاء سياسيين الأمر الذي أثار مخاوف إقليمية وقلق دولي بسبب تطورات وتبعات هذه الحرب التي ستزيد من تعقيد الأزمة الليبية.   

 

وكان اللواء خليفة حفتر أعلن انطلاق ما سماها عملية "تحرير طرابلس"، في حين أعلن رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فائز السراج، حالة النفير العام لمواجهة التصعيد العسكري للواء المتقاعد.

 

بدوره، أمر رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، في برقية فورية إلى وزارة الدفاع ورئاسة الأركان والحرس الرئاسي ومناطق عسكرية أخرى؛ برفع درجة الاستعداد القصوى، وإعادة التمركز والتصدي لكل ما يهدد حياة المدنيين من جماعات وصفها بالإرهابية والإجرامية.

 

حرب جديدة

 

وتواصل قوات "شرق ليبيا" (الجيش الوطني الليبي)، بقيادة حفتر، سيرها نحو العاصمة الليبية طرابلس، وسط تساؤلات حول الدوافع التي دفعت حفتر لاختيار هذا التوقيت بالتحديد لعمليته العسكرية في محاولة للسيطرة على العاصمة.

 

كما أمر السراج القوات الجوية باستعمال القوة للتصدي لكل ما يهدد حياة المدنيين والمرافق الحيوية، مندداً بهذا "التصعيد"، ومبدياً أسفه لما صدر من "تصريحات وبيانات مستفزة".

 

فبعد ما يزيد على سبع سنوات من سقوط نظام معمر القذافي، لا تزال ليبيا منقسمة، وتوجد حاليا جبهتان تتنفاسان على السلطة في البلد الغني بالنفط، هما حكومة "الوفاق الوطني" في طرابلس، بقيادة فايز السراج، وحكومة أخرى موازية في شرق ليبيا بالتحالف مع "الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر.

 

الأسباب

 

 وبالرغم من الاعتراف الدولي بحكومة السراج، يتلقى حفتر دعما من عدد من الدول، التي تلعب دورا في تشجيع العملية العسكرية الحالية. هذا فضلا عن عوامل دولية وإقليمية أخرى وفَّرت لحفتر فرصة ذهبية، يستغلها حاليا للمضي قدما نحو طرابلس.

 

وأحد الأسباب، التي ربما تكون وراء إعلان حفتر الزحف نحو الجنوب والغرب هو الرغبة في إحداث تغيير على أرض الواقع؛ يمكن استخدامه كورقة تفاوض خاصة مع التحضير لعقد مؤتمر وطني للمصالحة الليبية، بمساعدة الأمم المتحدة، التي حضر أمينها العام إلى طرابلس والتقى السراج الخميس، ثم التقى الجمعة حفتر في بنغازي، غير أنه غادر ليبيا و"قلبه مفطور"، حسب تغريدة له على تويتر.

 

بدوره يرى الدكتور حسني عبيدي، الاستاذ بجامعة السوربون الفرنسية ومدير مركز أبحاث ودراسات العالم العربي ودول المتوسط "سيرمام" (CERMAM)، أن التحرك العسكري لحفتر من مدينة بنغازي نحو مدينة طرابلس هو "بداية لتحرك" يُعيد للأذهان زحف القذافي قديما من طرابلس نحو بنغازي، مع اختلاف اساسي وهو "تناقض وضبابية الموقف الأوروبي الحالي".

 

رفض القبائل

 

وأضاف عبيدي  في حواره أجرته معه أجرته القناة الألمانية DW عربية أن "الوصول إلى طرابلس والسيطرة على جنوب وغرب ليبيا يتطلب المرور على مدينة الوسلة معقل قبيلة بني وليد، أكبر قبائل ليبيا، والتي رفض أعيانها وأفرادها رفضا قاطعا أن تمر قوات حفتر عبر مناطقهم".

 

وأوضح عبيدي أنه في حالة مقاومة الأهالي في ليبيا لهذا الزحف العسكري يمكن أن يغير المجتمع الدولي والغرب موقفهما بين عشية وضحاها، فيقرر حفتر حينئذ وقف العملية العسكرية والاكتفاء بما حققه من مكاسب ميدانية يمكنه استغلالها تفاوضياً.

 

ويتابع مدير مركز أبحاث ودراسات العالم العربي ودول المتوسط: "حفتر لا يؤمن بالعملية السياسية وهو يعلم جيدا أن هناك محاولة من الأمم المتحدة بعقد مؤتمر بحثا عن مخرج من الأزمة الليبية، لكن إن لم تكن هناك مقاومة عسكرية على الأرض ورفض دولي حقيقي لتحركه، فإن زحفه العسكري سيستمر".

 

تحذيرات دولية 

 

وغداة إعلان السراج حالة "النفير العام" حذرت عدة دولة غربية على رأسهم قطر من الانزلاق مجدداً في هوة الفوضى والانفلات الأمني في ليبيا".

 

بدورها دانت السفارة الأمريكية "بشدة" التصعيد الجاري بالمناطق الغربية، في حين أعربت السفارة البريطانية عن "قلقها العميق حيال التحركات العسكرية في ليبيا".

 

من جانبها أعربت بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا عن "قلقها العميق إزاء التحشيدات العسكرية الجارية في البلاد، والخطاب التصعيدي الذي قد يؤدي بشكل خطير إلى مواجهة لا يمكن السيطرة عليها".

 

وتنظم بعثة الأمم المتحدة مؤتمراً للحوار في مدينة غدامس الليبية (جنوب غرب)، بين الـ14 والـ16 من أبريل الجاري، ضمن خريطة طريق أممية لحل النزاع في البلد العربي الغني بالنفط. 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان