رئيس التحرير: عادل صبري 07:26 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

الطاقة الذرية تستمع لنتنياهو.. إيران تخفي موقع نووي سري أم «تنظيف سجّاد»؟

الطاقة الذرية تستمع لنتنياهو.. إيران تخفي موقع نووي سري أم «تنظيف سجّاد»؟

العرب والعالم

نتنياهو يعرض مواقع لإيران - أرشيفية

الطاقة الذرية تستمع لنتنياهو.. إيران تخفي موقع نووي سري أم «تنظيف سجّاد»؟

إنجي الخولي 05 أبريل 2019 06:06

عقب 5 أشهر من زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في سبتمبر الماضي، بأن  إيران تخفي مستودع نووي سري في طهران لتخزين المواد النووية، كشفت وسائل الإعلام أن وكالة الطاقة الذرية فتشت الموقع.. فهل تخفي طهران موقع نووي سري أم موقع لـ"تنظيف السجاد"؟.

  

وقال ثلاثة دبلوماسيين مطلعين على عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إن الوكالة التي تراقب الاتفاق إيراني" target="_blank">النووي الإيراني فتشت ما وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "مستودع نووي سري" في طهران.

 

وكان نتنياهو دعا، في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر ، الوكالة الدولية إلى زيارة الموقع على الفور، وقال إنه يحوي نحو 15 كيلوجراما من مواد مشعة غير محددة جرى نقلها منذ ذلك الحين.

 

وأضاف أن المستودع يظهر أن إيران لا تزال تسعى للحصول على أسلحة نووية رغم الاتفاق النووي الذي أبرمته عام 2015 مع القوى العالمية للحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات.

وفي ذلك الوقت، غضبت الوكالة الدولية من إملاء نتنياهو عليها ما يجب القيام به، وقالت إنها لا تتعامل مع المعلومات المقدمة إليها دون تمحيص وترسل المفتشين "عند الحاجة فحسب".

 

وتتهم إسرائيل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتجاهل معلومات استخباراتية قيّمة أرسلها جهاز "الموساد" إليها، بشأن وجود برنامج نووي سري لدى إيران، وتقول إن المعلومات لم تخضع للدراسة من قبل الوكالة على الرغم من أهميتها.

 

وذكر تقرير لصحيفة "معاريف"في نوفمبر الماضي، أن "تل أبيب أبلغت واشنطن بهذه الحقيقة، وأن مسئولين إسرائيليين كبارًا، من بينهم رئيس الشعبة السياسية بوزارة الخارجية بالقدس المحتلة، أكدوا للأمريكيين أن الوكالة لا تأخذ المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية على محمل الجد، ولم تخضعها للدراسة، لكنهم مع ذلك حصلوا على وعد أمريكي بالضغط عليها في هذا الصدد".

 

ونقلت وكالة "رويترز" عن أحد الدبلوماسيين الثلاثة، شريطة عدم نشر اسمه لأنه ليس مخولا لهم مناقشة القضية علانية فضلا عن سرية تفاصيل عمليات التفتيش "لقد زاروا الموقع".

 

وذكر أحد الدبلوماسيين أن وكالة الطاقة الذرية ذهبت إلى الموقع أكثر من مرة الشهر الماضي. وقال آخرون إن الوكالة زارت الموقع دون تحديد الموعد. ورفضت الوكالة التعليق.

 

إيران: "ليس لدينا ما نخفيه"

 

وقال مسئول إيراني "ليس لدينا ما نخفيه وأي تصريح حصلت عليه الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى الآن لزيارة المكان كان في إطار القوانين واللوائح ولا شيء غير ذلك".

 

ورفضت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية التعليق. وقالت إيران إن الموقع منشأة لتنظيف السجاد.

ورفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق.

 

وقال اثنان من الدبلوماسيين إن تحديد المواد النووية إن وجدت في الموقع سيعتمد على تحليل للعينات البيئية التي تم أخذها هناك، وإن النتائج لن تظهر قبل يونيو.

 

ويمكن من خلال هذه العينات البيئية رصد جزيئات مواد نووية منها اليورانيوم عالي التخصيب حتى بعد فترة طويلة من أخذها.

 

وتتمتع الوكالة الدولية بصلاحيات بموجب الاتفاق النووي التاريخي لتنفيذ ما تسمى بعمليات التفتيش التكميلية في إيران، والتي يتم إجراؤها غالبا في غضون مهلة قصيرة عند الضرورة.

 

وأجرت الوكالة الدولية 35 عملية تفتيش تكميلية في إيران في عام 2017، وهو آخر عام توفرت بياناته، وفقا لتقرير سنوي سري ترسله الوكالة للدول الأعضاء وحصلت عليه رويترز.

 

ويقول دبلوماسيون مطلعون على عمل الوكالة إن عمليات التفتيش هذه تتم في كثير من الأحيان لتوضيح الأسئلة التي لم تقدم إيران إجابات وافية لها أو تضمنت ردودها تناقضات.

 

إيران ملتزمة

 

كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ذكرت مرارا أن إيران ملتزمة بتطبيق الاتفاق الذي أسفر عن رفع العقوبات الدولية عنها مقابل فرض قيود على أنشطتها النووية. وزادت تلك القيود من المدة الزمنية التي ستحتاج إليها طهران لصنع قنبلة نووية إذا اختارت ذلك. وتقول إيران إن برنامجها النووي سلمي بالكامل.

 

وجاء في تقارير فصلية للوكالة الدولية أن مفتشيها تمكنوا من الوصول إلى جميع الأماكن التي احتاجوا زيارتها في إيران، وهو ما كرره رئيس الوكالة يوكيا أمانو في خطاب ألقاه يوم الثلاثاء.

 

غير أن بعض الدبلوماسيين الذين يتابعون إيران عن كثب يقولون إنها تتلكأ في التعامل مع الوكالة وإن بعض عمليات التفتيش تمت بعد جهد جهيد.

 

وقالت الولايات المتحدة، التي انسحبت من الاتفاق النووي وتعارضه الآن، في بيان بمجلس محافظي الوكالة الشهر الماضي ”التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب أن يكون هو القاعدة ويجب ألا تحتاج إيران لتذكير فصلي بأهميتها“ في إشارة إلى تعليق معتاد آخر في تقارير الوكالة.

 

وفي انتظار نتائج تحليل العينة، قال العديد من الدبلوماسيين إن منح المفتشين حق الوصول إلى الموقع يظهر أن الاتفاق قائم حتى الآن، وذلك على الرغم من معاودة واشنطن فرض عقوبات تستهدف الاقتصاد الإيراني.

 

وقال دبلوماسي "لقد أدرك الإيرانيون أن الالتزام بالاتفاق يصب في مصلحتهم".

 

وفي وقت سابق، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إدارته جعلت إيران تدفع ثمن سلوكها الشرير، مشيرا إلى أنه حققا نجاحا كبيرا في هذا الاتحاه.

 

وكتب ترامب، على "تويتر"، يوم الأحد 31 مارس : "إدارتي نجحت في جعل إيران تدفع ثمنا أكبر لأساليبها الشريرة"، مضيفا: "نقوم بهذا دون أن يكلفنا نحن أو حلفائنا أي شيء".

 

يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن، في 8 مايو 2018، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي، الموقع مع إيران في 2015 بخصوص برنامجها النووي، حيث أعيدت إجراءات الحظر التي كانت متوقفة بعد تنفيذ الاتفاق النووي، الأولى بعد 90 يوما والثانية بعد 180 يوما من إعلان الخروج من الاتفاق.

 

وبدأت الولايات المتحدة، في الخامس من نوفمبر2018 الماضي، تنفيذ الحزمة الثانية من العقوبات وتستهدف قطاعين حيويين بالنسبة لطهران هما النفط والمصارف، إضافة إلى 700 من الشخصيات والكيانات.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان