رئيس التحرير: عادل صبري 08:17 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

الكوليرا.. وباء الموت يطل برأسه من جديد في اليمن

الكوليرا.. وباء الموت يطل برأسه من جديد في اليمن

العرب والعالم

عودة وباء الكوليرا في اليمن من جديد

الكوليرا.. وباء الموت يطل برأسه من جديد في اليمن

أحمد جدوع 04 أبريل 2019 23:59

عاد وباء الكوليرا يطل برأسه من جديد في اليمن ليحصد المزيد من أرواح الشعب اليمني الذي يعاني من الحرب منذ حوالي 4 سنوات وسط انهيار تام في أنظمة الصحة العامة والصرف الصحي.

 

وقبل عامين، عانى اليمن أكبر تفشٍّ للكوليرا في العالم، إذ سُجلت أكثر من مليون حالة، ورغم السيطرة على المرض، فإن المنظمات الطبية العاملة في البلاد كانت تحذر من إمكانية معاودة ظهوره.

 

ويعد اليمن من أفقر البلدان العربية، عقب اندلاع حرب 2015 التي شنتها السعودية والإمارات على مليشيات الحوثيين، حيث أدت تلك الحرب التي لا تزال مستمرة إلى انهيار أنظمة الصحة العامة والصرف الصحي.

 

ارتفاع معدلات الإصابة

 

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الكوليرا بدأت بالانتشار مرة أخرى في اليمن مع ارتفاع معدلات الإصابة بها، حيث أشارت تقارير صحية، إلى أن عدد الحالات المؤكدة وصلت إلى 2000 حالة، خلال الأسبوع الماضي.

 

وبحسب منظمة "أطباء بلا حدود"، فإن فرقها سجلت مؤخراً زيادة كبيرة في حالات الكوليرا، وهو ما يدل على الحاجة الملحّة للمساعدة الإنسانية، لتحسين المياه والصرف الصحي في البلد الذي مزقته الحرب التي اندلعت عام 2015، بعد تدشين السعودية "عاصفة الحزم" لطرد مليشيات الحوثيين من المناطق التي سيطروا عليها.

 

وتابع بيان المنظمة العالمية أنه ومنذ بداية عام 2019 وحتى 17 مارس الماضي، تم الإبلاغ عما يقرب من 109 آلاف حالة إسهال مائي حاد وشديد، وهو نوع من الكوليرا، من بينها 200 حالة وفاة جراء ذلك، مؤكدة أن نحو ثلث الحالات المبلَّغ عنها، لأطفال دون سن الخامسة.

 

أزمات إنسانية

 

وتتسبب الكوليرا في حالة إسهال شديد وفقدان السوائل ومن الممكن أن تؤدي إلى الوفاة خلال ساعات، والأطفال وكبار السن ومن أضعفهم سوء التغذية على مدار سنوات هم أكثر الفئات عرضة للخطر.

 

يواجه اليمن ثالث انتشار كبير لمرض الكوليرا، الناجم عن عدوى بكتيرية، منذ تفجرت الحرب عام 2015. وتسببت الحرب بأشد أزمات إنسانية إلحاحا في العالم ودفعت بعشرة ملايين شخص إلى حافة المجاعة.

 

ولا يستطيع نحو 16 مليون يمني الوصول إلى مياه صالحة للشرب أو مرافق صحية آمنة، كما لا يعرف 10 ملايين شخص من أين ستأتي وجبتهم التالية.

 

وقد تأتي الإصابة بالكوليرا لدى تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا "ضمة الكوليرا". وفي حالات شديدة، يمكن أن يقتل هذا الوباء المصاب في غضون ساعات إذا تُرك دون علاج.

 

جرائم حرب

 

وقتل نحو عشرة آلاف شخص في اليمن منذ التدخل السعودي على رأس التحالف العسكري في 2015، وتتهم منظمات حقوقية أطراف النزاع بارتكاب جرائم حرب في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.  

 

وتقول الأمم المتحدة إن ثلاثة من بين كل أربعة من سكان اليمن البالغ عددهم 27 مليون نسمة بحاجة لمساعدة غذائية، بينما يواجه حوالى ثمانية ملايين شخص خطر المجاعة، في وقت تهدد موجة جديدة من الكوليرا البلاد التي تفتقد لقطاع صحي فعّال بسبب الحرب.

 

وأنشأت منظمة الصحة العالمية مراكز طبية عدة بها مئات الأسرة لرعاية الحالات المشتبه في إصابتها بالكوليرا. وتقول المنظمة إنها تسعى لزيادة عدد الأسرة إلى 5,000 سرير لمواجهة ما وصفته بأسوأ وباء على الإطلاق من حيث التفشي.

 

خلل حقوقي

 

فيما قال الناشط السياسي اليمني كمال الشجاعي، إن الوضع الإنساني في اليمن يزداد سوءا يوما بعد يوم خاصة بعد ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانهيار قيمة الريال اليمني أمام الدولار الأمريكي.

 

 وأضاف لـ"مصر العربية" أن الحرب الدائرة من أكثر من 3سنوات هى السبب الرئيسي في كارثة اليمن، مطالباً جميع أطراف والمجتمع الدولي بوقف حرب اليمن التي دمرت كل ما هو جميل باليمن.

 

وأوضح أن ارتفاع حجم الكارثة الإنسانية في اليمن يؤكد أن هناك خلل حقوقي دولي في التعامل مع الأزمة اليمنية، كما يشير إلى الإخفاق الأممي في تخفيف المعاناة عن الشعب اليمني.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان