رئيس التحرير: عادل صبري 03:03 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

قتلى وجرحى في تبادل للقصف.. عودة التوتر بين باكستان والهند

قتلى وجرحى في تبادل للقصف.. عودة التوتر بين باكستان والهند

العرب والعالم

الهند وباكستان

قتلى وجرحى في تبادل للقصف.. عودة التوتر بين باكستان والهند

وائل مجدي 02 أبريل 2019 11:58

عاد التوتر من جديد بين الهند وباكستان، بعد تبادل الدولتين إطلاق النار عبر الحدود في كشمير.

 

وأسفر تبادل إطلاق النار بين الهند وباكستان عن مقتل طفلة وجندي، في جولة جديدة من العنف تشهدها هذه المنطقة الجبلية.

 

ولقيت طفلة (تبلغ من العمر 5 أعوام) حتفها بعدما سقطت قذيفة هاون قرب منزلها في منطقة بونش، الواقعة في الجانب الهندي من الحدود.

 

توتر جديد

 

 

وأفاد متحدث باسم قوة أمن الحدود الهندية، أن "أحد عناصرها قتل وأصيب ثلاثة بجروح في القصف".

 

وردت القوات الهندية بالقصف عبر الحدود القائمة بحكم الأمر الواقع، بعدما بدأت باكستان بقصف المنطقة، بحسب ما أفاد المتحدث العسكري الهندي الكولونل ديفيندير أناند.

 

وجاءت الحادثة الأخيرة في بونش بعد ساعات من مقتل أربعة مسلحين في تبادل لإطلاق النار مع القوات الحكومية في بولواما، وهي منطقة تقع على بعد 140 كلم شرقا، على مقربة من مدينة سريناغار.

 

خروقات دائمة

 

 

وأفادت الشرطة أن أحد عناصرها أصيب إلى جانب ثلاثة جنود في تبادل إطلاق النار مع مسلحين. واتفق الجانبان في 2003 على وقف إطلاق النار عند "خط المراقبة" الذي يقسم كشمير إلى منطقتين خاضعتين لسيطرة كل من باكستان والهند.

 

ولكن كثيرا ما يتم خرق الاتفاق بينما يعلق المدنيون من الجانبين في تبادل إطلاق النار.

 

وتشهد كشمير مرارا أعمال عنف من هذا النوع بين مجموعات مسلحة مناهضة لحكم الهند وقوات حكومية.

 

لكن العنف ازداد هذا العام مع مقتل 162 شخصا على الأقل بين يناير ومارس بينهم 21 مدنيا.

 

وفي فبراير، قتل 40 جنديا هنديا في هجوم انتحاري حملت نيودلهي باكستان مسؤولية دعم المجموعات التي تقف خلفه. ونفذت الهند ضربات انتقامية داخل الأراضي الباكستانية لأول مرة منذ عقود.

 

وتصاعدت حدة التوترات في وقت دخلت مقاتلات باكستانية وهندية في معارك جوية فوق كشمير. وهدأ الوضع عندما أعادت باكستان التي تنفي دعم المقاتلين طيارا هنديا أعتقلته خلال المعارك. وتبادل الطرفان القصف عبر الحدود في كشمير مذاك، ما دفع السكان إلى الفرار. وكشمير مقسمة بين الجانبين منذ انتهاء الاستعمار البريطاني عام 1947. ويطالب الطرفان بالمنطقة كاملة.

 

باكستان تعلق

 

 

وجدد وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي رغبة بلاده في تحسين العلاقات مع جارتها مع الهند.

 

وأوضح في مؤتمر صحفي عقده أمس في مدينة لاهور، أنه يجب على الهند العودة إلى الحوار لحل كافة الخلافات مع باكستان، مؤكدًا أن الحوار هو الطريق الأمثل والوحيد أمام البلدين.

 

وقال قريشي، إن "باكستان تعاملت بحكمة مع الأزمة الحالية مع الهند، وتجنبت الدخول في حرب معها، وأن المجتمع الدولي بات يشيد بالدور الإيجابي الذي أدته باكستان من أجل السلام في المنطقة".

 

وبين أن رغبة باكستان في السلام لا يعني أنها غافلة عن دفاعها، مؤكدًا أن الشعب الباكستاني متحد ويقف بجانب حكومته وقواته المسلحة للدفاع عن سيادة الوطن.

 

توتر قائم

 

 

وفي نهاية شهر فبراير الماضي، شهدت منطقة كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان، توترًا؛ فقد قتل طياران اثنان ومدني، إثر تحطم طائرة تابعة للقوات الجوية الهندية، في منطقة كشمير.

 

ومنذ استقلال الهند عن بريطانيا، وتقسيمها إلى الهند وباكستان في عام 1947، تنسب كل دولة إلى نفسها الأحقية في إقليم كشمير، وتسيطر كل منهما على جزء منه، وكانت الدولتان خاضتا من قبل حربين في إطار الصراع بينهما.

 

واخترقت ثلاث مقاتلات باكستانية على الأقل الأجواء في الشطر الهندي من إقليم كشمير، قبل أن تعترضها مقاتلات هندية وتجبرها على العودة.

 

وأفادت وسائل إعلام هندية بسقوط مقاتلتين هنديتين خلال اعتراض مقاتلات باكستانية بإقليم كشمير، مؤكدةً أن السلطات الهندية أغلقت مطار سرينجار في كشمير لمدة ثلاث ساعات بعد حادث تحطُّم المقاتلة.

 

كما أسفر تبادل إطلاق النار عن سقوط سبعة قتلى من الجانب الباكستاني وأربعة قتلى من الجانب الهندي؛ لكن إطلاق سراح طيار هندي أسقطت باكستان مقاتلته ساعد على نزع فتيل التوتر مساء الجمعة الماضية.

 

وكان السفير الهندي لدى موسكو بالا فينكاتيش فارما قد صرح بأنّ بلاده لا تُخطِّط لتنفيذ غارات جوية جديدة قرب الحدود مع باكستان، مشددًا على أن الوضع في منطقة كشمير مستقر.

 

وقال، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك"، إجابةً على سؤال حول عزم بلاده تنفيذ غارات على الحدود مع باكستان: "لا.. لا نخطط لمثل ذلك في هذه اللحظة"، لافتًا إلى أن الوضع في المنطقة يتجه إلى الاستقرار سريعًا.

 

تهدئة سعودية

 

 

ومؤخرًا، تحدّثت صحف سعودية عما وصفه بـ"نجاح استثنائي" في التهدئة بين الهندوباكستان؛ ما أدى إلى إبعاد شبح حرب جديدة في شبه الجزيرة الهندية.

 

وكشف وزير الخارجية الباكستاني فؤاد شودري، عن مستوى الدور السعودي، عندما قدم شهادة رسمية حول دور المملكة وتأثيرها الكبير في وقف التصعيد، ومنع اندلاع حرب ثالثة بين البلدين.

 

وأضاف شودري - في تصريحات لقناة "جيو نيوز" الباكستانية - أنّ المملكة حرَّكت باقي الدول، كدولة الإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، لأداء دور في منع الهند من الاستمرار في تصعيد التوتر مع باكستان.

 

وكان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قد أجرى زيارتين إلى الهند وباكستان، قبل أيام قليلة من اندلاع كل هذه التوترات.

 

وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أنّه مع تراجع حدة التوتر عقب المواجهة الأخيرة الخطيرة بين الهند وباكستان، خرج رئيسا وزراء الدولتين النوويتين رابحَيْن من هذه الأزمة.

 

ونجح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في تثبيت موقعه كقومي هندوسي، كما ظهر عمران خان كصانع سلام، بل إن 400 ألف شخص تقريبًا وقعوا على عرائض مطالبة بحصوله على جائزة نوبل للسلام.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان