شارك مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، المدعومة من الولايات المتحدة والتي يقودها الأكراد، يوم السبت الماضي، في موكب للاحتفال بالقرب من حقل عمر النفطي في محافظة دير الزور بشرق سوريا؛ وذلك بعد إعلانهم القضاء التام على آخر معقل لتنظيم "داعش"، لتضع حدًّا للتجربة المتوحشة التي قدمها التنظيم المتطرف للعالم وأسهمت في استقطاب مقاتلين من جميع أنحاء العالم؛ ملحقةً معاناة لا يمكن تخيُّلها للشعب المحاصر داخل عنف التيارات المتطرفة في العراق وسوريا.
قوات سوريا الديمقراطية، بحسب تقريرٍ لصحيفة "واشنطن بوست"، رفعت علمها باللون الأصفر فوق مبنى شوهته طلقات الرصاص في قرية باغوز شرق سوريا؛ ليحل في إشارة رمزية مكان العلم الأسود لـ"داعش" في أرض قاتل عليها مسلحو "داعش" لآخر رمق.
وعبر حسابه على "تويتر"، أعلن المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، مصطفى بالي، القضاء التام على سيطرة تنظيم "داعش" بعد مرور أربع سنوات على اجتياح التنظيم للعراق وسوريا؛ ما دفع الولايات المتحدة إلى إعلان الحرب عليها.
وتضيف الصحيفة: "نهاية الخلافة لا تعني بحال نهاية تنظيم داعش، وهو الأمر الذي حذَّر منه المحللون في ملف الإرهاب، إضافة إلى مسؤولين رفيعي المستوى في الولايات المتحدة، ومع اقتراب هزيمة داعش في الإقليم، قام كوادر التنظيم بإعادة ترتيب صفوفهم مجددًا؛ للتحول إلى استراتيجية التمرد غير المرتبطة بالأرض؛ مما سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المناطق التي تركوها".
وتتابع: "رغم الخوف من بقاء التنظيم؛ فإنّ طرده من المناطق التي سيطر عليها يعد لحظة تاريخية فاصلة، تمت بشق الأنفس وبأثمان باهظة؛ حيث فقد عشرات الآلاف من الأشخاص أرواحهم في المذابح وعمليات الإعدام التي ارتكبها مقاتلو داعش، كما تم استعباد الآلاف من النساء المنتميات لليزيدية، الأقلية الدينية التي لا يزال عدد من أفرادها في حكم المفقودين حتى الآن".
وبحسب الصحيفة، فإنّ المعضلة الحقيقية في عدم قدرة ضحايا تنظيم داعش على التخلص من أهوال التجربة القاسية التي تعرضوا لها؛ فمهدية، 28 عامًا، التي تنتمي إلى الأقلية اليزيدية، عاشت خمس سنوات كاملة كمستعبدة، تقول: "لا يمكنني أن أصدق أن كابوس (داعش) قد انتهى بعد كل جرائم القتل التي شهدتها؛ إنهم يأتون في أحلامي بمجرد أن أغمض عينَيَّ، فالداعشيون أخذوا منَّا الكثير لدرجة أنني بت أتساءل: هل سأشعر بالحرية مجددًا؟!".
ونقلت الصحيفة عن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، قولها إنّ الحرب على الإرهاب، التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، كلفتها ما يزيد على 28.5 مليار دولار، كما قُتل قرابة 16 جنديًّا أمريكيًّا في العمليات.
وتضيف: "خسارات تنظيم داعش لأرض الخلافة التي أعلنها تعد ضربة ساحقة لكل طموحاته التي بلغت ذروتها حين سيطر على أراضٍ شاسعة بحجم بريطانيا، وبجيش من المقاتلين بلغ مائة ألف مقاتل، وبأحلام عريضة للخليفة البغدادي الذي قال لأتباعه في يوليو 2014: سوف نغزو روما ونسيطر على العالم، ودشَّن في خطبته تلك بمسجد النوري في الموصل دولة الخلافة التي لم يتبقَّ منها الآن سوى سحب الدخان والخيام الممزقة، والعربات التي تم تفجيرها، وعدد كبير من الجثث المتناثرة في حقول باغوز، وَفقًا للقطات الصحفيين الذين رافقوا قوات الدفاع".