رئيس التحرير: عادل صبري 08:35 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بملفات مصيرية وقضايا حارقة.. ماذا تخبئ القمة العربية في تونس؟

بملفات مصيرية وقضايا حارقة.. ماذا تخبئ القمة العربية في تونس؟

العرب والعالم

القمة العربية في تونس

في دورتها الـ 30..

بملفات مصيرية وقضايا حارقة.. ماذا تخبئ القمة العربية في تونس؟

أيمن الأمين 26 مارس 2019 13:47

قمة عربية جديدة ستحضنها العاصمة التونسية تونس غدا الأربعاء، وسط تحديات وملفات شائكة تعيشها البلدان العربية.

 

فالقمة والتي ستعقد خلال الساعات المقبلة تأتي وسط تصعيد إسرائيلي تجاه البلدان العربية، حرب على قطاع غزة المحاصر، وسرقة هضبة الجولان المحتلة عبر اعتراف أمريكي بسيادة الاحتلال عليها.

 

أيضا تأتي القمة وسط احتجاجات طاحنة تضرب بلدان عربية، احتجاجات في السودان وأخرى في الجزائر، وارتباك سياسي في لبنان، ومجاعة في اليمن.

 

وتأتي القمة القادمة والأمة العربية في أتعس أحوالها، والجامعة نفسها في حاجة إلى الترميم والإصلاح ومواكبة روح العصر. وليس أدل على ذلك إلا قمة البحر الميّت التي كانت مثارا للإحباط والسخرية وعدسات التصوير تنقل صور النيام من الحكام العرب.

 

القمة العربية في تونس لا يعول أحد على نتائجها، خصوصا عقب سنوات من الفشل والقرارات والتوصيات التي لم تطبق على أرض الواقع، كانت خرجت بتوصيات في قمم سابقة.

 

وفشلت القمم التي عقدت عاماً بعد آخر في التصدي لتحديات الشرق الأوسط، أو حتى في التوصّل إلى نقطة التقاء بين البلدان التي فرقتها الأزمات، مثل الأزمة الخليجية.

 

وكانت القمة الـ29 قد عقدت في مدينة الظهران شرقي السعودية، في شهر أبريل من العام 2018.

 

وأعادت القمة الجديدة وضع العديد من القضايا التي لطالما نوقشت دون أن يتغير أي شيء فيها، وفي جدول أعمالها نحو 20 مشروعاً وملفاً؛ على رأسها القضية الفلسطينية، وأزمة سوريا، والوضع في ليبيا واليمن، ودعم السلام والتنمية بالسودان، والتدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة، والجزر الإماراتية الثلاث، ودعم الصومال.

 

ومن الممكن أيضاً التطرق إلى ملف هضبة الجولان المحتلة، التي أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تبعيتها لسيادة "إسرائيل"، وفق ما بين المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية، السفير محمود عفيفي.

 

 

وقال محللون سياسيون إن هذه القمة لن تأتي بشيء جديد على الساحة العربية؛ فهم يرون أن تاريخ فشلها يجعل من السهل التنبؤ بمخرجاتها قبل عقدها.

 

العديد من الخلافات أثيرت داخل الجامعة أبرزها كانت حول الملفين العراقي والفلسطيني، والضغوط الأمريكية من أجل الإصلاح والديمقراطية، كما طرحت تساؤلات عدة حول مدى جدّية الحكومات العربية في إصلاح الجامعة العربية.

 

وحول قضية فلسطين، التي لا تزال محطّ اهتمام الجامعة منذ تأسيسها، لم تفلح الجهود المبذولة من أجل توحيد الصف العربي دفاعاً عنها للحيلولة دون قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي، أو دون تمكينها من المضيّ في تحقيق أطماعها على حساب الحقوق العربية.

 

وفي غزو أمريكا للعراق، الذي دمّره وأثار الحروب الطائفية فيه، وقفت الجامعة مكتوفة الأيدي أمام القرار الأمريكي بغزوه، مستندةً إلى أن العراق يمتلك أسلحة نووية، وهو ما ثبت عدم صحته بعد ذلك.

 

بالإضافة لقضايا حدودية اشتعلت بين مصر والسودان عام 1958، وبين الجزائر والمغرب عام 1963، واليمن الشمالي واليمن الجنوبي عام 1972، والنزاع العراقي الكويتي عام 1961، والذي أُوجدت له تسوية مؤقتة، ليعود من جديد عام 1973، وعام 1990.

 

وتوجد نزاعات أخرى تجاهلتها الجامعة؛ مثل النزاع السوري اللبناني عام 1949، وحرب الخليج الثانية عام 1990.

 

ومع اندلاع الثورات العربية وجدت الجامعة نفسها أمام تحديات كبيرة سقطت فيها أنظمة تونس ومصر.

 

أما في الثورة السورية في العام 2011، فلم تتحرك الجامعة إلا بعد سقوط أكثر من 5 آلاف مدني لتجمّد عضوية سوريا.

 

فشل الجامعة في مواجهة التحديات يعود إلى ميثاقها القاصر، الذي لا يعطي دوراً فعالاً في الحالات الطارئة والاستثنائية، بالإضافة إلى بطء كبير في التحرك الدبلوماسي.

 

ويتألف ميثاق جامعة الدول العربية من 20 مادة، تتعلّق بأغراض الجامعة وأجهزتها، والعلاقات فيما بين الدول الأعضاء، وغير ذلك من الشؤون، ويتّصف بالشمولية والتنوّع، ويجوز تعديله بموافقة ثلثي الدول الأعضاء.

 

وبالعودة إلى تاريخها؛ تأسّست جامعة الدول العربية في مارس 1945، بعضوية سبع دول؛ هي الأردن والسعودية وسوريا والعراق ولبنان ومصر واليمن، وعقدت هذه الدول أول اجتماعاتها بالقاهرة عام 1946.

 

وفي القمة الثانية ببيروت عام 1956، شاركت ثماني دول عربية بعد انضمام ليبيا عام 1953.

 

وواصلت الدول العربية الانضمام إلى الجامعة التي يقع مقرّها الدائم في العاصمة المصرية القاهرة، ليبلغ عدد الأعضاء فيها 22 دولة، وذلك بالتحاق جمهورية جزر القمر عام 1993.

 

ودولها الآن هي: الأردن، والإمارات، والبحرين، وتونس، والجزائر، والسعودية، والسودان، وسوريا، والعراق، والكويت، ولبنان، ومصر، والمغرب، واليمن، وموريتانيا، والصومال، وجزر القمر، وفلسطين، وعُمان، وقطر، وليبيا، وجيبوتي.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان