انتهت آخر الجولات بين فصائل المقاومة ،والاحتلال الإسرائيلي مع انتصاف ليل الإثنين الثلاثاء، بعدما أعلنت غرفة العمليات المشتركة في غزة التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بوساطة مصرية بدأ في تمام الساعة العاشرة مساء، إلا أن القصف استمر لفترة بعد بدء سريان الاتفاق، وتحديدا طائرات الاحتلال التي استهدفت عدة مواقع في غزة.
وقرابة الساعة العاشرة وخمسين دقيقة، استمرت طائرات الاحتلال الإسرائيلي بشن غارات على غزة، فيما أطلقت صافرات الإنذار في المستوطنات المحيطة بالقطاع، أعقبها إطلاق رشقة صاروخية من غزة، على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار.
وعادت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة في غزة، للتأكيد على "الاستجابة للوساطة المصرية لوقف إطلاق النار"، في ظل تواصل القصف، مشددة على التزامها بـ"التهدئة"، "ما التزم بها الاحتلال وسنبقى الدرع الحامي لشعبنا".
وأفاد مراسل سكاي نيوز عربية في غزة بتسجيل خرقين إسرائيليين للهدنة في قطاع غزة والتي بدأ سريانها قبل ساعات فيما أُطلقت دفعة جديدة من الصواريخ من القطاع باتجاه إسرائيل.
وقف إطلاق النار
وأعلن فوزي برهوم، الناطق باسم حركة «حماس»، أن مصر نجحت في التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
وقال برهوم، الإثنين ، لإذاعة صوت الأقصى، التابعة لحركة «حماس»: «نجاح الجهود المصرية في وقف إطلاق النار بين الاحتلال وفصائل المقاومة».
وأضافت إذاعة الأقصى، نقلاً عن برهوم، أنَّ وقف إطلاق النار يبدأ الساعة العاشرة من مساء اليوم الاثنين .
وفي ذات السياق، قال حازم قاسم، الناطق باسم حركة حماس "تعاطينا بإيجابية مع جهد وساطة مصرية للتهدئة". وأضاف:" سنلتزم بالتهدئة ما التزمت بها إسرائيل، ونحن جاهزون للدفاع عن شعبنا".
كما أصدر رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، بياناً قال فيه إن المؤسسات الحكومية، ومن ضمنها «التعليمية»، ستعمل كالمعتاد غداً الثلاثاء .
وأبلغ مسئول فلسطيني كبير، رويترز، أن إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وافقتا على وقف إطلاق النار في غزة بعد وساطة مصرية.
وقال المسئول: «تم التوصل إلى توافق بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال على وقف إطلاق النار بوساطة مصرية، سيبدأ عند الساعة العاشرة (مساء)».
وذكر تلفزيون «حماس» أيضاً أنه جرى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقالت مصادر فلسطينية إن "الجهود المصرية التي بذلت من قبل جهاز المخابرات العامة، والأممية التي بذلها المبعوث الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، نجحت بوقف التصعيد العسكري".
وأوضحت المصادر أن التفاهمات أفضت للتوصل لوقف إطلاق النار على قاعدة الهدوء مقابل الهدوء، وذكرت أن التهدئة دخلت عمليا مرحلة التنفيذ منذ الساعة العاشرة مساء الإثنين.
وقبيل دقائق من انتصاف ليل الإثنين الثلاثاء، نقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسئول إسرائيلي، تعليقه على التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، بالقول إن "كل شيء يتعلق بتصرفات حماس"، في حين نفى وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيلي، إيلي كوهين، في تصريحات للقناة 12 الإسرائيلية، الأنباء حول التوصل لأي اتفاق.
ورفض وزير التعليم الإسرائيلي وعضو المجلس الأمني المصغر (الكابينيت)، نفتالي بينيت، جهود الوساطة الرامية للتوصل إلى تفاهمات تقضي بوقف إطلاق النارـ واعتبر أن "وقف إطلاق النار في هذه اللحظة سيكون بمثابة خنوع للإرهاب ومحفز له".
واستبقت الفصائل في غزة إعلان الاتفاق، بإطلاق رشقات صاروخية صوب البلدات الاستيطانية المحيطة بالقطاع، وبعد فترة قصيرة من استهداف طائرات الاحتلال لمكتب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في القطاع.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن فصائل المقاومة في قطاع غزة، استمرت في إطلاق الرشقات الصاروخية بعد إعلانها عن بدء وقف إطلاق النار، وأطلقت منذ الساعة العاشرة، وحتى منتصف ليل الإثنين الثلاثاء، نحو 30 قذيفة صاروخية باتجاه البلدات الاستيطانية المحيطة بالقطاع.
صاروخ من 100 كيلومتر
وقرابة الساعة الخامسة والنصف من صباح الإثنين، دمر صاروخ أطلق من غزة منزلا في بلدة "مشميرت" شمالي تل أبيب، وتسبب بإصابات طفيفة.
وتزامن إطلاق الصاروخ مع زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وإلقاء خطاب في مؤتمر "إيباك" السنوي.
وحمّل الاحتلال حركة حماس مسئولية إطلاق الصاروخ الذي يصل مداه إلى أكثر من 100 كيلومتر، وقالت إنه مصنع محليا بالقطاع.
إلا أن حماس نفت ذلك، وقال مصدر في حماس لوكالة "فرانس برس" إن فصائل المقاومة "غير مهتمة" بإطلاق الصواريخ، فيما نقلت وسائل إعلام عربية عن مصدر في حماس قوله إن الصاروخ أطلق "بالخطأ".
واضطر نتنياهو إلى الإعلان عن تقصير زيارته والعودة مباشرة للبلاد بعد لقاء ترامب لإجراء مشاورات أمنية في ظل التصعيد، وبعد أن أعلنت عدة أطراف فشل الوساطة المصرية والأممية في منع التهدئة عصر الإثنين.
بدء القصف
وقرابة الساعة السادسة من مساء الإثنين، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، بشن سلسلة غارات على مواقع في أنحاء متفرقة من قطاع غزة المحاصر.
وقال الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي "في هذه الساعة بدأ جيش الدفاع شن غارات على أهداف إرهابية تابعة لمنظمة حماس الإرهابية في أرجاء قطاع غزة".
وبعد ساعات متواصلة من القصف الإسرائيلي، أطلقت فصائل المقاومة عشرات الرشقات الصاروخية باتجاه المستوطنات المحيطة بالقطاع المحاصر.
وفي وقت سابق من مساء الإثنين، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن رد فصائل المقاومة جاء إثر فشل جهود الوساطة الدولية في التوصل إلى تفاهمات تهدئة خلال الساعات الأخيرة.
وأشارت إلى أن منظومة "القبة الحديدية" اعترضت العشرات من القذائف التي أطلقت من غزة، باتحاه "سديروت" و"شاعر هنيغف"، وسط دوي متواصل لصافرات الإنذار.
وأكدت القناة 12 الإسرائيلية، أن فصائل المقاومة أطلقت أكثر من 3 رشقات صاروخية شملت كل واحدة نحو 30 صاروخًا خلال 5 دقائق، وأصابت قذيفة منزلا في "سديروت"، بإصابة مباشرة، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.
وأسفرت الغارت عن إصابة 7 فلسطينيين، بحسب وزارة الصحة. وقالت الوزارة في بيان، "إصابة 7 مواطنين بجراح مختلفة، منها 5 إصابات شمال قطاع غزة، وإصابتيْن بمدينة غزة، جراء التصعيد الاسرائيلي على قطاع غزة".
مكتب هنية واهداف في غزة
ومن المواقع التي دمرها جيش الاحتلال الإسرائيلي، مقر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إسماعيل هنية، غرب مدينة غزة.
وقال شهود عيان إن الطائرات قصفت مقر «هنية» في حي الرمال غرب غزة، بصاروخ، وهو ما أدى إلى تدميره بشكل كامل.
كما قصفت الطائرات الإسرائيلية مبنى يقع في حي الرمال غرب مدينة غزة، قالوا إنه لجهاز الأمن الداخلي، التابع لوزارة الداخلية.
وقال الجيش في بيان: «أغارت مقاتلات حربية قبل قليل على مبنى مكون من 5 طوابق في حي الرمال، تستخدم منظمة حماس لأغراض عسكرية كمكتب الأمن الداخلي».
وقصفت الطائرات مقر شركة الملتزم للتأمين والاستثمار، وسط مدينة غزة. و «الملتزم» شركة تجارية خاصة، تقدم خدمات التأمين؛ وسبق أن قصف الجيش الإسرائيلي مقرها إبان الحرب التي شنها على غزة عام 2014.
كما قصفت مروحيات الجيش الإسرائيلي موقع عسقلان التابع لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس شمالي قطاع غزة، بالإضافة إلى موقع آخر للقوة البحرية التابعة لحماس شمالي غرب مدينة غزة؛ فيما سمعت أصوات انفجارات في أرجاء متفرقة من القطاع.
وبحسب المصادر الفلسطينية، استهدف الطيران الإسرائيلي أراض زراعية فارغة في كل من مدينة دير البلح بالمحافظة الوسطى، وفي مدينتي خان يونس ورفح جنوبي قطاع غزة.
وفي وقت لاحق، قصف الاحتلال أراض زراعية في بلدة بيت حانون شمالي القطاع، وأخرى شرق غزة قرب جبل الريس، إضافة لمجموعة مواطنين شرقي الشجاعية، دون أن يبلغ عن إصابات.
وحذر إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس بغزة، في بيان سابق له، إسرائيل من "تجاوز الخطوط الحمراء".
وقال إن "المقاومة" قادرة على ردع إسرائيل.
بدورها، قالت "الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة"، في قطاع غزة، إنها أطلقت "رشقات صاروخية"، على بلدات إسرائيلية محاذية للقطاع، مساء الإثنين، ردا على الغارات التي تشنها إسرائيل.
وذكرت "الغرفة المشتركة” التي تضم الأذرع العسكرية للفصائل الفلسطينية (باستثناء حركة فتح) أنها أطلقت صواريخ على بلدات "سديروت ونتيفوت".
وأضافت "ردا على استهداف المقرات والمنشآت المدنية نعلن عن استهداف مواقع للاحتلال، وإن زاد العدو زدنا".
يشار إلى ان هذه هي المرة الثانية، التي يُطلق فيها صاروخ من غزة على منطقة وسط إسرائيل، خلال الشهر الجاري، حيث سبق أن أطلقت جهة غير معروفة صاروخا بتاريخ 14 مارس الجاري، على منطقة تل أبيب، لم يسفر عن وقوع إصابات؛ وردت إسرائيل في حينه، بسلسلة غارات على مواقع تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة.