رئيس التحرير: عادل صبري 07:50 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

«تشدُّد الحكومة» وانخفاض التأييد يُقلِّلان صخب السترات الصفراء في الأسبوع الـ19

«تشدُّد الحكومة» وانخفاض التأييد يُقلِّلان صخب السترات الصفراء في الأسبوع الـ19

العرب والعالم

السترات الصفراء

«تشدُّد الحكومة» وانخفاض التأييد يُقلِّلان صخب السترات الصفراء في الأسبوع الـ19

أحمد علاء - وكالات 23 مارس 2019 23:10

شهدت فرنسا، اليوم السبت، تظاهرات جديدة لـ"السترات الصفراء"، سارت بهدوء في باريس ومدن عدة للأسبوع التاسع عشر على التوالي، مع تجنب المتظاهرين جادة الشانزليزيه التي منعوا من التوجه إليها، وسط تدابير أمنية مشددة.

 

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية، بأنّ عدد المتظاهرين بلغ عند الثانية بعد الظهر (بالتوقيت المحلي) ثمانية آلاف متظاهر، بينهم 3100 في باريس، بحسب وزارة الداخلية، وفي الساعة نفسها من السبت الماضي، كان العدد 14500 في مختلف أنحاء فرنسا، بينهم عشرة آلاف في باريس التي شهدت أعمال نهب وتخريب في الشانزليزيه.

 

ولم يتردد الرئيس إيمانويل ماكرون والحكومة عن اللجوء إلى سبل لمنع تكرار أعمال العنف، وتبعًا لذلك، تمّ منع التظاهرات في الأماكن الرمزية ضمن 15 مدينة، فيما طلب من الجيش حماية بعض المواقع ليتفرغ عناصر الشرطة للحفاظ على النظام.

 

 

وفي العاصمة، انتشرت آليات عدة تابعة للشرطة، ومدرعات وعربات بمدافع مياه في الشانزيليزيه التي أدَّت أعمال العنف الأخيرة فيها إلى وضع الحكومة تحت الضغط.

 

وتراجع "السترات الصفر" إلى ساحة "دنفر روشرو" جنوب باريس قبل التوجه بعد الظهر إلى "ساكريه كور" (شمال) وسط هتافات "ماكرون استقالة".

 

ووعدت الحكومة بـ"التشدد" بعدما نفذت هذا الأسبوع تغييرات في أعلى هرم الشرطة التي اعتُبرت مسؤولة عن "الخلل" الذي شاب التظاهرة الـ18، فيما حذرت وزيرة العدل نيكول بيلوبيه قائلةً: "سنكون بلا رحمة مع المخربين".

 

وبعد الظهر، كان 51 شخصًا قد اعتقلوا في باريس، وتمَّ استجوب 29 آخرين لتظاهرهم في مساحة ممنوعة، كما جرت 4700 عملية تفتيش وقائية، بحسب ما ذكرت الشرطة.

 

وفي الصباح، حاول عشرات الأشخاص في نيس (جنوب شرق) التي تتحضر لاستضافة الرئيس الصيني تشي جين بينج، تحدي الحظر المفروض على التظاهر في ساحة "جاريبالدي" الواسعة والرمزية في المدينة المتوسطية، ولكن سرعان ما طوقتهم قوات الأمن.

 

 

وقالت الشرطة إنَّ ستة أشخاص أوقفوا، فيما أصيبت متظاهرة في هذه المدينة التي تترقب زيارة الرئيسين الصيني والفرنسي الاحد والاثنين.

 

وفي تولوز "جنوب غرب"، تظاهر بضعة آلاف في وسط المدينة مرددين: "نحن هنا حتى لو لم يرغب ماكرون"، غير أنهم ظلوا خارج ساحة "كابيتول" التاريخية التي منعت فيها السلطات المحلية أي تجمع حتى العاشرة مساء.

 

وبحسب السلطات، شارك السبت الماضي 32 ألف متظاهر من "السترات الصفر"، بينهم عشرة آلاف في باريس، وهو رقم يشكك فيه الحراك الذي قال من جهته إن 230,766 شخصًا شاركوا.

 

وكانت تظاهرات أخرى مرتقبة بعد الظهر في المناطق خارج باريس، فيما تخشى الشرطة من أعمال تخريب واسعة والتعرض الجسدي لقوى الأمن.

 

وقال مصدرٌ في الشرطة إنَّ اليسار المتطرف الذي كان حاضرا بقوة في باريس في 16 مارس الجاري: "يريد التحرك ولكنه يفضّل التظاهرات في المناطق".

 

وفي مدينة نانت (غرب)، انطلق نحو 400 متظاهر عند أطراف المدينة، وجرى إطلاق غاز مسيل للدموع واستخدام "الكرات الوامضة" حين أرادت الشرطة إبعاد المتظاهرين الذين رفضوا الامتثال.

 

ولا يظهر أي مخرج للأزمة رغم أن تأييد الرأي العام لـ"السترات الصفر" في انخفاض شديد (تراجع بثماني نقاط منذ أعمال العنف السبت. 

 

وتحوّل هذا الحراك الذي بدأ في نوفمبر الماضي، نتيجة استياء من الوضعين الاجتماعي والمالي، إلى احتجاج متعدد الأوجه يفتقد إلى قيادات تمثيلية، ولم يخفت مع إطلاق إيمانويل ماكرون "النقاش الوطني الكبير" في محاولة للإجابة على تطلعات الفرنسيين.

 

والأسبوع الماضي، اختتم هذا النقاش الكبير الذي تخلله انعقاد أكثر من عشرة آلاف جلسة في مختلف أنحاء البلاد، تناولت محاور متنوعة مثل القدرة الشرائية، العبء الضريبي، الصحة، الثقافة، أو التربية، وبات يتوجب على الحكومة صوغ مقترحات.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان