رئيس التحرير: عادل صبري 12:55 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

«إف 35» و«إس 400».. أزمة تسليح تزيد توتر العلاقات التركية الأمريكية

«إف 35» و«إس 400».. أزمة تسليح تزيد توتر العلاقات التركية الأمريكية

أحمد علاء 23 مارس 2019 20:09
دخلت الأزمة (ثلاثية الأبعاد) بين تركيا والولايات المتحدة وروسيا في منعطف جديد حول صفقتي مقاتلات إف 35 ومنظومة الدفاع الروسية إس 400، ما ينذر بتصعيد محتمل في الفترة المقبلة.
 
مسؤولون أمريكيون كشفوا أنّ الولايات المتحدة ستوقف الاستعدادات الخاصة بتسليم طائرات إف-35 المقاتلة لتركيا، في إشارة من جانب واشنطن على أنّ أنقرة لا يمكن أن تحوز تلك الطائرة المتطورة ونظام الدفاع الصاروخي إس-400 الروسي في الوقت ذاته.
 
وقالت القائمة بأعمال مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي كاتي ويلبارجر في تصريحات لوكالة "رويترز": "إس-400 كمبيوتر وإف-35 كمبيوتر.. لا يمكنك توصيل جهاز الكمبيوتر الخاص بذلك التابع لخصمك وهذا بالأساس ما سنفعله»، في إشارة إلى حرمان أنقرة من الصفقة.
 
وتقترب الولايات المتحدة من مرحلة فارقة في مواجهة مستمرة منذ سنوات مع تركيا، شريكتها في حلف شمال الأطلسي، بعدما فشلت حتى الآن في إقناع الرئيس رجب طيب أردوغان بأن شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية سيقوض أمن طائرات إف-35، بحسب الوكالة.
 
وأضافت ويلبارجر: "هناك قرارات تصدر باستمرار بشأن الأشياء التي يجري تسليمها تحسبا لحيازتهم الطائرات في نهاية المطاف (..) هناك أمور كثيرة سارية يمكن إيقافها لكي نبعث بإشارات إليهم بأننا جادون"، دون أن تخض في مزيدٍ من التفاصيل بشأن هذه الإجراءات.
 
في الوقت نفسه، نقلت الوكالة عن مسؤول أمريكي آخر قوله إنّ من هذه التدابير أن تبحث الولايات المتحدة عن مواقع بديلة لمستودع للمحركات في تركيا، موضحًا أنَّ البدائل المحتملة ستكون على الأرجح في غرب أوروبا.
 
اللافت أنّ هذه التصريحات تناقض ما قاله جو ديلافيدوفا المتحدث باسم مكتب برنامج الطائرات الهجومية المشتركة (JSF) التابع لـ"البنتاجون"، حيث أكد أنّ المكتب أوشك على استكمال التحضيرات الخاصة بتسليم تركيا مقاتلتين أخريَين من طراز "إف-35".
 
 
وأضاف في تصريحات لوكالة "الأناضول" التركية، أنّ التحضيرات الأخيرة جارية لإرسال المقاتلتين الجديدتين إلى قاعدة لوكا الجوية بولاية تكساس الأمريكية، لإجراء التدريبات اللازمة.
 
وتابع: "توجد في قاعدة لوكا الجوية مقاتلتان لتركيا من طراز (إف-35)، والتحضيرات الأخيرة على وشك الانتهاء، لإرسال مقاتلتين جديدتين، ونخطط لإرسال أول مقاتلتين إلى تركيا في نوفمبر المقبل".
 
وأكد أن تدريبات الطيارين الأتراك بقاعدة لوكا الجوية، ومشاركة تركيا في برنامج تصنيع "إف-35"، ستستمر ما لم يحدث أي طارئ.
 
 
وفي ديسمبر الماضي، وافقت واشنطن على بيع منظومة باتريوت المضادة للصواريخ كدليل حسن نية لإقناع أنقرة بعدم شراء الصواريخ الروسية المنافسة.
 
وتحدّثت تقارير صحفية تركية، عن أنّ أنقرة تتمسَّك بصفقة مقاتلات F-35 لكنها مستعدة للتخلي عن صواريخ الباتريوت في سبيل الحصول على الصواريخ الروسية.
 
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تشارلز سامرز قد هدَّد في وقتٍ سابق من مارس الجاري، تركيا بأنها قد تواجه عواقب خطيرة في حال اشترت المنظومة الروسية المضادة للصواريخ "إس-400".
 
كما حذّر الجنرال الأمريكي كورتيس سكاباروتي قائد قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" في أوروبا، واشنطن من إتمام صفقة بيع مقاتلات إف-35 إلى تركيا في حال إتمام أنقرة صفقة شراء منظومة صواريخ "إس-400".
 
وقال سكاباروتي خلال جلسة استماع أمام الكونجرس الأمريكي في الخامس من مارس الجاري: "أفضل نصيحة عسكرية يمكن تقديمها هي ألا نقوم بمتابعة الصفقة، والتعامل مع حليف يعمل مع الأنظمة الروسية، خاصة أن أنظمة الدفاع الجوي واحدة من بين أكثر قدراتنا التكنولوجية تطورًا".
 
يُشار إلى أنَّ تركيا استلمت أول مقاتلتين من طراز "إف 35" في يونيو من العام الماضي.
 
وفي الوقت الذي تركت فيه تركيا الباب مفتوحًا أمام احتمال شراء نظامي إس-400 وباتريوت معا، حذرتها الولايات المتحدة من أنها ستسحب عرض باتريوت ما لم تغير مسارها.
 
وقد يثير شراء تركيا نظام إس-400 خلافًا مع الكونجرس الأمريكي الذي أوقف بالفعل جميع مبيعات الأسلحة لأنقرة لحين البت في الصفقة الروسية.
 
في الوقت نفسه، حذّر مسؤولون عسكريون وخبراء من خطورة التصعيد بين واشنطن وأنقرة، حيث قال الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة إنه يأمل في أن تجد واشنطن وسيلة لحل الخلاف مع تركيا بشأن قرارها شراء منظومة إس-400 الروسية للدفاع الصاروخي، لكنه حذر من أن هذا الخلاف يشكل "مسألة شائكة".
 
وقال دانفورد أمام منتدى أمني في واشنطن: "كل من السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية لحكومتنا تجد صعوبة في القبول بفكرة وجود منظومة إس- 400 بجانب مقاتلاتنا الأكثر تطورا وهي إف-35".
 
ويمكن القول إنّ التوتر بين الولايات المتحدة وتركيا يتجاوز مقاتلات إف-35 حيث يشمل الاستراتيجية في سوريا والعقوبات على إيران واحتجاز موظفين بالقنصلية الأمريكية، وقد تتصاعد التوترات، وإذا مضت أنقرة في إبرام الصفقة الروسية فقد تواجه أيضا عقوبات أمريكية.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان