رئيس التحرير: عادل صبري 06:51 صباحاً | الجمعة 04 يوليو 2025 م | 08 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

بوتفليقة «وحيداً».. الحزب الحاكم يدعم الحراك والجيش يغازل المتظاهرين

بوتفليقة «وحيداً».. الحزب الحاكم يدعم الحراك والجيش يغازل المتظاهرين

العرب والعالم

تظاهرات الحراك الجزائري

بوتفليقة «وحيداً».. الحزب الحاكم يدعم الحراك والجيش يغازل المتظاهرين

إنجي الخولي 21 مارس 2019 04:58

انضم حزب "التجمع الوطني الديمقراطي" الحاكم إلى قافلة معارضي الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في صفعة جديدة للنخبة الحاكمة في الجزائر ،  فيما أشاد رئيس أركان الجيش أحمد قايد صالح بالمتظاهرين معتبرا أنهم "عبروا عن أهداف نبيلة" خلال الأسابيع الماضية.

 

ويعد هذان التطوران استجابة غير مسبوقة من الحزب الحاكم والجيش لمطالب الشارع الذي يشهد مظاهرات مستمرة منذ أكثر من شهر للمطالبة برحيل الرئيس بوتفليقة.

 

وانضم الحزب لمسئولين من الحزب الحاكم ونقابات عمالية ورجال أعمال كبار في التخلي عن بوتفليقة في الأيام القليلة الماضية ، حيث تشهد الجزائر منذ 22 فبراير موجة مظاهرات غير مسبوقة تطالب بـ"إسقاط النظام" ورحيل الرئيس بوتفليقة الذي يحكم البلاد منذ 20 عاما.

 

الحزب الحاكم يتخلى

 

وقال صديق شهاب المتحدث باسم الحزب لقناة البلاد التلفزيونية إن ترشح بوتفليقة لفترة رئاسة جديدة كان خطأ كبيرا.
 

وأضاف أن قوى غير دستورية سيطرت على السلطة في الأعوام القليلة الماضية وتحكمت في شئون الدولة خارج الإطار القانوني.

 

وأشار إلى أن "قوى غير دستورية كانت تتحكم في تسير الجزائر. قوى غير مهيكلة، غير دستورية، موجودة في كل مكان. الجزائر سيرت من طرف هذه القوى خلال الخمس، الست، السبع سنوات الأخيرة".

 

وأضاف شهاب أنه لا يعرف من يقرر "حقيقة" في الرئاسة.

وتابع المتحدث الذي كان زعيمه أويحيى دعم ترشح بوتفليقة لولاية خامسة، بشأن ذلك "أخطأنا التقدير، نقص الاستشراف، وأخطأنا في البصيرة".

 

وكان معاذ بوشارب منسق هيئة تسيير حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر قد اعلن ، الأربعاء "مساندة الحراك الشعبي مساندة مطلقة".

 

وأشار بوشارب الذي يشغل أيضا منصب رئيس مجلس النواب، إلى أن الحكومة الجزائرية ليست بيد الحزب العتيد.

 

وصرح منسق هيئة تسيير حزب جبهة التحرير الوطني الذي يترأسه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الأربعاء، أنه يدعم "مطالب الشعب الجزائري بالتغيير" والتي عبر عنها من خلال مسيرات حاشدة، داعيا إلى "الحوار" من أجل الخروج من الأزمة.

 

وأشار معاذ إلى أن الحكومة "ليست بيد الحزب" محاولا فصل النظام الجزائري عن حزبه الحاكم للبلاد منذ استقلالها في 1962.
 

وقال بوشارب في اجتماع لمسئولي الحزب في المحافظات "الشعب قال كلمته كاملة غير منقوصة وأبناء حزب جبهة التحرير الوطني يساندون مساندة مطلقة هذا الحراك الشعبي ويدافعون بكل إخلاص من أجل أن نصل إلى الأهداف المرجوة وفق خارطة طريق واضحة المعالم".
 

وتابع بوشارب "الشعب طالب من خلال مسيرات حاشدة بالتغيير وكان له هذا التغيير وقالها رئيس الحزب فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بصريح اللفظ والعبارة بأنه ذاهب نحو تغيير النظام" لذلك "يجب علينا جميعا (...) أن نجلس إلى طاولة الحوار للوصول إلى جزائر جديدة".

 

وفي 11 مارس تراجع بوتفليقة عن الترشح لولاية رئاسية خامسة، غير أنه سيبقى في الحكم إلى أجل غير مسمى عبر تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كانت مرتقبة في 18 أبريل  إلى ما بعد انعقاد ندوة وطنية هدفها إدخال إصلاحات وإعداد دستور جديد.

 

ويبدو أن حلفاء الرئاسة ينأون بأنفسهم واحدا بعد الآخر.وكانت ثلاث منظمات مهمة على صلة بحرب الاستقلال عن فرنسا نأت بنفسها عن المعسكر الرئاسي إثر الجمعة الثانية من المظاهرات الاحتجاجية.

 

 والجمعة، وللأسبوع الرابع على التوالي، تظاهر آلاف الجزائريين وسط عاصمة البلاد، للمطالبة برحيل بوتفليقة.

 

 

الجيش يغازل المتظاهرين

 

من جهة أخرى، قال الفريق أحمد قايد صالح رئيس الأركان الجزائري إن الجزائريين عبروا عن أهداف نبيلة، في الوقت الذي يواجه فيه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ضغوطا متنامية من المحتجين كي يتنحى.
 

وأضاف رئيس الأركان أن هذا الشهر شهد أفعالا تنم عن أهداف نبيلة ونوايا خالصة عبّر من خلالها الشعب الجزائري بوضوح عن قيمه ومبادئ العمل الصادق الخالص لله والوطن.

ونقلت وسائل الإعلام الجزائرية عن قايد صالح تصريحاته، وهي أقوى مؤشر حتى الآن على أن الجيش ينأى بنفسه عن الرئيس.

 

 ظل الجيش، الذي يلعب دورا نافذا من وراء الستار، بمنأى عن الأحداث ومن غير المرجح أن يتدخل ما دامت الاحتجاجات سلمية.

 

وكان رئيس الأركان الجيش في البداية مؤيدا قويا لتولي بوتفليقة فترة رئاسة خامسة، لكن يبدو أنه غير موقفه. فقد نأى بالجيش عن الرئيس وأعرب عن تعاطفه مع المحتجين، مؤكدا في الوقت ذاته أنه لن يكون هناك تهاون مع الفوضى.

ومن بين الشخصيات القوية الأخرى سعيد شقيق بوتفليقة الأصغر الذي لا يظهر على الساحة كثيرا. ولم يظهر الرئيس في مناسبات عامة إلا نادرا منذ إصابته بجلطة دماغية قبل خمس سنوات، ويقول المحتجون إن دائرة غير واضحة من المساعدين، من بينهم سعيد، هي التي تحكم باسمه.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان