رئيس التحرير: عادل صبري 11:48 صباحاً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

«أزمة سيولة» تلقي قنبلة دخان في صدر البشير

«أزمة سيولة» تلقي قنبلة دخان في صدر البشير

أحمد علاء 20 مارس 2019 21:58

يومًا بعد يوم، يضيق الخناق على الرئيس السوداني عمر البشير المحاصر بأزمات ومظاهرات لم تشهدها العقود الثلاثة التي جلس فيه على سدة عرش هذا البلد الإفريقي الفقير.

 

الاحتجاجات التي تطالب بتنحي البشير دخلت شهرها الرابع، دون أن تفلح الحكومة في تقديم معالجات فعلية لأسباب الأزمة وتداعياتها، في حين زادت أزمة "السيولة" وشح النقود حدة، كما تواصَل ارتفاع أسعار السلع الرئيسية، وانخفاض سعر صرف الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية.

 

ففي الوقت الذي توعد فيه تجمع المهنيين السودانيين وحلفاؤه، بمواصلة الاحتجاجات حتى تنحي الرئيس عمر البشير، أطلت من جديد أزمة السيولة وشح النقود بحسب صحيفة "الشرق الأوسط" التي نقلت عن متابعين قولهم إنّ البنوك توقّفت عن تغذية الصرافات طوال الثلاثة الأيام الماضية، دون تفسير من جهة رسمية عن أسباب الأزمة.

 

ورغم "خلوها" من النقود، فإنّ طوابير طويلة من المواطنين، شوهدت حول ماكينات صرف النقود الآلية في العاصمة الخرطوم ومدن الولايات، فيما ظلت البنوك عاجزة عن توفير السيولة اللازمة لعملائها بأي شكل من أشكال الدفع النقدي.

 

وبُعيَد طباعة عملات من فئة مائة ومائتين، تعهَّد بنك السودان المركزي، بتغذية الصرافات يوميًا بمائتي جنيه؛ لمواجهة حاجة المواطنين من النقد ورفع سقف السحب الآلي إلى ألفي جنيه يوميًّا بعد أن كان في حدود ألف جنيه، إلا أنّ سياسات الطباعة لم تفلح في مواجهة شح السيولة، فاضطر البنك المركزي لمواصلة طباعة فئات كبيرة.

 

وبحسب صحيفة "الصيحة" - المقربة من الدوائر الحكومية، فإنَّ بنك السودان سيصدر ورقة نقدية من فئة 500 جنيه (الدولار 47.5 جنيه بالسعر الرسمي، و70 جنيهًا في السوق السوداء)، كأكبر فئة في تاريخ العملات السودانية، وأن الفئة الجديدة ستكون متاحة للتداول أواخر شهر مارس الحالي.

 

في وقتٍ سابق، أعلن البنك أنَّه بدأ ضخ 200 مليار جنيه للبنوك والمصارف خلال يناير الماضي، لكنّ المحصلة التي تؤكدها الطوابير داخل البنوك وحول الصرافات الآلية تقول إنّه "لا نقود في البنوك أو ماكينات الصرف الآلي".

 

وبحسب تقارير إعلامية، فإنّ شحنة من النقود في طريقها للبلاد لحل أزمة السيولة، بيد أن نائب الرئيس عثمان محمد يوسف كبر أرجع في تصريحات تأخر وصول الشحنة لأسباب فنية، بعد أن تمت طباعتها خارج البلاد.

 

يأتي هذا فيما نقل المركز السوداني للخدمات الصحفية (حكومي) أنَّ شحنة من النقود بمبلغ 1.2 مليار جنيه وصلت إلى البلاد، ويتوقع وصول شحنة بمبلغ 2.5 مليار جنيه ستصل إلى البلاد بعد الفراغ من طباعتها، بما يسهم في توفير السيولة وتلبية احتياجات المواطنين.

 

وذكرت تقارير صحفية أنّ تجدُّد أزمة السيولة يرجع إلى أنّ البنك المركزي ووزارة المالية، وجها المليارات من الجنيهات لشراء محصول القمح المحلي من المزارعين، بعد تحديد سعره بنحو 1850 جنيهًا (38 دولارًا) للطن، وقال وكيل وزارة المالية عمر فرج الله بحسب المركز السوداني للخدمات، إنّ وزارته وجهت بنك السودان بتوفير السيولة لشراء القمح.

 

ومنذ 19 ديسمبر الماضي، يشهد السودان احتجاجات واسعة بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، احتدت عقب قرار الحكومة بزيادة سعر الخبز ثلاث مرات، وتستخدم قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وأحيانا الذخيرة الحية لفض المظاهرات فضلا عن اعتقال محتجين وشخصيات من المعارضة.

 

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى سقوط نحو 30 قتيلًا في الاضطرابات المستمرة منذ أكثر من شهر بينهم فردا أمن، وتقول منظمات حقوقية إن العدد لا يقل عن 40 قتيلًا، فيما أعلن المهدي سقوط مقتل 50 شخصًا على الأقل.

 

اقتصاديًّا، يواجه السودان صعوبات متزايدة مع بلوغ نسبة التضخم نحو 70% وتراجع سعر العملة المحلية (الجنيه) مقابل الدولار الأمريكي وسائر العملات الأجنبية، حيث يبلغ سعر الدولار رسميًّا 47.5 جنيه، لكنه يبلغ في السوق الموازية 70 جنيهًا سودانيًّا، كما يعاني 46% من سكان السودان من الفقر.

 

وفي تصريحات سابقة لـ"مصر العربية"، يقول الناشط والمعارض السياسي بكري عبد العزيز إنّ الخناق يضيق على الرئيس البشير يومًا بعد يوم، لافتًا إلى أنّ العصيان المدني الذي تمّ تنظيمه مؤخرًا حقّق نجاحًا بشكل كامل.

 

ويضيف أنّ مشكلات الشباب لا تكمن في أزمة قوانين أو أزمات اقتصادية، بل تكمن في نظام كامل يضع السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهو نظام محاصر تسبّب في فرض عقوبات على السودان.

 

ويتابع: "هذه العقوبات أثّرت على المواطن من الدرجة الأولى سواء سياسيًّا أو اقتصاديًّا، فالمواطن هو الذي يدفع الضريبة سواء بحالة القمع التي يفرضها النظام أو الانهيار الاقتصادي الذي ضرب البلاد في السنوات الأخيرة، ويجب على وسائل الإعلام تسليط الضوء على هذه الأمور حتى تتكشف الحقائق كاملة دون تزييف أو تضليل".

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان