رئيس التحرير: عادل صبري 04:52 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

نيويورك تايمز: هذا ما ستحصل عليه الدول العربية مقابل «صفقة القرن»؟

نيويورك تايمز: هذا ما ستحصل عليه الدول العربية مقابل «صفقة القرن»؟

العرب والعالم

جاريد كوشنر

كوشنر أخفق في جولته..

نيويورك تايمز: هذا ما ستحصل عليه الدول العربية مقابل «صفقة القرن»؟

إنجي الخولي 01 مارس 2019 02:39

دون أي تقدُّم يذكَر بشأن خطة تمويل ما يعرف بـ "صفقة القرن"، أنهى مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر هذا الأسبوع جولته في عدد من دول الخليج المتحالفة مع الولايات المتحدة، لحشد الدعم لخطته .. فما هو المبلغ الذي طرحه لتمرير الصفقة ؟ وماذا طلب في المقابل؟.

 

ولم تأت جولة كوشنر بشيء مختلف منذ جولته السابقة في المنطقة في شهر يونيو، إذ إنه ركَّز إلى حد بعيد على "مبادرات اقتصادية" ولوح للدول العربية باستثمارات أمريكية على حساب اتفاق الأرض مقابل السلام، الذي يعد محورياً بالنسبة للموقف العربي الرسمي.

 

وكان كوشنر قد التقى بجولته التي استمرت لأيام، زعماء كل من الإمارات والبحرين وسلطنة عمان، وقد التقى في السعودية بالملك سلمان، وولي عهده محمد، لأول مرة منذ حادثة مقتل الصحفي جمال خاشقجي في سفارة بلاده بإسطنبول، في أكتوبر الأول الماضي.

 

عشرات المليارات

 

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" تفاصيل جديدة بشأن "الصفقة الكبرى" التي تترقبها منطقة الشرق الأوسط، وذلك بعد موقف العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.

 

ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن خطة السلام الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، المعروفة بـ"صفقة القرن" ستشمل استثمار عشرات مليارات الدولارات في الضفة والقطاع ودول المنطقة.

 

وبحسب الصحيفة، تتضمن تخصيص 25 مليار دولار للضفة الغربية وقطاع غزة على مدار 10 سنوات القادمة، إضافة إلى استثمار 40 مليار دولار في مصر والأردن وربما لبنان.

 

وقالت الصحيفة إن مصادر أخرى تحدثت مع كوشنر، قالت إن المعطيات ليست دقيقة بالضرورة، ولكنهم أكدوا أن "الاستثمارات سوف تصل عشرات مليارات الدولارات".

 

وسوف تساهم الولايات المتحدة ببعض الأموال، لكن كوشنر خطط للحصول على معظم الأموال من دول في المنطقة، ومن المتوقع أن يأتي الجزء الأساسي من الأموال من "أغنى دول المنطقة" بحسب التقرير.

 

تمويل الصفقة

 

وشارك كوشنر وجيسون غرينبلات، الممثل الخاص للمفاوضات الدولية، ومحامي ترامب الخاص سابقاً، بعض تفاصيل الجزء الاقتصادي من خطتهما للسلام مع العديد من الدول العربية الغنية، لتأمين الدعم المالي من حلفاء الخليج.

 

 ويسعى كوشنر إلى استخدام التمويل الخليجي لتعزيز الاقتصاد الفلسطيني، إذا توصل الإسرائيليون والفلسطينيون إلى تسوية سياسية.

 

  وقال مسئول من البيت الأبيض، إن كوشنر طرح عناصر الخطة الاقتصادية على المنطقة، مشيراً إلى أن "الخطة الاقتصادية ستنجح فقط إذا دعمتها دول المنطقة"، مضيفاً: "هذا شق مهم للغاية من الخطة الشاملة".

وكشف الأكاديمي الإماراتي وأستاذ العلاقات الدولية، المقرب من السلطة د.عبد الخالق عبد الله، كشف عن حجم هذه المساهمات المالية، وقال في تغريدة أثارت جدلاً واسعاً على تويتر، إن "صفقة القرن الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تبلغ قيمتها 25 مليار دولار، وهي عبارة عن استثمارات بالضفة الغربية وغزة على مدى 10 سنوات، و40 مليار دولار مساعدات لكل من مصر والأردن ولبنان في حال القبول بالصفقة، التي ترتكز على مبدأ إزالة الحدود بين إسرائيل وكيان فلسطيني وفق حقائق ومعطيات سنة 2019".

 

العرب لن يتخلوا عن القدس

 

وقال مبعوث الرئيس السابق باراك أوباما للسلام، مارتين أندايك، للصحيفة الأمريكية إنه "من المستبعد قبول العرب خطة لا تحدد دولة سيادية بوضوح".

 

وبدد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، مخاوف العرب من احتمال دعم السعودية لاتفاق أمريكي ينحاز لإسرائيل فيما يتعلق بالقضايا الرئيسية، وذلك بعدما أشارت تقارير إلى أن ولي عهده المقرب من كوشنر ضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أجل دعم جهود الإدارة الأمريكية.

 

وقال دبلوماسيون ومحللون إن الضمانات الخاصة التي قدمها العاهل السعودي للرئيس الفلسطيني محمود عباس ودفاعه العلني عن المواقف العربية الثابتة في الأشهر الأخيرة ساعد في تغيير تصورات بأن السعودية غيرت موقفها تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بحسب مصادر رويترز.

 وكان دبلوماسي عربي بارز في الرياض قال للوكالة حينها: "في السعودية الملك هو مَن يتخذ القرارات بشأن هذه القضية الآن وليس ولي العهد".

 

وأضاف: "خطأ الولايات المتحدة أنها اعتقدت أن بإمكان دولة واحدة الضغط على بقية الدول للتسليم، لكن الأمر لا يتعلق بالضغط. لا يملك زعيم عربي التخلي عن القدس أو الفلسطينيين"، على حد تعبيره.

 

وتقول "رويترز" حول أسباب إخفاق جولة كوشنر، إن الخطة التي عرضها صهر ترامب لم تأخذ في الاعتبار -على ما يبدو- المطالب العربية التي جرى إقرارها سابقاً بشأن وضع القدس وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة ووضع المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، بحسب مصادرها.


إذ يرفض الفلسطينيون مناقشة أي مخطط للسلام مع الولايات المتحدة منذ اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عام 2017 بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما أعلن عدد من الزعماء العرب رفضهم لأي اتفاق لا يتناول وضع القدس أو حق اللاجئين في العودة.
 

وبموجب مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية في عام 2002، عرضت البلدان العربية تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل اتفاق مع الفلسطينيين على إقامة دولة والانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي التي احتلتها عام 1967.

 

وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، استبق نتائج جولة كوشنر في المنطقة بتصريحات لصحيفة الجارديان البريطانية، الثلاثاء، قال فيها إن "قطر غير مهتمة بالصفقة طالما أنها لا تمثل حدود عام 1967، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، فضلاً عن تسمية مدينة القدس عاصمة فلسطين".

 وأضاف آل ثاني أن كوشنر كان قد أخبره بأن "خطته للسلام بين إسرائيل وفلسطين ستكون جاهزة في غضون أسابيع".

 

وقال الوزير القطري إن على القوى الدولية بما فيها الولايات المتحدة إلى أن تكون "أكثر شمولاً في مقاربتها للمنطقة". مشيراً إلى أن "سياسة الاستقطاب والقمع في الشرق الأوسط ستؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة ما لم تتخذ الدول خطوات لإصلاح وتهدئة التوترات"، بحسب وصفه.


وكوشنر مسئول عن السياسة الإسرائيلية الفلسطينية منذ نحو عامين، لكنه لم يعلن حتى الآن تفاصيل محددة بشأن الجهود الأمريكية التي أطلق عليها ترامب "صفقة القرن".

وقال كوشنر في مقابلة يوم الاثنين إن واشنطن ستطرح خطتها للسلام بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في التاسع من أبريل نيسان. ومرت مواعيد محددة سابقا دون أي إعلان.

 

وأضاف أن الخطة ستبني على جهود سابقة، منها اتفاقات أوسلو في التسعينات التي شكلت حجر أساس لدولة فلسطينية، وأنها ستحل مسائل الحدود وقضايا الوضع النهائي. لكنه لم يذكر تحديدا دولة فلسطينية.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان