رئيس التحرير: عادل صبري 08:17 صباحاً | الأحد 06 يوليو 2025 م | 10 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

أضرار حظر ألمانيا تصدير السلاح للسعودية تتفاقم.. وهذا شرطها لإنهاء الوقف

أضرار حظر ألمانيا تصدير السلاح للسعودية تتفاقم.. وهذا شرطها لإنهاء الوقف

العرب والعالم

وقف تصدير السلاح الألماني إلى السعودي

أضرار حظر ألمانيا تصدير السلاح للسعودية تتفاقم.. وهذا شرطها لإنهاء الوقف

إنجي الخولي 21 فبراير 2019 05:55

بعد مرور 6 أشهر تقريباً على قرار ألمانيا وقف جميع صادرات معدات الأسلحة إلى ثاني أكبر مستهلك لها، المملكة العربية السعودية، ، بدأت عواقب القرار تظهر والضغوط الأوروبية تزيد لتجميد الوقف.. فكيف تأثرت المملكة ولماذا يضغط المصدّرين الرئيسيين الآخرين للسلاح؟ وما هو شرط برلين للتراجع؟.

 

وجاء الحظر الألماني الذي أقرته حكومة أنجيلا ميركل في أكتوبر الماضي، وسط غضب شديد بسبب التدخل الذي قادته السعودية في اليمن وقتل الكاتب بصحيفة "واشنطن بوست" جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، حيث خلصت وكالة الاستخبارات المركزية لاحقاً إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هو مَن أصدر الأوامر بقتل خاشقجي.

 

 

مثالاً يحتذى به

 

أشاد نشطاء حقوق الإنسان بألمانيا باعتبارهاً مثالاً يحتذى به على المستوى الدولي في ذلك الوقت؛ نظراً لأن صادرات ألمانيا إلى المملكة تضاءلت إلى حد كبير مقارنة بصادرات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في السنوات الأخيرة.

 

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ان أي من هذه الدول لم يقرر بعد الانضمام إلى الألمان، ولكن بعد مرور 6 أشهر تقريباً، بدأت عواقب القرار تظهر الآن في بعض هذه الأماكن.

 

تتزايد المخاوف في بريطانيا وفرنسا من أن الحظر الألماني قد يكون له تأثير كبير على صادرات معدات الأسلحة إلى السعودية من دول أوروبية أخرى.

 

فقد أقر ممثلو شركة BAE Systems، وهي شركة الأسلحة الرئيسية في بريطانيا، بقلقهم بشأن إمكانية وصولهم في المستقبل إلى الأجزاء المهمة من طائرات يوروفايتر تايفون، التي يجري إنتاجها جزئياً في ألمانيا.

 كما أثَّر حظر الصادرات على صواريخ جو – جو المخصصة لهذه الطائرات، التي ينتجها مشروع مشترك مملوك جزئياً لشركة الطيران الأوروبية Airbus، التي تعد ألمانيا من المساهمين فيها.

 

عندما حظرت حكومة ميركل المبيعات للمملكة في العام الماضي، لم تمنع فقط المنتجات المجمّعة بالكامل مثل السفن، ولكن أيضاً المكونات عالية التقنية التي تستخدمها الشركات في جميع أنحاء أوروبا.

 

ربما تكون ألمانيا قد خفضت مؤخراً صادراتها الإجمالية من الأسلحة، لكنها تظل مركزاً أوروبياً لمثل هذه المكونات عالية التقنية.


وأحدثت الاضطرابات في سلسلة التوريد استجابة لاذعة من الرئيس التنفيذي لشركة Airbus، توماس إندرز، الذي نقلت عنه وكالة Reuters الأسبوع الماضي قوله: "لقد كان الأمر مثيراً لجنوننا في شركة Airbus لسنوات، إذ إنه عندما يكون هناك فقط جزء ألماني صغير ضمن طائرات الهليكوبتر على سبيل المثال، فإن الجانب الألماني كان يمنح نفسه الحق في منع بيع مروحيةٍ فرنسية مثلاً".

 

 

معاناة المملكة

 

بالنسبة إلى منتقدي حقوق الإنسان، هذا هو المطلوب من الحظر، حيث لا يوجد مخرج سهل للسعوديين لاستيراد الأسلحة.

 

عندما وافق السعوديون على شراء أكثر من 70 طائرة مقاتلة أوروبية قبل عقد من الزمن، لم يشتروا الطائرات فحسب، بل اشتروا أيضاً حزمة كاملة تتضمن تدريباً للطيارين والصيانة على المدى الطويل.

 

 ولصيانة الطائرات، يتعين على شركة BAE Systems استبدال مكونات يصعب الوصول إليها الآن.
 



ونقلت صحيفة Financial Times ومقرها لندن عن شخص لم تسمه قوله يوم الإثنين: "سنصل قريباً إلى النقطة التي لا يستطيع فيها السعوديون الطيران بطائراتهم".


مع تدخُّلها المستمر في اليمن، قد تأتي مشاكل الإمداد في وقت حساس بالنسبة للسعودية، ولكن الأمر نفسه ينطبق على الشركاء التجاريين الأوروبيين للمملكة.

 

 فمع تبقي شهر واحد فقط قبل مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، يتشكل الخلاف بين لندن وبرلين ليمثل نقطة خلاف أخرى.

 

لا اتفاق أوروبي

 

خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون وجود اتفاقات مسبقة يمكن أن يعطل سلاسل التوريد – مثل شركة BAE Systems – إلى حد أكبر بكثير من الحظر الألماني على صادرات الأسلحة.


بالنسبة لمؤيدي الاتحاد الأوروبي، تتركز مخاوف شركة BAE Systems على الحاجة في الحفاظ على العلاقات التجارية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

 

أما بالنسبة لمعارضي الاتحاد الأوروبي، يبدو أن الحظر الألماني وتأثيراته في جميع أنحاء القارة يثبت العكس.

 

فيقولون إنه ما دامت أوروبا لا تستطيع الاتفاق على قضايا مثل أطر صادرات الأسلحة المشتركة، فإن الاتحاد يظل تجربة "معيبة" إلى حد كبير في توحيد الدول القومية المختلفة.
 


هذا القلق لا يقتصر حصراً على معارضي الاتحاد الأوروبي؛ إذ وسط تداعيات حظر الصادرات الألمانية إلى السعودية، شرعت ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بذل جهود مشتركة لتطوير إطار لصادرات الأسلحة الأوروبية، والذي سيجعل جميع أعضاء الاتحاد ملتزمين بمعايير معينة للموافقة على مبيعات الأسلحة في الخارج.

 

 حتى الآن، يتخذ مشرِّعو الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي هذه القرارات بناءً على معاييرهم الخاصة.

 

وقالت ميركل خلال مؤتمر الأمن في ميونيخ في نهاية الأسبوع الماضي: "إذا لم تكن لدينا ثقافة مشتركة لصادرات الأسلحة في أوروبا، فإن تطوير نظام الأسلحة المشترك سيتعرض للخطر".

 

صراع اليمن يحسم القرار 

 

والأربعاء ، أكدت الحكومة الألمانية أنها متمسكة بتجميد صادرات السلاح للسعودية، مقاومة بذلك ضغوطا لتخفيف موقفها بعد انتقادات من بريطانيا وشركات دفاعية، بينها إيرباص، تقول إنه يضر التجارة.

 

وحث وزير خارجية بريطانيا جيريمي هنت ألمانيا على تخفيف موقفها، قائلا إن من "الضروري" إعفاء المشروعات الدفاعية الكبرى من قرار وقف مبيعات السلاح للسعودية وإلا تضررت مصداقيتها التجارية.


وقالت متحدثة باسم وزارة الاقتصاد الألمانية إنه لا يوجد تغيير وشيك.


وأضافت "وجهة نظر الحكومة واضحة ولا يوجد موقف جديد. لا يوجد مبرر حاليا لمزيد من الموافقات".
 


وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن القرارات بشأن شحنات الأسلحة إلى السعودية مرتبطة بالصراع في اليمن.

وأضاف ماس للصحفيين، بعد لقائه مع هنت في برلين "لا نسلم أي أسلحة للسعودية في الوقت الحالي وسوف نتخذ القرارات المستقبلية بناء على تطورات صراع اليمن وما إذا كان يتم تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه في محادثات السلام بستوكهولم".

 

ورفض وزير المالية الألماني أولاف شولتس، في تصريحات منفصلة، الحديث عما إذا كانت الحكومة الألمانية ستمدد قرار التجميد لما بعد التاسع من مارس المقبل.

 

 وقال "نراجعه دوريا وسنصدر قرارات جديدة على هذا الأساس".




وفي رسالة إلى ماس هذا الشهر، قال هنت إنه يشعر "بقلق بالغ" من تأثير القرار "على قطاعي الصناعات الدفاعية البريطاني والأوروبي والعواقب على قدرة أوروبا على الوفاء بالتزاماتها تجاه حلف شمال الأطلسي".

 

وأضاف أن قرار برلين يؤخر تسليم المقاتلات يوروفايتر تايفون وتورنيدو وهوك، وقد يتسبب في وقوع غرامات تعاقدية على 500 شركة ضمن سلسلة توريد بي.إيه.إي سيستمز البريطانية.


وتابع هنت قائلا إنه يرى احتمالا بأن تتحول السعودية إلى الإمدادات الروسية أو الصينية في المستقبل.


وفي إشارة إلى الصراع في اليمن، حيث تقاتل الحكومة المدعومة من السعودية حركة الحوثي الموالية لإيران، قال هنت أيضا إنه يشعر بقلق بالغ من أن يضعف تجميد صادرات السلاح القدرة على التأثير في شخصيات رئيسية خلال الشهور القليلة المقبلة في عملية السلام.


وجاءت رسالة هنت شديدة اللهجة بعد شكاوى في الأسبوع الماضي من مسئول كبير في شركة إيرباص قال لرويترز "إن القرار الألماني يمنع بريطانيا من إتمام بيع 48 مقاتلة يوروفايتر تايفون للرياض، كما أخر مبيعات محتملة لأسلحة أخرى مثل طائرة النقل العسكري إيه-400إم".

 

والمقاتلة يوروفايتر من صنع كونسورتيوم من أربع دول، هي ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، تمثله شركات إيرباص وبي.إيه.إي سيستمز البريطانية وليوناردو الإيطالية.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان