رئيس التحرير: عادل صبري 06:41 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

10 ملايين إنسان يدفعون تكلفة الحرب.. المجاعة تلتهم اليمن

10 ملايين إنسان يدفعون تكلفة الحرب.. المجاعة تلتهم اليمن

العرب والعالم

المجاعة في اليمن

10 ملايين إنسان يدفعون تكلفة الحرب.. المجاعة تلتهم اليمن

أحمد علاء 20 فبراير 2019 20:21

"10 ملايين شخص على شفى المجاعة التامة، أكثر من 3 ملايين في حالة سوء تغذية تامة نصفهم من الأطفال".. صرخة أخرى، استغاثة، نذير كارثة، كل هذا أصبح عاديًّا، فاليمن بات أسوأ مأساة إنسانية على مستوى العالم.

 

وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك قال إنّ هناك 10 ملايين يمني على شفى المجاعة التامة، لافتًا إلى وجود أكثر من ثلاثة ملايين في حالة سوء تغذية تامة نصفهم من الأطفال.

 

وأضاف أنّ أكثر الاحتياجات تتركز في مناطق اللجوء والنزوح، لا سيّما في محافظة حجة، لافتًا إلى أنّ الاقتصاد اليمني منهار وقيمة الريال رغم تحسنها بعد ضخ مال سعودي في البنك المركزي لا يزال منخفضًا جدًا.

 

 

يشهد اليمن - أفقر دول شبه الجزيرة العربية - حربًا منذ 2014 بين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، تصاعدت في مارس 2015 مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري دعمًا للقوات الحكومية.

 

ومذّاك، قُتل في الحرب نحو عشرة آلاف شخص، وفق منظمة الصحة العالمية، بينما تقول منظمات حقوقية مستقلة إن عدد القتلى الحقيقي قد يبلغ خمسة أضعاف ذلك.

 

تصريحات المسؤول الأممي جاءت خلال جلسة عقدها مجلس الأمن مساء أمس بشأن اليمن، لكنّها تنضم إلى سلسلة طويلة من التقارير التي كشفت مآسي يمنية يعانيها المدنيون.

 

فيوم الخميس الماضي، حذّرت الأمم المتحدة من أن الأزمة الإنسانية تتفاقم في ظل استمرار النزاع بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليًّا والحوثيين.

 

 

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية - في بيان - إنّ الأزمة الإنسانية في اليمن تبقى الأسوأ في العالم، موضحًا أنّ تقديراته تشير إلى أنّ 80% من السكان، أي نحو 24 مليون شخص، بحاجة إلى مساعدة غذائية أو حماية، بينهم 14.3 مليون شخص بشكل عاجل.

 

وأضاف أنّ عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة أو حماية بشكل عاجل ارتفع بنسبة 27% مقارنة بالعام الماضي، مشيرًا إلى أنّ ثلثي المناطق دخلت مرحلة ما قبل المجاعة.

 

من تلك التقارير ومن أكثرها بشاعةً، قالت منظمة الصحة العالمية إنّ عشرات الآلاف من رُضَّع اليمن يمرون بمأساة غير مسبوقة, وصرح الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي للمنظمة بأنّ "المعاناة الإنسانية والاحتياجات الصحية فى اليمن وصلت لمستوى غير مسبوق".

 

الأمهات المصابات بسوء التغذية تعجز عن إرضاع أطفالهن الذين يعانون أيضًا من سوء التغذية، بحسب المنظري الذي يؤكد أنّ هناك عائلات بأكملها أصيبت بالكوليرا وأمراضًا أخرى.

 

أيضًا، السكان الذين سقطوا في براثن الفقر المدقع بسبب الحرب غير قادرين على شراء الطعام لأسرهم، وحين توفر المرافق الصحية الرعاية الطبية المجانية، فإنّ الكثير من اليمنيين يعجزون عن تحمل تكاليف النقل العام للوصول لهذه المرافق، وتضطر العديد من العائلات لبيع ممتلكاتها لشراء الأدوية.

 

يذكر المسؤول الدولي في بيانه المأساوي: "على الرغم من التحديات الجسيمة التي تعيق استجابتنا، يستمر التزامنا بإنقاذ الأرواح في اليمن، ولضمان استمرارية عمل المستشفيات، نقوم بإمدادها بالوقود والمياه النظيفة والأدوية وسيارات الإسعاف"

 

ويتحدث عن "دعم مراكز علاج الإسهال والأمراض الأخرى ومراكز التغذية العلاجية للأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم المصاحب لمضاعفات طبية، كما نحرص على ضمان استمرار العاملين الصحيين في الإبلاغ عن الأمراض من خلال توفير فرق الاستجابة السريعة والفرق الطبية المتنقلة".

 

 

طرفا الحرب يتبادلان الاتهامات فيما يتعلق بتفاقم المأساة الإنسانية، إلا أنّ المواطن اليمني بدا وكأنّه في حاجة إلى وقف الحرب بشكل عاجل منعًا لمزيدٍ من الكلفة، وهو ما يتطلب على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات حاسمة من أجل وقف الحرب.

 

ولا يمكن تبرئة أيّ من طرفي الحرب عن المأساة الإنسانية في اليمن، وميدانيًّا لا يزال الحوثيون يسيطرون على شمال اليمن، في حين ما زال التحالف الذي تقوده السعودية يحاول وضع حد للانقلاب دعمًا للحكومة اليمنية الشرعية.

 

وحتى هذه اللحظة لا تُعرف أعداد الوفيات من جراء الأزمة الإنسانية، فالسلطات غير قادرة على إجراء إحصاء دقيق لذلك، وأواخر العام الماضي، أعلنت منظمة "أنقذوا الطفولة" أنّ نحو 50 ألف طفل يمني يمكن أن يكونوا ماتوا خلال العام 2017 بسبب الجوع.

 

"من يتحمل المسؤولية عن تلك المآسي؟".. لعله السؤال الذي ربما لم يعد في حاجة إلى إجابة، فكل التقارير تتحدث عن مسؤولية لكلا الجانبين عن ارتكاب الجرائم ضد المدنيين، فالعديد من التقارير حمّلت التحالف العربي والمليشيات الحوثية المدعومة من إيران بارتكاب ما يرتقي إلى اعتباره جرائم حرب، فرضت مطالب دولية عاجلة بوقف الحرب وإيجاد حل سياسي يوقف معاناة المدنيين.

 

الدكتور عمر الشرعبي "كبير باحثين" في مشروع الاستجابة الطارئة في اليمن، تحدث لـ"مصر العربية" عن تلك المآسي الإنسانية في البلاد، وكشف أرقامًا مفزعة عن مأساة اليمن.

 

يقول الشرعبي إنّ التقارير الدولية بشأن الأوضاع الإنسانية في اليمن ترى أنّها الأسوأ عالميًّا، لكن هنالك دراسة مهمة ودقيقة النتائج بشكل كبير جدًا أشرف عليها البنك الدولي، توصلت إلى نتائج خطيرة.

 

الباحث اليمني - من خلال تجربته وعمله على الدراسة مع مجموعة من المتخصصين باعتباره كبير باحثين لمشروع البنك الدولي التابع للأمم المتحدة للاستجابة الطارئة في اليمن - يوضح أنّها هدفت إلى معرفة المناطق المهددة لخطر المجاعة ومعرفة مدى انعدام الأمن الغذائي فيها.

 

خلصت تلك الدراسة المستفيضة - يوضح الشرعبي - أنّ دولة اليمن تعاني من ماسأة إنسانية مهولة وأنّها الأسوأ عالميًّا بأرقام مخيفة، حيث أنّ أكثر من 18 مليون شخص يعانون من قلة الغذاء وانعدامه لقلة الدخل للأفراد والأسر بشكل عام، وأكثر من 12 مليونًا يعانون من قلة الدواء وعدم توفره لهم وذلك لعدم مقدرتهم لشرائه إجمالًا.

 

وهناك أيضًا مأساة أخرى، بحسب الباحث، تتمثل في أنّ أكثر من ثلاثة مليون ونصف من الأطفال يعانون من سوء تغذية حاد بالإضافة إلى الحوامل.

 

ويشير إلى عدم صرف الرواتب للموظفين لمدة أكثر من عام ونصف من قِبل الأطراف السياسية، ومنها الحكومة الشرعية التي أخطات بقرارها المتسرع بنقل البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن رغم التقارير للخبراء الاقتصاديين الذين قدموا تقريرًا استراتيجيًّا بخطورة هذه الخطوة، لما يمثله ذلك من كوارث اقتصادية على الشعب.

 

ويتابع: "قرار رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي هو القشة التي قسمت ظهر البعير، وجعلت من جماعة الحوثي يلقون المسؤولية للحكومة الشرعية بعدن أو الرياض حسب تواجدها، وأرى أنّ الحكومة الشرعية أصبحت ولا زالت في تخبط اقتصادي وإداري، وهو سبب رئيسي أيضًا إلى جانب الصراع والأزمة التي ضاعفت المأساة في اليمن".

 

من أجل مواجهة هذه المأساة، يتحدث الشرعبي عن سيناريوهين، الأول تكثيف المساعدات وأن يتم الصرف مباشرة للحالات المستحقة عبر منظمات مدنية تعمل في العمل الطوعي تحت إشراف البنك للدولي واليونيسف.

 

أمّا السيناريو الثاني، فهو يتمثل في أنّ تسعى المنظمات الدولي للضغط على أطراف الصراع في اليمن للوصول للحل السياسي، والأهم ضغط البنك الدولي كونه الذراع المالي والاقتصادي للأمم المتحدة، متحدثًا عن دور واضح للولايات المتحدة وروسيا في تعقيد الأزمة والصراع في اليمن أو حلها.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان