رئيس التحرير: عادل صبري 09:30 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

في الذكرى الثامنة لثورة 17 فبراير.. لا منتصر في ليبيا

في الذكرى الثامنة لثورة 17 فبراير.. لا منتصر في ليبيا

العرب والعالم

ثورة ليبيا

في الذكرى الثامنة لثورة 17 فبراير.. لا منتصر في ليبيا

أيمن الأمين 16 فبراير 2019 12:45

8 سنوات مرت على ثورة السابع عشر من فبراير، ولا يزال الليبيون يبحثون عن وطنهم الذي مزقته الانقسامات والصراعات المسلحة، حولت ساحات البلد المتحارب لبركة من الدماء، ورغم كل تلك الصراعات "فلا منتصر في ليبيا".

 

اقتتال عسكري وعشائري وديني، هذا داخليا، أما على الجانب الخارجي فالأجندات والأطماع تجاه البلد النفطي لم تتوقف يوما، واضعة بلاد المختار في نفق مظلم، دفع المراقبون لوصف الأزمة الليبية الأعقد في العالم إلى جانب الأزمة السورية واليمنية.

 

ففي وقت كان الليبيون يطمحون إلى بناء بلد ديمقراطي تعددي مستقر، عصفت التناقضات الداخلية والتدخلات الخارجية بثورة 17 فبراير2011، وما زالت الأزمة التي أنهت منطق الدولة تراوح مكانها، ولم تستقر الأطراف المتصارعة على أرضية مشتركة لإنهاء الانقسام السياسي وفوضى السلاح والمليشيات.

 

الليبيون لم يعرفوا في السنوات السابقة سوى الرصاص والاغتيالات، فالعام المنصرم بات واحدا من أصعب الأعوام التي مرت على بلاد المختار.

ليبيا  2019، لم تختلف عن سابقاتها، فالحرب لم تتوقف في الجنوب، يقابلها عمليات عسكرية في الشرق والوسط، وانقسام سياسي بين طرابلس وبنغازي وطبرق.

 

واستمرت الانقسامات السياسية والصراعات المسلحة التي أصابت ليبيا، إذ تنافست حكومتان على الشرعية والسيطرة على البلاد، وفترت جهود الأمم المتحدة لتوحيد الأطراف.

 

وبعد 8 سنوات من ثورة 17 فبراير، لا يزال الليبيون يبحثون عن الدولة، تبادل ستة مبعوثين دوليين الأدوار بحثا عن مخرج لأزمة يشتبك فيها داخليا السياسي بالعسكري والعشائري والديني، وخارجيا بالأطماع والأجندات الدولية تجاه البلد النفطي، ولم يلح بعد ضوء في نهاية النفق، في انتظار اختبار الانتخابات الرئاسية والتي قد تهدأ بها بلاد الصحراء.

وتشهد ليبيا منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011 حالة من الفوضى، وتتنازع السلطة في البلاد جهتان، هما حكومة الوفاق الوطني في طرابلس المعترف بها دوليا، والحكومة المؤقتة في شرق ليبيا غير المعترف بها دوليا والمرتبطة باللواء المتقاعد خليفة حفتر.

 

 

ولا توجد في ليبيا سلطة مركزية واحدة متمثلة في حكومة تضم مختلف الأطراف لتأمين العملية الانتخابية.

 

فليبيا بعد 8 سنوات من الثورة، لم يستطع أحد تهدئة القوى المتقاتلة فيها، خصوصا في ظل تكافؤ القوى القتالية والتي برزت في الآتي: حكومة فايز السراج، أحد القوى السياسية التي برزت على الساحة الليبية مؤخرا، كممثل للثورة الليبية والذي جاء وفق تفاهمات دولية ليرأس حكومة الوفاق المعترف بها دوليا.

الرجل الثاني في ليبيا الجنرال العسكري خليفة حفتر، والذي استطاع أن يكون رقما صعبا في المعادلة الليبية بعد سيطرة قواته على القسم الأكبر من الشرق الليبي والهلال النفطي.

أيضا، القبائل الليبية في الغرب والجنوب، أيضا أثرت على استمرار الوضع في ليبيا على ماهو عليه الآن، بسبب سيطرة تلك القبائل على مناطق كبيرة عقب سقوط القذافي.

 

الناشط السياسي الليبي محمد الصورمان أحد شباب ثورة 17 من فبراير، قال: "خرجنا ضد نظام معمر القذافي طلبا للحرية، ضد نظام تحكم في الليبيين في كل شيء حتى الأنفاس كنا نشعر أن عليها رقيب، ونجحت ثورتنا في بداياتها حتى بدأت فتنة الانقسام والتي قسمت البلاد.

 

وأوضح في تصريحات سابقة لـ"مصر العربية" أن الانقسام السياسي أدى إلى تكدس السلاح في البلاد وتهريبه إلى الشعب الليبي ما يستحيل على أي قوى الآن لملمة هذا السلاح، الذي أدى بعد ذلك إلى عرقلة كل المصالحات التي طرحت عبر 5 مبعوثيين أمميين.

أيضا الأطماع الخارجية عربية قبل الأجنبية، كانت أحد أسباب إرباك الثورة، التي لم يعد لديها حتى ما يؤيدها بالكلام، قائلا: الحل السياسي في ليبيا يصعب تحقيقه.  

 

وحول قول البعض بأن الانتخابات المقبلة قد تنقذ ليبيا، أشار الناشط الليبي إلى أن الانتخابات لن تضف جديدا لليبيين، ولم توقف آلة الحرب الغاشمة التي قتلت الآلاف، بسبب انتشار المليشيات المسلحة.

 

هذا، وعلى الجانب الآخر، فليبيا العام الجاري، كانت التفجيرات والاغتيالات سمة أيامها، فهزت تفجيرات مروعة غالبية المناطق في عام 2018، مخلفة مئات من القتلى والجرحى، غالبية تلك التفجيرات وقعت في مدينة طرابلس.

التفجيرات التي ضربت ليبيا وقعت غالبيتها في مناطق بالعاصمة الليبية طرابلس، الواقعة تحت سيطرة حكومة فايز السراج.

 

وكان أخطر تلك التفجيرات كان الذي استهدف مفوضية الانتخابات الليبية في طرابلس في مايو الماضي،  وأسفر عن مقتل 15 شخصا وإصابة 20 آخرين.

 

في حين استهدف تفجير انتحاري مقر الخارجية الليبية بالعاصمة طرابلس أسفر عن مقتل 3 أمنيين و 21 جريحا، نهاية العام المنصرم.

 

على الجانب الآخر، فلم تتوقف آلة الحرب في الجنوب الليبي تارة بين قوات تابعة لحكومة فايز السراج، وتلك الأخيرة بين قبائل ليبية وجماعات مسلحة تشادية.

 

الجنوب أيضا تضربه الصراعات المسلحة، بعد تكثيف الجنرال الليبي خليفة حفتر من تواجده في تلك المنطقة مؤخرا.

 

وتنامت التنظيمات المسلحة بشكل ملفت، خاصة في الجنوب الليبي، وعلى رأسها الجماعات التشادية، والتي نفذت مؤخرًا العديد من عمليات القتل والخطف.

 

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان