رئيس التحرير: عادل صبري 09:50 صباحاً | الثلاثاء 23 أبريل 2024 م | 14 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

ملايين الدولارات و«جبل من الذهب».. أين يخفي  «داعش» ثروته؟

ملايين الدولارات و«جبل من الذهب».. أين يخفي  «داعش» ثروته؟

العرب والعالم

ذهب داعش - أرشيفية

ملايين الدولارات و«جبل من الذهب».. أين يخفي  «داعش» ثروته؟

إنجي الخولي 15 فبراير 2019 06:14

مساحة الأراضي "الشاسعة" التي كان يطلق عليها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) سابقاً "أرض الخلافة" أصبحت لا تتعدى الكيلو متر.. ولا يزال مصير أطنان الذهب والثروة المالية التي كانت بحوزة التنظيم مجهولا..فهل تتمكن أمريكا من الاستيلاء على ثروة التنظيم؟.

 

 

نشر موقع إذاعة VOA الأمريكية تقريراً قال فيه إن تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» يتعرض لضغوط في معقله الأخير بمحافظة دير الزور السورية، وربما يخفي جبلاً من الذهب المهرّب من المحافظات السورية الأخرى ومن العراق المجاور، حسب ما نقل عن المرصد السوري.

 

 ويضيف المرصد أنه كان لديه تأكيد من أرض الواقع بأن داعش يحتفظ بـ40 طناً من الذهب في سوريا.

 

 وتابع: "هذه الكميات من الذهب كان يحتفظ بها داعش منذ أواخر عام 2017، وتحديداً في النطاق الشرقي من سوريا الخاضع للتنظيم، وهناك ملايين الدولارات جرى تخزينها في محافظة دير الزور إلى جانب الذهب".

موقع الإذاعة الأمريكية قال إن المرصد لم يكن واضحاً فيما إذا كان الذهب مدفوناً في قرية باغوز أم مخبأً في الأنفاق على الحدود السورية العراقية، أم مخبأً في المناطق التي استولت عليها مؤخراً قوات مدعومة من أمريكا.


 

 ويقول المرصد إن الذهب "سُرق من البنك المركزي في الموصل، ومن الاقتصاد السوري الذي كان تحت سيطرة داعش، ومن بيع الآثار السورية والعراقية، مثل الآثار المهربة من تدمر التي بيعت إلى المهربين".

 

وعود وتحقيق
 

وأكد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي يدعم مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية في آخر هجوم ضد داعش في شرق سوريا، أنه ليس على علم بمثل هذه التقارير.

 

إلا انه وطبقًا لما أورده موقع "نتسيف نت" الإسرائيلي، والذي يجمع معلوماته بمنهج استخبارات المصادر المفتوحة، تحاول قوات التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية احتلال المعقل الأخير لتنظيم "داعش"، بغية السيطرة على 40 طنًّا من الذهب.

 

وأضاف أنه تم تقديم وعود لقادة تنظيم "داعش" من جانب التحالف، بأنه في حال تسليم أطنان الذهب للقوات التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، فإنهم سوف يحصلون على حماية تتمثل في فتح معبر آمن لهم ولعائلاتهم إلى المناطق التي سيختارونها بأنفسهم.

 

وأشار الموقع إلى أن حساب قيمة الذهب الذي يسيطر عليه تنظيم ”داعش“ وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية للاستيلاء عليه تقدر بحوالى 1.7 مليار دولار.


وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في   ديسمبر الماضي سحب القوات الأمريكية من سوريا، مبررًا ذلك بأنه تم القضاء على تنظيم "داعش" ولم تعد هناك حاجة لبقاء القوات الأمريكية العاملة هناك.

 

وأشار وقتها عبر حسابه على "تويتر" إلى أن الولايات المتحدة ألحقت هزيمة بالتنظيم، وغرَّد قائلًا: "لقد ألحقنا هزيمة بتنظيم داعش في سوريا، وهو السبب الوحيد لوجودنا هناك".

 

 

تفتت التنظيم

 

وصرح المتحدث باسم التحالف، الكولونيل شون ريان، لإذاعة صوت أمريكا عبر البريد الإلكتروني يوم الأربعاء 13 فبراير 2019 بأنهم يحققون في تلك المزاعم.

وتقدر قوات سوريا الديمقراطية المحسوبة على أكراد سوريا والمدعومة من واشنطن أن هناك نحو 3000 من مقاتلي التنظيم، معظمهم أجانب، عازمون على القتال حتى الموت.

 

 وتقول قوات سوريا الديمقراطية إن تقدّمها قد تباطأ بسبب الألغام الأرضية والهجمات الانتحارية واستخدام للمدنيين كدروع بشرية.

 

ومن جانبه ، قال نبيل حسن، مدير مخيم الحول في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، لإذاعة صوت أمريكا: "أن أكثر من 23 ألف شخص غادروا منازلهم الأسبوع الماضي وسط الاشتباكات، ومن المتوقع أن يفر المزيد منهم مع استمرار القتال في المنطقة".

 

 وكان داعش منتشراً في أجزاء كبيرة من سوريا والعراق المجاورة.

 

 

مصادر التمويل

 

ووفقاً لفرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية التي تتخذ من باريس مقراً لها، فإن داعش حصل على ملايين الدولارات من خلال السيطرة على البنوك وحقول النفط والغاز والضرائب والابتزاز وسرقة الآثار.

 

وفي عام 2014، سرق التنظيم ما يقرب من 450 مليون دولار وكميات ضخمة من السبائك الذهبية من البنك المركزي في الموصل، وفقاً لصحيفة International Business Times.

 

وكان داعش قد أعلن سك عملته الذهبية "الدينار الإسلامي". ثم نشر صوراً تظهر ما يبدو أنها عملة ذهبية تحمل نقوشاً.

وقال مسؤولون عراقيون وكرديون لصحيفة Washington Post في ديسمبر 2018 إن قادة تنظيم داعش غسلوا عشرات الملايين من الدولارات من خلال الاستثمار في أعمال شرعية في جميع أنحاء الشرق الأوسط خلال العام الماضي.

 

 وذكروا أن مخابئ كبيرة للذهب والعملة كانت مدفونة في الصحراء العراقية.

 

 

تجفيف المنبع

 

من جانبه، قام التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على مدار سنوات بحملة قوية لاستهداف الموارد المالية لداعش، لا سيما من خلال تقليص أراضي التنظيم، والقيام بغارات جوية على احتياطياته، وتعطيل حقول النفط التابعة له.

 وقال مسئولون عسكريون أمريكيون في أوائل عام 2016 إن غارة جوية أمريكية على موقع توزيع النقد تابع للتنظيم في الموصل دمرت ملايين الدولارات.

 

 وقال مسئولون عراقيون وكرديون إن التنظيم تحول إلى مصادر دخل أخرى يصعب تتبعها.
 

تمويل التمرد

 

ووفقاً لكولين كلارك، الخبير في تمويل الإرهاب مع مجموعة صوفان للاستشارات الدولية والاستخباراتية، ربما يخفى تنظيم داعش الذهب والاحتياطيات المالية للمساعدة في تمويل أعمال التمرد في جميع أنحاء المنطقة بمجرد اختفاء الخلافة الإقليمية.

 

وقال كلارك لإذاعة صوت أمريكا: "بعد سقوط الخلافة الإقليمية، من الممكن أن تعتمد خلايا صغيرة من المسلحين على خزانة الحرب المتبقية لإعادة بناء القدرات الأساسية وتجنيد أعضاء جدد".


وتابع:"بالإضافة إلى ذلك، سيعتمد تنظيم داعش على أمواله بالتزامن مع سعيه أيضاً لتحقيق إيرادات جديدة أو تجديد الروابط السابقة للاتجار والتهريب".

 

 وكشف أن مقاتلي الجماعة المتحمسين قاموا بالفعل بتخزين أسلحة لاستخدامها في وقت لاحق.

 

 وأضاف: "ما تبقى من أعضاء التنظيم سيكونون قادرين على الاستمرار، خاصة أن تنظيم داعش لم يعد يدفع أموالاً من أجل الحفاظ على الدولة، لذلك فإيراداته أقل، وكذلك تكاليفه التشغيلية".

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان