في حديثٍ مطول، لم يتطرق خلاله للاحتجاجات التي تشهدها البلاد وتطالب بتنحيه عن السلطة، قال رئيس السودان عمر البشير إنّ عام 2019 سيكون عامًا للسلام وإسكات صوت البندقية في كافة أنحاء البلاد بصورة نهائية.
وأضاف خلال مؤتمر تقييم وتقويم الأداء لقوات الدفاع الشعبي، اليوم الأربعاء: "الدفاع الشعبي مؤسسة جهادية وتربوية أضيفت إليها مواد أخرى"، مشيدًا بما أنجزه منذ تكوينه حتى الآن، وأنّ "قرار تكوينه كان موفقًا وصائبًا في ظل دوره الرائد في تحقيق وبناء السلام".
وشدد البشير على أنّ دور الدفاع الشعبي الأول كان القتال وليس من أجل قتل الناس ولا أن ينتصر على الحركة الشعبية أو التمرد، وإنما كان القتال من أجل السلام وتثبيته.
.jpg)
وتابع: "احتفال إخوتنا في الطرف الآخر بإعلاننا وقف إطلاق النار الدائم، دليل على أن هناك إرادة قوية للسلام.. ننتهز هذه الفرصة لنؤكد أنه فعلاً قد اكتملت عملية السلام ليكون عام 2019 عام إسكات البندقية في السودان بصورة نهائية".
وأشار البشير إلى أنّ تحقيق السلام يحتاج إلى كثير من المجاهدات مثل القتال، وهي مرحلة أصعب لأنّ السلام تحقق بعد مجاهدات بتقديم شهداء ودماء وأرواح ونزوح ولجوء، وفق تعبيره.
وأتم البشير: "القتال كره لكل المقاتلين في كل الأطراف، وبرنامج الحكومة سيكون من أجل تثبيت السلام وتمكينه في كل مناطق العمليات".
ويواجه البشير أكبر أزمة سياسية في البلاد منذ 19 ديسمبر الماضي، عندما اندلعت احتجاجات واسعة بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، احتدت عقب قرار الحكومة بزيادة سعر الخبز ثلاث مرات، وتستخدم قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وأحيانا الذخيرة الحية لفض المظاهرات فضلا عن اعتقال محتجين وشخصيات من المعارضة.
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى سقوط 26 قتيلًا في الاضطرابات المستمرة منذ أكثر من شهر بينهم فردا أمن، وتقول منظمات حقوقية إن العدد لا يقل عن 40 قتيلًا، فيما أعلن السياسي البارز الصادق المهدي سقوط مقتل 50 شخصًا على الأقل.
اقتصاديًّا، يواجه السودان صعوبات متزايدة مع بلوغ نسبة التضخم نحو 70% وتراجع سعر العملة المحلية (الجنيه) مقابل الدولار الأمريكي وسائر العملات الأجنبية، حيث يبلغ سعر الدولار رسميًّا 47.5 جنيه، لكنه يبلغ في السوق الموازية 60 جنيهًا سودانيًّا، كما يعاني 46% من سكان السودان من الفقر.
وبعد تصريحات عديدة هاجم فيها الرئيس البشير المتظاهرين، بلغت أن طالب بـ"عودة الفئران إلى جحورها"، في سخرية وتطاول على الغاضبين من حكمه، عاد وخفّفت من لهجته قبل أيام، عندما تعهّد بالإفراج عن الصحفيين المعتقلين الذين يقدر عددهم بـ16 صحفيًّا.
وقال في تصريحات لصحفيين تمت دعوتهم للقصر الرئاسي لمناقشة الأحداث الأخيرة: "معظم المحتجين من الشباب وهناك دوافع دفعتهم للخروج الشارع من ضمنها التضخم الذى أدى لارتفاع الأسعار وفرص التشغيل والوظائف المحدودة لا تتوازن مع عدد الخريجين".
وأضاف: "غضب الشباب نابعٌ من التطبيق الخاطئ لقانون النظام بصورة بعيدة عن مقاصد الشريعة الاسلامية.. ووجهت انتقادات لهذه القوانين من منظمات حقوق الإنسان لأنها على سبيل المثال تقيد حرية النساء بتجريم ارتداء السراويل".