رئيس التحرير: عادل صبري 11:25 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

محاولة انقلاب وتدخل عسكري فرنسي.. تشاد تشتعل

محاولة انقلاب وتدخل عسكري فرنسي.. تشاد تشتعل

العرب والعالم

المعارضة التشادية

محاولة انقلاب وتدخل عسكري فرنسي.. تشاد تشتعل

وائل مجدي 13 فبراير 2019 12:46

تلقت المعارضة المسلحة في تشاد خسائر فادحة، بعد التدخل العسكري الفرنسي الأخير، واعتقال الجيش للعشرات من المسلحين قرب ليبيا.

 

ونفذت الطائرات الفرنسية العديد من الضربات الجوية للمسلحين التشاديين، كان آخرها الأسبوع الماضي.

 

وفي 5 و6 فبراير، أعلنت رئاسة الأركان الفرنسية، أن طائرات حربية فرنسية شنت غارات جوية في شمال شرق تشاد، استهدفت رتل آليات تحمل أسلحة ثقيلة قادم من ليبيا.

 

وأوضحت أن الضربات الجوية التي نفذتها "طائرات ميراج 2000" انطلقت من قاعدة في نجامينا عاصمة تشاد، فيما وفرت طائرة "ريبر" من دون طيار الدعم للطائرات المقاتلة.

 

محاولة انقلاب

 

 

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أمس، إن القوات الفرنسية قصفت قافلة للمتمردين في تشاد لمنع حدوث انقلاب ضد الرئيس إدريس ديبي.

 

واستجابة لطلب من ديبي قصفت طائرات حربية فرنسية قافلة مدججة بالسلاح للمتمردين عبرت الأسبوع الماضي من ليبيا وتوغلت في الأراضي التشادية.

 

وقال لو دريان لأعضاء البرلمان "شنت مجموعة متمردة جاءت من جنوب ليبيا هجوما... للاستيلاء على السلطة بالقوة في نجامينا. الرئيس ديبي طلب منا التدخل لمنع وقوع انقلاب وحماية بلاده".

 

ودمّرت الطائرات الحربية الفرنسية عشرات الشاحنات الصغيرة وقال الجيش التشادي لاحقا إنّه اعتقل أكثر من 250 متمردًا من اتحاد قوى المقاومة وهو تحالف للمتمردين التشاديين يتخذ من ليبيا مركزا له.

 

وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة التشادية، في 9 فبراير، أنها قامت بعملية عسكرية بدعم جوي من الطيران الفرنسي ضد ما وصفته بـ"الغزو الإرهابي"، مشيرة إلى أن المعارضة المتمردة تحاول استخدامه لغزو البلاد.

 

وقال المتحدث باسم الجيش، الكولونيل عزم برمندوا، إنه تم تدمير أكثر من 40 مركبة، بحسب وكالة الأنباء التشادية الرسمية.

 

وواجه ديبي حركات تمرد عديدة منذ استيلائه على السلطة في انقلاب عسكري عام 1990. ويشكك المراقبون الدوليون في نزاهة الانتخابات التي أبقته في السلطة.

 

وأشرف ديبي في العام الماضي على تعديل الدستور الذي سيتيح له البقاء في السلطة حتى عام 2033.

 

وتدخلت فرنسا في تشاد عام 2008 لمنع اتحاد قوى المقاومة من الإطاحة بديبي.

 

حرب فبراير

 

 

ربطت صحيفة "أنجمينا اليوم" التشادية، بين ما تشهده البلاد حاليا، وبين ما حدث يومي 2 و3 فبراير عام 2008، عندما اندلعت المواجهات في العاصمة أنجمينا، التي خرجت عن سيطرة جيش الإنقاذ، مشيرة إلى أن تحالف المعارضة العسكرية لم يستطع إدارة الصراع داخل العاصمة مما أفقده السيطرة على مقاليد السلطة السياسية.

 

ولفتت إلى أن تدخل القاعدة العسكرية الفرنسية في آخر لحظات الصراع قلب المعادلة لصالح الرئيس إدريس ديبي، مشيرة إلى أنه لولا التدخل الفرنسي لاستطاعت المعارضة السيطرة على الأمور في البلاد.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن التدخل الفرنسي في العملية الأخيرة، التي شهدتها البلاد قبل أيام يطرح تساؤلا مهما عن قوة الجيش التشادي، الذي طلب دعما فرنسيا رغم أن عدد المركبات العسكرية المشاركة في الهجوم حوالي 40 مركبة فقط.

 

مسلحو تشاد وليبيا

 

 

منذ اندلاع الثورة الليبية في 2011، تمكنت ميلشيات مسلحة من المعارضة التشادية من دخول البلاد فور الإطاحة بنظام القذافي وبدأت عملياتها المسلحة ضد المدنيين والعسكريين بمدن الجنوب الليبي والجنوب الشرقي منذ عام 2012. 

 

وتحالفت هذه العناصر مع تنظيم "القاعدة" في سوابق عدة للهجوم على حقول النفط جنوبي البلاد والموانئ النفطية في الشمال، لقاء حصولها على المال وأكبر مساحة جغرافية من جنوب البلاد المنكوب. 

 

ومن أبرز فصائل المعارضة التشادية في ليبيا، الحركة من أجل الديمقراطية والعدالة، جبهة الوفاق من أجل التغيير، المجلس العسكري لإنقاذ الجمهورية، تجمع القوى من أجل التغيير في تشاد.

 

ويقول مراقبون إن المجموعات التشادية المعارضة تسعى لتحويل المنطقة في جنوب البلاد، نقطة انطلاق لهجماتها في الداخل التشادي.

 

ودأبت المعارضة التشادية منذ سنوات على شن هجمات جنوبي ليبيا، في ظل الانفلات الأمني وعدم ضبط الحدود منذ عام 2011.

 

وعقدت المعارضة التشادية تحالفات مع تنظيم القاعدة الإرهابي وجماعات تهريب البشر في الجنوب الليبي، وشاركت في الهجوم على الحقول والموانئ النفطية.

 

المعارضة المسلحة

 

 

ونالت تشاد استقلالها عن فرنسا عام 1960، وتولى الحكم فيها حاكم مسيحي من الجنوب.

 

في الفترة بين عامي 1883 حتى 1893 كانت مناطق تشاد تخضع للسيطرة السودانية بقيادة رابح الزبيري، بحسب موقع "الألوكة" السعودي.

 

وعام 1900 استطاعت فرنسا هزيمة جيش الزبيري، في تشاد، وفي عام 1913 استكملت السيطرة على الدولة، التي أصبحت مستعمرة فرنسية.

 

واندلعت احتجاجات وأعمال عنف من المعارضة الإسلامية المسلحة في الشمال، بعد حظر الأحزاب السياسية، في عام 1963.

 

في عام 1973 شاركت القوات الفرنسية في إنهاء الثورة في الشمال المسلم، الذي يمثل نصف السكان، بحسب مجلة "تايم" الأمريكية.

 

وضمت ليبيا شريط حدودي شمالي تشاد يطلق عليه "قطاع أوزو" في عام 1977، وأرسلت قواتها عام 1980 لدعم الرئيس جوكوني كوايدي، الذي ظل في السلطة حتى عام 1982.

 

وتم عزل الرئيس حسين حبري عام 1990 بواسطة حليفه السابق إدريس ديبي، حسب "بي بي سي". وقاد الاحتجاجات جبهة التحرير الوطنية التشادية أو (فروتينات)، وبعد 3 سنوات تحولت الثورة إلى حرب عصابات.

 

وفي عام 2011، قاطعت المعارضة الإنتخابات الرئاسية، لكن الرئيس إدريس ديبي أعلن الفوز فيها.

 

وشهد عام 2016 الحكم على الرئيس السابق حسين حبري، بالسجن مدى الحياة بعد اتهامه بارتكاب جرائم حرب، وفقا لـ"بي بي سي".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان