رئيس التحرير: عادل صبري 01:49 صباحاً | الأربعاء 02 يوليو 2025 م | 06 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

بعد شهر من بدء عملياته العسكرية.. بارود حفتر يشعل جنوب ليبيا

بعد شهر من بدء عملياته العسكرية.. بارود حفتر يشعل جنوب ليبيا

العرب والعالم

قتال في ليبيا

بعد شهر من بدء عملياته العسكرية.. بارود حفتر يشعل جنوب ليبيا

أيمن الأمين 11 فبراير 2019 15:47

يصر الجنرال الليبي خليفة حفتر منذ أكثر من شهر على قصف الجنوب، وإراقة الدماء في منطقة من أفقر مناطق ليبيا  من حيث البنى التحتية"الجنوب"..

 

وبدأت قوات حفتر هجوما في الجنوب الشهر الماضي لقتال مسلحين وللسيطرة على منشآت نفطية، وحظرت قبل بضعة أيام رحلات الطيران دون إذن منها.

 

القتال في ليبيا" target="_blank">جنوب ليبيا استعر مؤخرا، على خلفية تطهير عرقي تقوم به مليشيات تابعة لحفتر ضد قبائل التبو، بحسب تقارير إعلامية.

 

ويرى مراقبون أن توسيع رقعة الصراع والقتال في ليبيا يتعارض بشدة مع جهود المجتمع الدولي الراغب في إنهاء الأزمة الليبية، بمصالحة وتسوية سياسية سلمية لأزمة تقف الآن على مشارف عامها الخامس.

في السياق، طالب مندوب ليبيا في الأمم المتحدة صالح المجربي مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الأعمال العسكرية التي يشنها اللواء المتقاعد خليفة حفتر جنوبي البلاد، والتي كان آخرها قصف مطار حقل الفيل النفطي.

 

من جهتها شدّدت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا في بيان على ضرورة حصر جميع العمليات العسكرية في الجنوب الليبي في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمّة.

 

وفي السياق دعا رئيس المفوضية الأفريقية موسى فكي إلى تضافر الجهود الدولية من أجل إنهاء الأزمة الليبية، وقال فكي خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي أمس الأحد إن استمرار الأزمة الليبية سبّب تفاقم الوضع الأمني في منطقة بحيرة تشاد.

 

وتزامنت هذه التطورات مع تصعيد في الجنوب الليبي تمثل في إجبار قوات حفتر طائرة مدنية على الهبوط في مطار تمنهنت الخاضع لها بعد إقلاعها من مطار حقل الفيل النفطي في أوباري جنوبي غربي ليبيا، قبل أن تفرج عن الطائرة لاحقا.

 

وقالت قوات حفتر في بيان إنها أرسلت طائرة حربية لتعقب طائرة أقلعت من حقل الفيل النفطي دون تصريح، وأجبرتها على الهبوط قرب سبها، كبرى مدن ليبيا" target="_blank">جنوب ليبيا. وبعد تفتيش الطائرة سُمح لها بمواصلة رحلتها إلى طرابلس مقر الحكومة المعترف بها دوليا.

ونددت حكومة طرابلس المعترف بها دوليا بعملية الاعتراض، وقالت إن الطائرة التابعة للخطوط الجوية الليبية كانت تقل عمال نفط.

 

وتقول قوات حفتر إنها تريد تأمين حقل الشرارة النفطي أكبر حقل نفطي في ليبيا، حيث سيطرت على محطة ضخ على بعد 20 كيلومترا من الحقل يوم الأربعاء الماضي، لكن مصدرا في حكومة طرابلس، التي تسعى لاستعادة السيطرة على حقل الشرارة، أكد إرسال قوات إلى هناك.

 

وبدأت قوات حفتر هجوما في الجنوب الشهر الماضي لقتال مسلحين وللسيطرة على منشآت نفطية، وحظرت قبل بضعة أيام رحلات الطيران دون إذن منها.

محمد الصورمان ناشط حقوقي ليبي قال، إن الجنوب الليبي بات مقصد القوى المتصارعة بسبب أهمية تلك المنطقة الحدودية، فمنها اتفاقات بين المتصارعون الليبيون وبين القبائل والتي باتت لها أهمية كبرى في النزاع الدائر في ليبيا منذ 7 سنوات.

 

وأوضح الصورمان في تصريحات سابقة لـ"مصر العربية" أن حفتر والسراج يريدون وضع أقدامهم في تلك المنطقة، أولا: لأهميتها الغنية بالمناطق النفطية، وثانيا: لمغازلة الغرب، بحجة منع المهاجرين إلى أوروبا، وهو ما تريد إيطاليا وفرنسا إيقافه منذ سنوات.

 

وتابع: مدن الجنوب الليبي تقدر بمساحة تتجاوز 500 ألف كيلو متر مربع، وتعتبر من أهم مصادر النفط والغاز والحديد والرمال، ورغم ذلك منسية من قبل الحكومات منذ عهد القذافي وحتى الآن، لكن الاهتمام بها الآن، للمزايدة السياسية ليس أكثر، قائلا: الجنوب الليبي على وقع الظروف الصعبة والأوضاع المعيشية المتردية، قنبلة قابلة للانفجار في أي وقت.

 

من جهته أعرب أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طرابلس، خالد السعيد، عن مخاوفه من أن يتسبّب الحراك العسكري لقوات حفتر بصراع دولي بالمنطقة.

 

وأشار في تصريحات صحفية إلى أن "حفتر مدعوم فرنسياً، وهذا ليس بأمر خافٍ، ولا بالسر الذي يُذاع، حيث قُتل ضباط فرنسيون في عمليات عسكرية مشتركة مع قوات حفتر".

 

وبيّن السعيد أنه "في حال سيطر على الجنوب فإن ذلك سيشكّل تهديداً للمصالح البريطانية والإيطالية، فهاتان الدولتان تتمتّعان بامتيازات نفطية في المنطقة حصلت عليها خلال فترة حكم القذافي، ولا يُستبعد تدخلهما إن شعرا أن مصالحهما مهددة".

تجدر الإشارة إلى أن الكثير من القبائل الإفريقية بعد سقوط نظام القذافي، تمكنت من الهجرة إلى الجنوب الليبي، وتمكن الكثير من أبناء تلك القبائل من تزوير الهويات الليبية والانخراط في الصراع الأهلي في البلد الذي يعاني ويلات الحرب منذ 7 سنوات. بحسب تقارير إعلامية.

 

جبهة الجنوب الليبي، تعد من أكثر الجبهات تأثرا بحالة الفوضى السياسية والأمنية الليبية، حيث ظلت هذه المنطقة تعاني من انعدام الاستقرار.

 

فمدن الجنوب الليبي بمساحة تتجاوز 500 ألف كيلو متر مربع، تعتبر من أهم مصادر النفط والغاز والحديد والرمال في البلاد، ورغم ذلك تقع فريسة للأوضاع المعيشية الصعبة، فهي منطقة منسية. بحسب تقارير إعلامية.

 

ومن أهم الجماعات والحركات المسلحة في الجنوب الليبي، حركة العدل والمساواة السودانية وهي أشهر حركة تمرد في السودان، وأيضا حركات المعارضة المالية والنيجرية وتنتمي إلى قبائل الطوارق، وكذلك المجلس العسكري لإنقاذ الجمهورية والذي يعد من أبرز حركات المعارضة التشادية، وجبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد،..

 

وكذلك تجمع القوى من أجل التغيير في تشاد، والحركة من أجل الديمقراطية والعدالة في تشاد، والقوات الثورية المسلحة من أجل الصحراء وهي حركة تمرد مكونة بالكامل من التبو وموجهة ضد حكومة النيجر.

يُشار إلى أن ليبيا تعيش فوضى أمنية وسياسية منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع، معمر القذافي، ما أدّى إلى وجود حكومتين: الأولى في العاصمة طرابلس والمتمثلة في حكومة الوفاق الوطني المدعومة دولياً، والثانية في طبرق شرقي ليبيا.

 

وقد أدّت هذه الفوضى إلى تصاعد نفوذ المليشيات المسلّحة وتزايد سطوتها في البلاد، كما شهدت العاصمة الليبية طرابلس، بين شهري أغسطس وسبتمبر الماضيين، مواجهات بين مجموعات مسلّحة متناحرة أسفرت عن سقوط أكثر من 60 قتيلاً.

 

ومنذ أطاحت الثورة الليبية بنظام معمر القذافي عام 2011، تشهد ليبيا اضطرابات عسكرية ووجود حكومتين متنافستين تدعم كل منهما قوات تسيطر على مناطق نفوذ في البلاد، حيث تسيطر على العاصمة طرابلس ومناطق غرب ليبيا حكومة معترف بها دوليا، في وقت تسيطر فيه على الشرق حكومة أخرى تدعم قوات حفتر.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان