يبذل المبعوث الأممي لدى اليمن ماتن غريفث جهودًا كبيرًا لاتمام اتفاق تبادل الأسرى بين الحوثيين والحكومة اليمنية لإنقاذ اتفاق السويد.
ورغم تمديد المباحثات القائمة في عمان، قال غريفث إن هناك تقدمًا ملحوظًا في ملف تبادل الأسرى بين فرقاء اليمن.
وقال المبعوث الأممي أن محادثات الأردن بين الحكومة اليمنية والحوثيين أحرزت تقدمًا مهمًا نحو تنفيذ الإفراج عن الأسرى والمعتقلين،
تمديد المباحثات
وأعلن طرفا الأزمة اليمنية الجمعة، من العاصمة الأردنية عمان، تمديد المباحثات التي تجري برعاية أممية لإنهاء ملف الأسرى والمعتقلين إلى الثلاثاء المقبل، للتشاور مع قيادتيهما لاستكمال المعلومات المتعلقة بالأسماء للتوافق على حل "مقترح" طرحته الأمم المتحدة لم يكشف عنه، فيما تم الاتفاق على جدول زمني محدد لتنفيذ ملف تبادل جثامين أتباع الجانبين.
وجاء الإعلان على لسان رؤساء لجان المباحثات الفنية الممثلة من الحكومة اليمنية ومن جماعة أنصار الله (الحوثيين) مساء الجمعة في العاصمة الأردنية عبر مؤتمرات صحفية متتالية.
وقال هادي هيج رئيس الوفد اليمني الحكومي، إن المباحثات تكون "لأول مرة صريحة وواضحة وشفافة" إلا أنه تم التوافق على تمديدها لغايات استكمال البيانات بشأن قوائم المعتقلين، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة طلبت تمديد الوقت من الجانبين.
وأضاف هيج: "التزمنا بتمديد الوقت لفترة قادمة قد تكون لأيام بسيطة.. بعض البيانات اللوجستية نريد أن نستكملها لتكون الصورة أوضح.. نريد الوصول إلى أكبر عدد من الأسرى ليتم الافراج عنهم لأن هناك بعض الأسرى ما زلنا نريد أن نصل إلى بياناتهم".
وسيعود ممثلو المباحثات إلى صنعاء للتشاور في جملة من الاقتراحات والتطورات بحسب ما تم الإعلان عنه، دون تأكيد أن استكمال المباحثات سيجري في العاصمة عمّان أو غيرها.
من جهته، قال عبدالقادر مرتضى رئيس وفد الحوثيين في تصريحات منفصلة عقب انتهاء اللقاء، إن جولة المباحثات لم تنته بل مددت إلى الثلاثاء المقبل، "ليعود كل طرف إلى قيادته للتشاور فيما وصفه "بالحل الذي بدأ يلوح في الأفق الذي اقترحته الأمم المتحدة" دون أن يفصح عن هذا المقترح.
وأضاف مرتضى: "كان نقاشا عميقا جدا جدا.. نستطيع أن نقول أن هناك حل يلوح في الأفق مرحلي قد يتم الاتفاق عليه الثلاثاء على أساس أن يكون هناك مراحل أخرى".
وفي رده على سؤال لموقع CNN بالعربية حول أبرز نقاط الخلاف في هذا الملف قال: "لم نستطع أن نصل إلى التوافق على تبادل شامل وكامل للاتفاقية نتيجة وجود تعقيدات كثير في الميدان ووجود فرق متعددة ليست منخرطة في الاتفاق بشكل مباشر".
بالمقابل، توافق الطرفان على جدولة تبادل الجثامين خلال شهر من الاتفاق ضمن عدة مراحل، على أن يبدأ بالجثامين المحفوظة في الثلاجات ومن ثم حصر الجثث في المقابر التي ليست على خطوط التماس وانتشالها، إضافة الى تبادل الجثامين المدفونة على خطوط التماس والتي وصفت بالمرحلة الأصعب.
وقال رئيس لجنة تبادل الجثامين الممثل لجماعة الحوثيين أحمد أبوحمرة إنه تم الاتفاق على تبادل ألف جثة من كل طرف سيتم تنفيذ الاتفاق بمرحلته الأولى لتلك المحفوظة في الثلاجات تبدأ خلال ٣ أسابيع من انتهاء المشاورات، تليها مرحلة تبادل الجثث في المقابر البعيدة عن أرض المعركة وخط التماس، وستستمر لمدة شهرين.
وبين أبوحمرة أن المرحلة الأخيرة تتعلق بحصر وانتشال الجثث المدفونة عند مناطق التماس وفي أرض المعركة. وقال عن هذه المرحلة إنها ستستغرق فترة طويلة، وأضاف:" هناك جثث معروفة وجثث غير معروفة.. تناقشنا مع الصليب الأحمر ليجري فحص للجثث غير المعروفة عن طريق DNA"، فيما وصف المباحثات في هذا الملف سهلة وإيجابية من الطرفين.
أما رئيس لجنة تبادل الجثامين من الحكومة اليمنية العميد حمود المجيدي، قال في تصريحات صحفية إن 5 اجتماعات عقدت مع الصليب الأحمر و"ممثلي الميليشيات الحوثية" تم التوصل إلى بدء عملية تبادلها خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة لتلك المحفوظة في الثلاجات، وبعدها تسليم كشوفات بالجثامين في المقابر.
وقال: "لم يقدم أحد عددا محددا إنما اتفقنا أن يكون العمل تحت سقف ألفي جثة من الطرفين وتم التوافق على تخريج الجثث مع الصليب الأحمر في غضون 3 أشهر".
وأوضح المجيدي أن المرحلة الأخيرة المتعلقة بجثامين خطوط التماس هي الأصعب، "لأن مسرح العمليات زرعت بالألغام من ميليشيات الحوثيين" ووصفها بأنها "المناطق الأشد خطورة".
وقال في بيان صحفي، إن اللجنة الإشرافية المعنية بمتابعة تنفيذ اتفاق الأسرى، التي تضم ممثلين عن الحكومة اليمنية والحوثيين، عقدت اجتماعها الثاني في العاصمة الأردنية عمان من 5 إلى 8 فبراير.. في وقت جدد الجيش اليمني التزامه بهدنة الحديدة رغم الخروقات المتكررة من قبل الحوثيين، مشيراً إلى أن الجيش في كامل الاستعداد والأهبة والجاهزية القتالية حال فشل المفاوضات الجارية.
وأكد الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني العميد عبده مجلي، أن الجيش الوطني ملتزم بقرار الهدنة بمحافظة الحديدة بناءً على توجيهات القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وأن الجيش الوطني لن يقف دوماً مكتوف الأيدي، وهو على أهبة الاستعداد وفي جاهزية قتالية عالية للحسم العسكري في جبهة الحديدة في حال فشل المفاوضات الجارية، وعدم قبول الميليشيا بالحل السلمي وصدرت التوجيهات للجيش بذلك.
وقال، «إن المفاوضات الأخيرة عرّت الميليشيا، وعلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول الراعية أن تقوم بالضغط على ميليشيا الحوثي لتنفيذ الاتفاقات والرحيل وتسليم موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، أو تسميتها معرقلة لعملية السلام والسماح باستكمال الحسم العسكري».
وأكد الناطق الرسمي باسم الجيش، أن الحوثيين مستمرون في ارتكاب الجرائم والانتهاكات، والمتمثلة بزراعة الألغام وتهريب المخدرات والاتجار بها، ومصادرة ونهب ممتلكات المواطنين، واستباحة أموالهم وسرقة الأعضاء من أجساد الجرحى من مقاتليهم، بالإضافة إلى استهداف المدنيين والمناطق الآهلة بالسكان بالمقذوفات والصواريخ الباليستية.
وأشار مجلي إلى مواصلة الميليشيا اختطاف المعارضين والناشطين، وما تتعرّض له النساء في مناطق سيطرة الانقلابيين من اختطاف وإخفاء قسري للعشرات منهن، وآخرها اختطاف اثنين من موظفي منظمة بريطانية هما أوفي النعامي وحسن القوطاري بعد أن تم استدعاؤهما واقتيادهما إلى جهة مجهولة.
تقدم ملحوظ
من ناحيته، قال المبعوث الأممي: إن الشرعية والميليشيا الحوثية عبّرا عن التزامهما بالإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين والمفقودين والمحتجزين تعسفياً والمحتجزين قسرياً، والموضوعين تحت الإقامة الجبرية، من خلال التنفيذ على مراحل.
ولفت غريفيث إلى أن الطرفين جددا استعدادهما بذل كافة الجهود لتحقيق هذا الهدف المشترك، في ظل ضرورة الإسراع نحو لم شمل المعتقلين مع عائلاتهم. وأوضح، أن المحادثات أحرزت تقدماً مهماً في المضي نحو تنفيذ عملية إطلاق السراح، حيث قدمت معلومات إضافية بشأن حالات أفراد مدرجين ضمن قوائم الأسرى.
وأعلن المبعوث الأممي أن محادثات الأردن بين الحكومة اليمنية والحوثيين أحرزت تقدماً مهماً نحو تنفيذ الإفراج عن الأسرى والمعتقلين.
وقال في بيان صحفي، إن اللجنة الإشرافية المعنية بمتابعة تنفيذ اتفاق الأسرى، التي تضم ممثلين عن الحكومة اليمنية والحوثيين، عقدت اجتماعها الثاني في العاصمة الأردنية عمان من 5 إلى 8 فبراير.. في وقت جدد الجيش اليمني التزامه بهدنة الحديدة رغم الخروقات المتكررة من قبل الحوثيين، مشيراً إلى أن الجيش في كامل الاستعداد والأهبة والجاهزية القتالية حال فشل المفاوضات الجارية.
زيارة صنعاء
ويصل المبعوث الدولي لليمن مارتن غريفيث، إلى صنعاء الأحد، للقاء قادة ميليشيات الحوثي الإيرانية، ومن المقرر أن يناقش معهم القضايا العالقة في ملف تبادل الأسرى، وفق ما ذكرت مصادر في مكتب غريفيث.
كما سيتناول غريفيث مع قادة ميليشيات الحوثي الإيرانية قضية الانسحاب من مدينة الحديدة وموانئها، وهي من القضايا التي لا يزال المتمردون الحوثيون يماطلون في تنفيذها.
وكان رئيس لجنة المراقبيين الدوليين، الجنرال الدنماركي مايكل لوليسغارد، قد قدم مقترحا لتنفيذ اتفاق استوكهولم، وآلية إعادة الانتشار في الحديدة والمناطق المعزولة.
ووفقا للخطة، التي ناقشها مع المسؤولين في الحكومة اليمنية، سيتم تأمين ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية، تديرها قوات دولية.
وبينما لم تتكشف تفاصيل كثيرة بشأن هذا المقترح، يسعى المسؤول الأممي للحصول على موافقة الحكومة اليمنية الشرعية، والمتمردين الحوثيين على خطته.
وكان لوليسغارد ناقش مقترحاته في عدن مع رئيس هيئة الأركان عبد الله النخعي، بحضور ممثلي الفريق الحكومي في لجنة إعادة الانتشار، ومن المقرر أن يناقشها أيضا مع الانقلابيين.
اتفاق السويد
وينص اتفاق السويد على تسليم مرافئ الحديدة والصليف ورأس عيسى إلى الإدارات التي كانت تتولى الإشراف عليها قبل وصول الحوثيين في نهاية 2014، وإعطاء دور للأمم المتحدة في إدارة هذه المرافىء.
ولم يتم فتح ممر إنساني كان مقرّرًا في 29 ديسمبر المنصرم، بين الحديدة والعاصمة صنعاء، بحسب بيان للأمم المتحدة.
وعبّر الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كمارت، كبير المراقبين المدنيين التابعين للأمم المتحدة المكلفين بالإشراف على تنفيذ اتفاق الحديدة، عن استيائه، وعن أسفه لـ"ضياع فرصة" تعزيز الثقة بين المتنازعين، بحسب ما جاء في البيان.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة يجب أن تتحقّق من أي انسحاب كي "يكون ذا مصداقية"، الأمر الذي لم يحصل بالنسبة إلى الانسحاب الحوثي المعلن.
وتنص المرحلة الثانية من إعادة الانتشار في الحديدة على انسحاب كل القوى العسكرية من كل أنحاء المدينة.
إلا أن سكانًا قالوا إن الحوثيين لم يكونوا يومًا بهذه الكثافة في المدينة، وإن العديد منهم ارتدوا بزات خاصة بقوى أمنية تابعة لأجهزة مختلفة.
كما اتفق المتنازعون على تبادل آلاف المعتقلين والأسرى، وعلى ترتيبات أمنية في تعز، كبرى مدن جنوب غرب اليمن التي يطوقها المتمردون.
لكن لم يحصل على صعيد إطلاق السجناء إلا تبادل لوائح بأسمائهم، ولم يتمّ الإعلان عن أي تقدم آخر في هذا الملف، ولا في موضوع الترتيبات الأمنية في تعز.
ويواصل الحوثيون الضغط من أجل إعادة فتح مطار صنعاء الدولي أمام الملاحة.
ويسيطر الحوثيون على صنعاء منذ أربع سنوات، لكن التحالف العسكري بقيادة السعودية والداعم للحكومة اليمنية يسيطر على أجواء اليمن.
ويتهم التحالف الحوثيين بخروقات عدة للهدنة، ويؤكد عدم ثقته بالتزام الحوثيين بالاتفاق.