تظاهر مئات السودانيون، اليوم الجمعة، احتجاجًا على مقتل مدرس بعد اعتقاله بتهمة المشاركة في التظاهرات المناهضة للحكومة التي تجتاح البلاد.
وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأنّ المدرس أحد الخير (36 عامًا) توفي متأثرًا بجروح أصيب بها أثناء احتجازه بعد أن اعتقله رجال الأمن الأسبوع الماضي في بلدة خشم القربة شرق البلاد.
واعتقل الخير، وهو عضو في حزب المؤتمر الشعبي، للاشتباه بأنه ينظم احتجاجات ضد الحكومة، وخرج محتجون من العديد من المساجد بعد الصلاة للمشاركة في التظاهرة.
وصرح عمّ المعلم أحمد عبد الوهاب بأنّ عنصرين من قوات الأمن أوقفا "الخير" في منزله في قرية خشم القربة في ولاية كسلا.
من جانبه، صرح رئيس لجنة التحقيقات في مكتب النائب العام عامر محمد إبراهيم: "وفقًا لتقرير التشريح الذي تسلمته النيابة العامة فإن أحمد الخير توفى نتيجة لإصابات في ظهره وساقيه وأجزاء أخرى من جسمه".
وأضاف: "خاطب مكتب النائب العام مدير جهاز الأمن والمخابرات بولاية كسلا لإحضار أفراد جهاز الأمن الذين كانوا يتولون التحقيق مع المرحوم في خشم القربة وقاموا بترحيله الى كسلا".
منذ 19 ديسمبر الماضي، يشهد السودان احتجاجات واسعة بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، احتدت عقب قرار الحكومة بزيادة سعر الخبز ثلاث مرات، وتستخدم قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وأحيانا الذخيرة الحية لفض المظاهرات فضلا عن اعتقال محتجين وشخصيات من المعارضة.
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى سقوط 26 قتيلًا في الاضطرابات المستمرة منذ أكثر من شهر بينهم فردا أمن، وتقول منظمات حقوقية إن العدد لا يقل عن 40 قتيلًا، فيما أعلن السياسي البارز الصادق المهدي سقوط مقتل 50 شخصًا على الأقل.
اقتصاديًّا، يواجه السودان صعوبات متزايدة مع بلوغ نسبة التضخم نحو 70% وتراجع سعر العملة المحلية (الجنيه) مقابل الدولار الأمريكي وسائر العملات الأجنبية، حيث يبلغ سعر الدولار رسميًّا 47.5 جنيه، لكنه يبلغ في السوق الموازية 60 جنيهًا سودانيًّا، كما يعاني 46% من سكان السودان من الفقر.
وكان الرئيس عمر البشير قد خفّف من لهجته الحادة التي لازمته ضد المحتجين منذ اندلعت التظاهرات، حتى أنّه كان قد طالب بـ"عودة الفئران إلى جحورها"، في سخرية وتطاول على الغاضبين من حكمه.
أمس الأول الأربعاء، تعهّد البشير بالإفراج عن الصحفيين المعتقلين (الذين يقدر عددهم بـ16 صحفيًّا)، وقال في تصريحات لصحفيين تمت دعوتهم للقصر الرئاسي لمناقشة الأحداث الأخيرة: "معظم المحتجين من الشباب وهناك دوافع دفعتهم للخروج الشارع من ضمنها التضخم الذى أدى لارتفاع الأسعار وفرص التشغيل والوظائف المحدودة لا تتوازن مع عدد الخريجين".
وأضاف: "غضب الشباب نابعٌ من التطبيق الخاطئ لقانون النظام بصورة بعيدة عن مقاصد الشريعة الاسلامية.. ووجهت انتقادات لهذه القوانين من منظمات حقوق الإنسان لأنها على سبيل المثال تقيد حرية النساء بتجريم ارتداء السراويل".