رئيس التحرير: عادل صبري 12:42 مساءً | الخميس 18 أبريل 2024 م | 09 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

من الخلاف الصامت إلى العلن.. المغرب ينسحب من تحالف السعودية ويستدعي سفيره

من الخلاف الصامت إلى العلن.. المغرب ينسحب من تحالف السعودية ويستدعي سفيره

إنجي الخولي 08 فبراير 2019 05:16

من خلاف صامت إلى فتور في العلاقات يتجه إلى التأزم .. فبعد التلميح لتغيير المشاركة المغربية في الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، أعلنت الرباط انسحابها من التحالف العسكري.. فأي أين تتجه العلاقات السعودية المغربية ؟.

 

نقلت وكالة أسوشييتد بريس، مساء الخميس، عن مسئول حكومي مغربي، قوله :"إن المملكة انسحبت من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن"، في أول تصريح من هذا النوع.

 

التصريح الجديد، جاء بعد أيام  من خروج وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة على قناة "الجزيرة" القطرية، وحديثه عن "تغيير" المشاركة المغربية في التحالف العسكري في اليمن، متحدثا عن مآسي إنسانية تعيشها المنطقة، قال إنه أصبح من الضروري أن يأخذها المغرب بعين الاعتبار.

 

التصريح بالانسحاب من التحالف العسكري اليوم، يأتي بعد حديث صريح لبوريطة، عن غياب المغرب على أهم المناورات العسكرية التي قادتها السعودية بمشاركة دول التحالف، بالإضافة إلى عدم حضور المغرب لعدد من اللقاءات الوزارية بين الدول المشاركة في الحرب.


وأوضحت الوكالة، أن المسئول الحكومي المغربي لم يشرح التفاصيل المتعلقة بمشاركة الجيش الملكي المغربي أو الانسحاب من المشاركات العسكرية في اليمن.

كما أفادت بأن الرباط استدعت سفيرها لدى المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أن حدة التوتر تصاعدت بين الرباط والرياض وسط مخاوف دولية بشأن الأعمال السعودية في حرب اليمن وقضايا أخرى.
 

وكانت التقارير بشأن سقوط ضحايا مدنيين جراء الحملة الجوية للتحالف على اليمن، قد أثارت قلقا على المستوى الدولي في عدة مناسبات ، وقد أدت الحرب في اليمن والمستعرة منذ ما يقارب العام ونصف العام، إلى مقتل نحو 6500 شخص نصفهم من المدنيين، كما دفعت اليمن إلى شفا المجاعة وأحدثت تدميرا بالبنية التحتية للبلاد واقتصادها تزيد كلفته على 14 مليار دولار.


 

 وبعد مقابلة بوريطة مع القناة القطرية، بثت قناة "العربية" السعودية الفضائية فيلما وثائقيا عن الصحراء الغربية المتنازع عليها، تدعم المزاعم بأن المغرب قام بغزوها بعد أن غادر المستعمرون الإسبان في عام 1975، فيما يعتبر المغرب الصحراء الغربية جزء أصيل من أرضه.


وأضافت الوكالة، أن المغرب استدعى سفيره إلى المملكة العربية السعودية، لإجراء مشاورات بعد بث التقرير، وفقا لمسئول حكومي مغربي آخر.

 

وأكد مسئولان حكوميان آخران نبأ الاستدعاء لوكالة "أسوشيتد برس"، لكنهما رفضا الكشف عن هويتهما لأنهما ليس يخول لهما بالحديث إلى الإعلام.

 

 

خاشقجي وفتور العلاقات

 

 وتشهد العلاقات بين الرباط والرياض منذ عدة أشهر حالة من التوتر الصامت، كان من أبرز دلالاتها إلغاء زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى المغرب، والتي جاءت بعد قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، وفي ظل حديث عن رفض الرياض استقباله.

 

في الثلث الأخير من نوفمبر الماضي؛ قام محمد بن سلمان بجولة في عدد من الدول الإفريقية، حينها ذكرت مواقع مغربية أن الرباط رفض زيارة بن سلمان، وقالت وسائل إعلامية أخرى إن الرباط اقترحت أن يستقبل الأمير رشيد، شقيق الملك محمد السادس، ولي العهد السعودي بدلاً من الملك، ما دفع بن سلمان لإلغاء زيارته للمغرب.



جدير بالذكر أن موقف المغرب من قضية مقتل خاشقجي لم ترق للسعودية، إذ لم تقف المغرب مع الرياض، وكان التصريح الرسمي الوحيد لها حول هذه القضية بأن الملف بيد القضاء.

لكن وقوف المغرب على "الحياد الإيجابي" في الأزمة الخليجية وإبقائه علاقات قوية مع قطر، فتح باب الحديث أمام خلاف سعودي- مغربي صامت، من تجلياته ما كتبه تركي آل الشيخ قبل أسابيع، من أن المغرب يضيّع وقته باتجاهه إلى قطر، وأن من يريد الدعم عليه أن يبحث عنه في الرياض.

 

تأزم العلاقات

 

وفي تتابع لتوتر العلاقات كشفت تقارير نقلتها وكالة "الأناضول" التركية بأن المغرب احتج رسمياً لدى "المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية" على ما وصفه "باختلالات" ومعاناة تعرض لها حجاجه هذا العام.
 

وهذا الاحتجاج في حال حصل فعلياً فهو يمثل خطوة نادرة وغير معهودة في التعاطي بين الدولتين.
 

وفي ظل العديد من التوترات بين البلدين التزم المسئولون الصمت، وعلى الرغم من هذا الصمت وشحّ التصاريح الرسمية فإن بعض القضايا أبت إلا أن تكشف نفسها، وتبين حجم الهوة بين البلدين.

 

ففي يوليو صيف هذا العام، لم يتوجه العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، في إجازته المعتادة إلى مدينة طنجة المغربية، واستبدلها بـ"نيوم" شمال غربي السعودية، لتُحرم المدينة من 100 مليون دولار ينفقها عادة في إجازته السنوية هناك.
 

وفسّر مراقبون عدم توجهه إلى المغرب بأنه يأتي في سياق التوتر أو الجفاء بين البلدين.
 

كما أن الموقف المغربي الأخير من الأزمة الخليجية، الذي رفض التماشي مع دول حصار قطر الأربع (السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر)، وتبني المغرب موقفاً حيادياً ودعوته إلى الحوار، لم ينل رضا الجانب السعودي.


كما شهد ملف الرياضة تأزماً بين البلدين إذ صوتت السعودية ضد استضافة المغرب لكأس العالم 2026، بعد تصويتها للملف الثلاثي (الولايات المتحدة، وكندا، والمكسيك)، ما اعتبرته الرباط "خيانة" لها.
 

يشار إلى ان المغرب ترتبط بعلاقات تاريخية مع السعودية يؤكدها تعاون ثنائي مستمرمنذ عقود، والاستثمارات السعودية متعددة في المغرب، والتوقعات الرسمية تتحدث عن أنها تجاوزت 4 مليارات دولار نهاية 2014، كما تمنح السعودية المغرب من حين لآخر هبات مالية لا تُسترد.

 

وعلى الصعيد السياسي، تدعم الرياض بقوة الحلّ الذي تقدمه الرباط لنزاع الصحراء، بينما تدعمها الرباط في حربها ضد الحوثيين وصراعها مع إيران.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان