رئيس التحرير: عادل صبري 10:57 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بالتعايش العلني مع إسرائيل..هل يبدأ التطبيع من الخليج؟

بالتعايش العلني مع إسرائيل..هل يبدأ التطبيع من الخليج؟

العرب والعالم

بنيامين نتنياهو ومحمد بن زايد

بالتعايش العلني مع إسرائيل..هل يبدأ التطبيع من الخليج؟

أحمد جدوع 08 فبراير 2019 10:00

في حلقة جديدة من مسلسل التطبيع مع العدو الإسرائيلي من باب التعايش بين الأديان أنشأت دولة الإمارات ما أسمته بـ"بيت العائلة الإبراهيمية"، الأمر الذي وصفه مراقبون بأنه تطبيع علني بين الإمارات والاحتلال الإسرائيلي.

 

وكان ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان قد دشن "بيت العائلة الإبراهيمية" بحضور إمام الأزهر الأكبر أحمد الطيب، وبابا الفاتيكان فرانسيس وذلك هامش مؤتمر "التسامح"، الذي عقدته الإمارات الاثنين الماضي.

 

ويرمز المعلم الديني الجديد (بيت العائلة الإبراهيمية)، إلى ما سُمي "حالة التعايش السلمي وواقع التآخي الإنساني الذي تعيشه مختلف الأعراق والجنسيات من العقائد والأديان المتعددة في مجتمع الإمارات".

 

طريق التطبيع العلني

 

وعقدت الإمارات مؤتمر "التسامح"، محتضنة أكبر قُدّاس في تاريخ الجزيرة العربية منذ فجر النبوة، والذي حضره 135 ألف شخص.  

 

وشهدت الإمارات تقارباً غير مسبوق مع "إسرائيل" في الفترة الأخيرة، وباتت تسير في طريق التطبيع العلني مع الاحتلال، وفق ما كشفته عدة تقارير عن زيارات سرية ولقاءات تمت بين مسؤولين إسرائيليين وإماراتيين.

 

وآخر ما كُشف عن العلاقات بينهما كان في الثامن من يناير الماضي؛ إذ بينت القناة العاشرة العبرية أن زعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس حزب العمل، آفي غباي، زار العاصمة الإماراتية أبوظبي سراً، في الثاني من ديسمبر الماضي.

 

علاقات مكشوفة

 

كما سبق أن استُقبلت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية، ميري ريغيف، على رأس وفد رياضي قادم من "تل أبيب"، للمشاركة في بطولة أبوظبي للجودو بأكتوبر الماضي، وفي خطوة أثارت استفزاز العالم الإسلامي دخلت إلى مسجد الشيخ زايد، أكبر مساجد الدولة.

 

وعلى الصعيد السياسي، التقى سفيرا الإمارات والبحرين: يوسف العتيبة، وعبد الله بن راشد آل خليفة، رئيسَ الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مطعم راقٍ بواشنطن، في مارس الماضي، وناقشا معه العلاقات الثنائية.

 

ورسمياً ترتبط "إسرائيل" بعلاقات دبلوماسية فقط مع الأردن ومصر، وكانت تحرص دائماً على إخفاء أسماء الدول العربية التي تُقيم علاقات سياسية واقتصادية أو أمنية معها؛ خوفاً من المواقف الشعبية الغاضبة، لكن نتنياهو أكد عدة مرات مؤخراً وجود نية حقيقية من دول عربية (لم يسمها) للدخول بعلاقات رسمية ومكشوفة مع دولة الاحتلال.

 

كما زار نتنياهو سلطنة عمان في أكتوبر الماضي، وهي أول زيارة رسمية في هذا المستوى منذ 1996.

 

وقال نتنياهو إن السلطان قابوس "وجه له دعوة بزيارة السلطنة في ختام اتصالات مطولة بين الطرفين"، معلنا أنهما بحثا "السبل لدفع عملية السلام وقضايا تتعلق بتحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة".

 

واعتبر نتنياهو الذي نشر صورا من اللقاء أن "هذه الزيارة تشكل خطوة ملموسة في إطار تطبيق سياسات بلاده الرامية إلى تعزيز العلاقات الإسرائيلية مع دول المنطقة.

 

باب التسامح  

 

صحيفتا "يديعوت أحرونوت " و"جيروزاليم بوست" الإسرائيليتان، اعتبرتا أن الإمارات اعترفت رسمياً بالجالية اليهودية على أراضيها، وأن هذه الخطوة جاءت ضمن برنامج التسامح الذي أطلقته الإمارات بمناسبة زيارة البابا فرانسيس التاريخية.

 

من جانبه قال الحاخام اليهودي ميخائيل شودريخ، كبير حاخامات بولندا، في مقابلة مع صحيفة "ذي ناشيونال" الإماراتية، إن الجالية اليهودية في الإمارات لم تعد سراً، وإن وجودها يمكن أن يساعد في تخفيف حدة التوتر بين الإسلام واليهودية.

 

الشعوب هى الباقية 

 

بدوره قال الدكتور غازي فخري، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، إن الشعوب العربية ترفض بشكل قاطع التطبيع مع إسرائيل حتى في ظل المساعي الإسرائيلية لتنفيذ مخططاتها وتعميم التطبيع مع بعض الأنظمة العربية.

 

وأضاف لـ"مصر العربية" أن الشعب الفلسطيني دائما يعول على مناصرة الشعوب العربية له، مؤكداً أن الأنظمة تأتي وتذهب لكن الشعوب هى المستمرة.

 

وأكد أن كل الحيل الإسرائيلية من أجل تمييع القضية الفلسطينية لن تثني الشعب الفلسطيني ومعه الشعوب العربية في الدفاع عن مقدساتهم التي دنسها الاحتلال طوال 70 عاماً.

 

تحول دراماتيكي

 

 فيما يرى الباحث المتخصص في الشأن العربي سيد المرشدي، إن التعايش أمر لا يختلف عليه اثنين لكن مع دولة احتلال مثل إسرائيل فهو تطبيع مقنن أو باب خلفي لنشر هذا التطبيع خاصة في دول الخليج التي لديها بالفعل علاقات غير رسمية مع إسرائيل.

 

وأضاف لـ"مصر العربية" أن هناك تحول دراماتيكي بالعلاقات الخليجية الإسرائيلية، ويتنافس على  هذا التحول المملكة العربيةالسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وهو ما يشكل طعنة جديدة للقضية الفلسطينية.

 

وأوضح أن التطبيع مع الكيان الصهيوني ترفضه الشعوب العربية لذا لجأت الأنظمة العربية وخاصة الخليجية إلى مصطلحات مثل التعايش والتسامح كباب خلفي تمهيدا للدخول في مرحلة التطبيع الرسمي مع الاحتلال الإسرائيلي.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان