رئيس التحرير: عادل صبري 09:26 مساءً | الخميس 18 أبريل 2024 م | 09 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

«أرض الخلافة» اختفت.. الخناق يضيق على «داعش» والمدنيون يفرون بالآلاف

«أرض الخلافة» اختفت.. الخناق يضيق على «داعش» والمدنيون يفرون بالآلاف

العرب والعالم

داعش في سوريا - أرشيفية

«أرض الخلافة» اختفت.. الخناق يضيق على «داعش» والمدنيون يفرون بالآلاف

إنجي الخولي 06 فبراير 2019 03:36

أقل من 20 ميلا مربعا هي ما تبقى من مساحة الأراضي "الشاسعة" التي كان يطلق عليها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) سابقاً "أرض الخلافة".. فأين يذهب رجال التنظيم ؟ وكيف يفرون من الحصار؟.

 

مع استمرار تضييق الخناق على الحدود السورية مع العراق، ترتفع وتيرة تدفق الفارين من جنسيات مختلفة، من مناطق سيطرة التنظيم شرقي الفرات في سوريا، إلى مناطق سيطرة القوات الكردية.

 

وقال قائد القيادة الوسطى الأمريكية، الجنرال جوزيف فوتيل، الثلاثاء، إن تنظيم داعش الإرهابي سيفقد جميع الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا، قبل انسحاب القوات الأمريكية من هناك.

 

وذكر فوتيل، أن تنظيم داعش يسيطر حاليا، على أقل من 20 ميلا مربعا من الأراضي السورية، مضيفا: "سيخسر الأراضي المتبقية قبل الانسحاب الأمريكي من سوريا".

 

وتابع: "نتوقع أن تكتمل هزيمة داعش قبل إتمام انسحابنا.. ولكن ربما يحضرون بعدها لإعادة تنظيم أنفسهم وشن هجمات جديدة ضدنا".

 

وأوضح فوتيل أن داعش في سوريا "لا يزال لديه قادة ومقاتلون ووسطاء وموارد، حتى في ظل حالة التشتت والتفكك التي تحيط بالتنظيم".

 

وأضاف: "أوافق على تقرير البنتاغون، الذي يفيد بأن داعش قادر على العودة خلال 6 أشهر إلى سنة.. الآن نحاول دراسة الخطط في كيفية مواجهة ذلك".
 


وأكد الجنرال الأمريكي أن جيش بلاده "بدأ بالفعل التخطيط للانسحاب المنظم من سوريا".

 

ويحذر مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي يقوده الجمهوريون، من أن "الانسحاب السريع" دون "بذل جهود فعالة لضمان المكاسب، يمكن أن يزعزع استقرار المنطقة ويخلق فراغا يمكن أن تشغله إيران أو روسيا".

 

وفي هذا الصدد، قال فوتيل إن إيران ما تزال أكثر عنصر مزعزع للأمن في المنطقة، مضيفا "طهران تمثل تهديدا لنا".

 

من جهته، ذكر رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يستشره قبل قراره سحب القوات الأمريكية من سوريا.
 

 

فرار المدنيين

 

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء، أن 110 مدنيين على الأقل تمكنوا من الفرار من منطقة الباغوز، شرقي الفرات، نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
 

وبهذا، يكون عدد الفارين من مناطق سيطرة داعش قد ارتفع إلى 36 ألفا و655 شخصا منذ الأول من ديسمبر الماضي وحتى الأول من فبراير الجاري، ومن بينهم سوريون وعراقيون وروس وصوماليون وفلبينيون.
 


وارتفعت وتيرة خروج المدنيين من مناطق تنظيم داعش شرقي سوريا، منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا في 19 ديسمبر الماضي.

 

وكان من بين الفارين أفراد من تنظيم داعش اندسوا بين المدنيين، هربا من المعارك بعد تضييق الخناق عليهم في جيب صغير شرقي الفرات، إلا أن القوات الكردية تمكنت من اعتقالهم، بينما سلم آخرون أنفسهم.

 

استهداف الفارين
 

وقال المرصد السوري أن مجزرة وقعت بحق الفارين من مناطق داعش، وقال إن 9 مواطنين هم 6 أطفال و3 مواطنات قتلوا السبت، جراء استهدافهم خلال محاولة مهربين، إخراجهم من جيب تنظيم "الدولة الإسلامية" المتبقي، نحو وجهة غير معلومة.

ورجحت المصادر الموثوقة أنها باتجاه المناطق الواقعة في ريف دير الزور الشرقي عبر المناطق الخالية من بادية شرق الفرات، حيث استهدفوا بإطلاق نار وقذائف صاروخية.

 

وأكدت مصادر موثوقة أن مصدرها مجموعات متمركزة بقرب المنطقة من قوات سوريا الديمقراطية، تسببت بقتل الأطفال والمواطنات التسعة، ومعلومات عن إصابة آخرين بجراح، وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن المهربين يعمدون لطلب مبالغ تصل من 700 دولار إلى 10 آلاف دولار لنقل الراغبين بالخروج، ممن يخشون اعتقالهم من قبل قوات التحالف الدولي أو قوات سوريا الديمقراطية، وتختلف المبالغ ما بين العائلات السورية والعائلات الأجنبية وغير السورية.

 

وشن رجال من التنظيم هجوم عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، في محاولة من عناصر التنظيم المتبقيين في شرق الفرات، إيجاد ممر لأنفسهم نحو البادية السورية، بعد فشلهم في إيجاد ممر نحو بادية العراق، ورفضهم في الوقت ذاته الاستسلام لقوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي.

 

وتسبب الهجوم في مقتل 11 على الأقل من عناصر التنظيم، من ضمنهم 3 انتحاريين فجروا أنفسهم، فيما تزامن هذا الهجوم من الضفاف الشرقية لنهر الفرات، إلى الضفاف الغربية للنهر، بالتزامن مع هجوم من مجموعات من التنظيم من البادية السورية، في محاولة لإشغال عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ومحاولة إيجاد ممر لهم نحو الجيب الأكبر والأخير المتبقي للتنظيم في غرب نهر الفرات، والممتد على مساحة نحو 4 آلاف كلم مربع.

 

هروب الدواعش

 

 وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، قبل أيام، أن أفراد تنظيم داعش لجأوا إلى شبكات التهريب عبر الحدود والتخفي في أزياء الرعاة الرحل، في محاولة للهرب إلى العراق.
 

ودفعت هذه التحركات لمسلحي داعش الجيش العراقي في الآونة الأخيرة إلى تعزيز وجوده على طول الحدود مع سوريا، في وقت تخشى بغداد من تسلل أفراد من التنظيم إلى أراضيها.

ولم يتضح إلى الآن، بحسب الصحيفة، عدد المقاتلين الذين تمكنوا من العبور إلى العراق. وتخشى بغداد أن تزاد عمليات التهريب على طول الحدود العراقية البالغ طولها 600 كم وتمتد ضمن مناطق صحراوية غير مأهولة، حيث تتواجد جماعات عشائرية على طرفي الحدود.

 

وكانت "داعش" قد استخدمت شبكات التهريب العشائرية لنقل المقاتلين والأسلحة بين البلدين. وبحسب عدة مصادر محلية عراقية، عاد التنظيم للأسلوب نفسه للتهرب من السلطات ولتحقيق مكاسب مالية.

 

ويستغل التنظيم التنافس بين القوات المنتشرة على الحدود السورية العراقية، حيث تدعم إيران بعض القوات بينما تدعم الولايات المتحدة قوات أخرى، مما أدى إلى خلق فجوة على طول الحدود.

 

ويخشى المسئولون في العراق أن يخلق رحيل القوات الأمريكية فراغاً في سوريا يسمح بعودة التنظيم. مع ذلك أكد نظراؤهم الأمريكيون أنهم سيحافظون على تواجد لهم في العراق.

 

وخاضعت بغداد حربا شرسة ضد مسلحي داعش خلال السنوات القليلة الماضية، لا سيما في محافظة الموصل، بعد سيطرتهم على أجزاء واسعة شمالي البلاد.


ولا توجد تقديرات دقيقة لعدد مسلحي داعش المتبقين في سوريا، لكن يُعتقد أن هناك عدة آلاف.
 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان