رئيس التحرير: عادل صبري 05:41 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

قصف وقتلى وتطهير عرقي.. ماذا يحدث في جنوب ليبيا؟

قصف وقتلى وتطهير عرقي.. ماذا يحدث في جنوب ليبيا؟

العرب والعالم

قتال جنوب ليبيا

قصف وقتلى وتطهير عرقي.. ماذا يحدث في جنوب ليبيا؟

أيمن الأمين 04 فبراير 2019 11:33

منذ قرابة شهر، ولا تزال العمليات العسكرية للجنرال الليبي خليفة حفتر مستمرة في الجنوب الليبي، مخلفة عشرات القتلى والجرحى..

 

القتال في جنوب ليبيا استعر مؤخرا، على خلفية تطهير عرقي تقوم به مليشيات تابعة لحفتر ضد قبائل التبو، بحسب تقارير إعلامية.

 

وفي الساعات الأخيرة، قال مصدر طبي من مدينة مرزق جنوب غرب ليبيا إن عدد قتلى القصف الجوي الذي نفذته طائرات تابعة للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر ارتفع إلى سبعة والجرحى إلى 22، وأن القتلى والجرحى مدنيون وبينهم أطفال.

 

يأتي هذا بينما وصلت قوات حفتر إلى مشارف مدينة مرزق بعد سيطرتها على مدينة سبها جنوبي البلاد.

 

وفي وقت سابق، طالبت قبائل التبو في الجنوب الليبي المجتمع الدولي وحكومة الوفاق الوطني بوقف ما وصفته بالإبادة والتطهير العرقي الذي يتعرض له أبناؤها على يد قوات حفتر.

 

وقال أعيان التبو إن قوات حفتر تستعين في عملياتها العسكرية "بالمرتـزقة" من مسلحي حركة العدل والمساواة السودانية.

وكانت قوات حفتر دخلت قبل أيام بشكل سلمي عددا من مدن الجنوب بدعوى محاربة الإرهاب وتهريب البشر والوقود.

 

وترفض قبائل التبو في جنوب ليبيا أي وجود لقوات حفتر في مناطقها المتاخمة لمدينة سبها وصولا إلى أقصى الجنوب الغربي من البلاد، وخصوصا بعد تحالفه مع قبائل لها خصومات تاريخية مع التبو.

 

ومما زاد الأوضاع تأزما بين قبائل التبو وحفتر، محاولة قواته اقتحام بلدة غدوة ذات الأغلبية التباوية جنوب سبها، وهو ما وصفه التبو بالاعتداء الغاشم بهدف إبادتهم في الجنوب.

 

وسرعان ما بادر حفتر الذي يسعى إلى كسب مزيد من الأراضي للضغط على حكومة الوفاق إلى نفي تهمة التطهير العرقي عن قواته.

ويرى مراقبون أن توسيع رقعة الصراع والقتال في ليبيا يتعارض بشدة مع جهود المجتمع الدولي الراغب في إنهاء الأزمة الليبية، بمصالحة وتسوية سياسية سلمية لأزمة تقف الآن على مشارف عامها الخامس.

 

محمد الصورمان ناشط حقوقي ليبي قال، إن الجنوب الليبي بات مقصد القوى المتصارعة بسبب أهمية تلك المنطقة الحدودية، فمنها اتفاقات بين المتصارعون الليبيون وبين القبائل والتي باتت لها أهمية كبرى في النزاع الدائر في ليبيا منذ 7 سنوات.

 

وأوضح الصورمان في تصريحات سابقة لـ"مصر العربية" أن حفتر والسراج يريدون وضع أقدامهم في تلك المنطقة، أولا: لأهميتها الغنية بالمناطق النفطية، وثانيا: لمغازلة الغرب، بحجة منع المهاجرين إلى أوروبا، وهو ما تريد إيطاليا وفرنسا إيقافه منذ سنوات.

 

وتابع: مدن الجنوب الليبي تقدر بمساحة تتجاوز 500 ألف كيلو متر مربع، وتعتبر من أهم مصادر النفط والغاز والحديد والرمال، ورغم ذلك منسية من قبل الحكومات منذ عهد القذافي وحتى الآن، لكن الاهتمام بها الآن، للمزايدة السياسية ليس أكثر، قائلا: الجنوب الليبي على وقع الظروف الصعبة والأوضاع المعيشية المتردية، قنبلة قابلة للانفجار في أي وقت.

من جهته أعرب أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طرابلس، خالد السعيد، عن مخاوفه من أن يتسبّب الحراك العسكري لقوات حفتر بصراع دولي بالمنطقة.

وأشار في تصريحات صحفية إلى أن "حفتر مدعوم فرنسياً، وهذا ليس بأمر خافٍ، ولا بالسر الذي يُذاع، حيث قُتل ضباط فرنسيون في عمليات عسكرية مشتركة مع قوات حفتر".

 

وبيّن السعيد أنه "في حال سيطر على الجنوب فإن ذلك سيشكّل تهديداً للمصالح البريطانية والإيطالية، فهاتان الدولتان تتمتّعان بامتيازات نفطية في المنطقة حصلت عليها خلال فترة حكم القذافي، ولا يُستبعد تدخلهما إن شعرا أن مصالحهما مهددة".

 

وحمّل السعيد حكومة الوفاق برئاسة السراج المسؤولية عمّا آلت إليه الأوضاع في الجنوب، ونوّه بأنها "إلى حد الآن لا تملك قوة عسكرية منضبطة في الجنوب تتبعها، ولم تعيّن آمراً للمنطقة الجنوبية، رغم شغور المنصب منذ فترة طويلة، وقد ثارت احتجاجات شعبية في الفترة الماضية على تردّي الأوضاع الأمنية، وهو ما دفع رئيس الحكومة لزيارة المنطقة".

تجدر الإشارة إلى أن الكثير من القبائل الإفريقية بعد سقوط نظام القذافي، تمكنت من الهجرة إلى الجنوب الليبي، وتمكن الكثير من أبناء تلك القبائل من تزوير الهويات الليبية والانخراط في الصراع الأهلي في البلد الذي يعاني ويلات الحرب منذ 7 سنوات. بحسب تقارير إعلامية.

 

جبهة الجنوب الليبي، تعد من أكثر الجبهات تأثرا بحالة الفوضى السياسية والأمنية الليبية، حيث ظلت هذه المنطقة تعاني من انعدام الاستقرار.

 

فمدن الجنوب الليبي بمساحة تتجاوز 500 ألف كيلو متر مربع، تعتبر من أهم مصادر النفط والغاز والحديد والرمال في البلاد، ورغم ذلك تقع فريسة للأوضاع المعيشية الصعبة، فهي منطقة منسية. بحسب تقارير إعلامية.

 

ومن أهم الجماعات والحركات المسلحة في الجنوب الليبي، حركة العدل والمساواة السودانية وهي أشهر حركة تمرد في السودان، وأيضا حركات المعارضة المالية والنيجرية وتنتمي إلى قبائل الطوارق، وكذلك المجلس العسكري لإنقاذ الجمهورية والذي يعد من أبرز حركات المعارضة التشادية، وجبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد،..

وكذلك تجمع القوى من أجل التغيير في تشاد، والحركة من أجل الديمقراطية والعدالة في تشاد، والقوات الثورية المسلحة من أجل الصحراء وهي حركة تمرد مكونة بالكامل من التبو وموجهة ضد حكومة النيجر.

يُشار إلى أن ليبيا تعيش فوضى أمنية وسياسية منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع، معمر القذافي، ما أدّى إلى وجود حكومتين: الأولى في العاصمة طرابلس والمتمثلة في حكومة الوفاق الوطني المدعومة دولياً، والثانية في طبرق شرقي ليبيا، وقد أدّت هذه الفوضى إلى تصاعد نفوذ المليشيات المسلّحة وتزايد سطوتها في البلاد.

 

وينتشر أفراد قبيلة، بالمناطق الحدودية التي تجمع ليبيا مع دول أفريقية عدة كالنيجر وتشاد والسودان ومالي، منذ أن اندلع الصراع فيما بينهم.

 

والتبو  هم مجموعة من القبائل البدوية تسكن جنوبي ليبيا، وشمالي النيجر، وشمالي تشاد، وقد اختلف المؤرخون في تحديد أصولهم، فقال بعضهم إنهم يرجعون في أصولهم التاريخية إلى قبائل "التمحو" الليبية القديمة، وذهب آخرون إلى أنهم قبائل "الجرمنت"، وهي قبائل كانت تسكن جنوبي ليبيا، في حين يقول فريق ثالث إنهم من قبائل ليبية قديمة كانت تسمى "التيبوس" وتسكن شمالي البلاد.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان