رئيس التحرير: عادل صبري 02:19 مساءً | الثلاثاء 16 أبريل 2024 م | 07 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

ردًا على قضية  «كولفين»... كم ترليون ستدفع واشنطن لضحايا سوريا؟

ردًا على قضية  «كولفين»... كم ترليون ستدفع واشنطن لضحايا سوريا؟

العرب والعالم

القصف على سوريا

ردًا على قضية  «كولفين»... كم ترليون ستدفع واشنطن لضحايا سوريا؟

إنجي الخولي 03 فبراير 2019 06:18

بعد يوم على إعلان محكمة في الولايات المتحدة أن الحكومة السورية مسئولة عن وفاة الصحفية الأمريكية ماري كولفين، وعن مطالبتها بدفع أكثر من 300 مليون دولار لأسرة الصحفية  كتعويض.. ارتفعت الأصوات المطالبة بحق  الضحايا السوريين ممن قتلوا بنيران المقاتلات الأمريكية.

 

ودعا عضو مجلس شعب النظام السوري محمد خير العكام المنظومة القضائية في بلاده أن تتجه إلى تحريك آلاف الدعاوى بحق واشنطن لاستصدار أحكام تغرمها بتعويضات لأسر آلاف "الشهداء" السوريين ممن قتلوا بنيران المقاتلات الأمريكية.

 

كم تريليون ؟

 

 قال العكام وهو أستاذ القانون في جامعة دمشق لوكالة "سبوتنيك": "بما أن المنظومة القانونية في الولايات المتحدة الأمريكية تسمح لمحاكمها بإصدار أحكام غيابية ضد دولة أخرى بحجة أنها تدافع عن مواطنيها، فأنا أدعو المنظومة القانونية في سوريا لأن تنحو المنحى ذاته".

 

واستدرك العكام: "خاصة مع الاعتراف الذي صدر منذ يومين عن قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن والذي أقر بأن قوات التحالف قتلت 1190 مدنيا في سوريا".

 

وأضاف : "بالإضافة إلى هذا الرقم، هناك عشرات آلاف السوريين الذين قضوا بنيران طيران التحالف الأمريكي في محافظات مختلفة وخاصة في الرقة التي دفن القصف الأمريكي فيها أحياء سكنية مأهولة بأكملها تحت الأنقاض بحجة تحريرها من "داعش"، ولا يزال معظم هؤلاء تحت الأنقاض حتى الآن، بالإضافة إلى ضحايا الجيش الأمريكي بعد تحول القصف بالأسلحة المحرمة طقسا يوميا في مناطق ريف دير الزور الجنوبي الشرقي الذي ترتكب فيه طائرات التحالف يوميا مجازر يندى لها الجبين".
 


وأضاف العكام: "كل ضحية سقطت في سوريا بنيرانهم يجب أن يساءلوا عنها قانونيا، "ولذلك أدعو المتضررين وذوي الشهداء برفع الدعاوى القانونية لدى المحاكم المختصة، كما أدعو منظومتنا القانونية ومحاكمنا لتحريك هذه الدعاوى بهدف الحصول على أحكام قضائية ضد الجيش الأمريكي والحكومة الأمريكية".

 

ورأى العكام أن قانون الإرهاب في سوريا بحاجة إلى إعادة النظر ببعض مواده ليسمح للمتضررين برفع الدعاوى ضد الدول المسئولة، ومطالبتها بالتعويضات عن الضحايا، وخاصة ضد الولايات المتحدة الأمريكية التي رعت الإرهاب في سوريا ومدت التنظيمات الإرهابية بالسلاح، وتسببت بقتل مئات الآلاف من السوريين وبتهجير الملايين، وكل ذلك بهدف الوصول إلى النتائج القانونية التي تسمح بمقارعة الولايات المتحدة الأمريكية في أي معركة سياسية.

 

ودعا وزارة الدفاع السورية لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لمحاكمة الولايات المتحدة الأمريكية التي قصفت غير مرة وحدات عسكرية سورية وقتلت مئات الجنود، كما حصل في جبل الثردة بدير الزور.

 

 وحول مقتل الصحفية الأمريكية ماري كولفين في سوريا عام 2012 قال العكام: "إن الصحفية المذكورة دخلت الأراضي السورية بطريقة غير شرعية...ولا يوجد ما يؤكد أن قصف الجيش السوري هو ما تسبب بمقتل الصحفية المذكورة، وبالتالي لا يحق لأي محكمة أمريكية أن تصدر أحكاما بهذا الخصوص ضد الحكومة السورية". بحسب قوله.

 

وتابع العكام بالقول: "بالمقابل، فإن القوات الأمريكية الموجودة في سوريا بطريقة غير شرعية هي من عبرت البحار لتجلب الدمار والقتل على شعبنا، وهناك على الأقل اعتراف رسمي بقتلها 1190 مدنيا في سوريا، وإن كان "ثمن" الحياة الأمريكية الواحدة برأي المحكمة الأمريكية هو 300 مليون دولار، فكم ترليون دولار على الحكومة الأمريكية أن تدفع تعويضا للشعب السوري، بغض النظر عن أن حياة كل سوري عندنا لا تقدر بثمن؟!".

 

قضية كولفين

 

وكانت محكمة في الولايات المتحدة أعلنت  الجمعة أن الحكومة السورية مسئولة عن وفاة الصحفية الأمريكية ماري كولفين، ، أثناء تغطيتها للحرب لصالح صحيفة صنداي تايمز البريطانية.

 

وبحسب وكالة "رويترز"، يعني الحكم دفع تعويضات لا تقل عن 302.5 مليون دولار لدور الحكومة السورية في مقتلها.
 


وقالت القاضية آيمي بيرمان جاكسون في الحكم الذي نشر الأربعاء: إن الحكومة السورية "ضالعة في عملية قتل مواطنة أمريكية خارج إطار القانون".

 

وتوفيت ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي أوشليك في عام 2012، أثناء قصف مدينة حمص، وفي يوليو 2016، رفعت عائلة كولفين دعوى قضائية في واشنطن ضد الحكومة السورية، متهمة السلطات بالقتل عمداً لموظف صحفي، ووفقاً للدعوى، فقد عمدت السلطات إلى قصف استديو البث حيث كانت تعمل كولفين وصحفيون آخرون.

 

من هي ماري كولفين؟

 

 كولفين من مواليد 1956 وقبل أن تبدأ عملها كصحفية عملت كولفين لفترة وجيزة في إحدى النقابات العمالية في نيويورك، ثم بدأت مسيرتها في الصحافة مع وكالة الأنباء الأمريكية يونايتد برس انترناشونال، وعملت لبعض الوقت في مكتبها في باريس، حتى استقرت في الصحيفة البريطانية ذائعة الصيت صنداي تايمز في عام 1985.

 

اهتمت الصحفية الأمريكية كثيرًا بشئون منطقة الشرق الأوسط، وعملت مراسلة الصحيفة للشئون الخارجية في عام 1995، وكانت أول من قابل الزعيم الليبي الراحل مُعمّر القذافي، كذلك كانت من آخر الصحفيين الذين التقوا به قبل وفاته في عام 2011.


كانت تعمل لحساب صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية على مدى عقدين من الزمن، وكان والدها مقاتلًا في الحرب الكورية، وأصبح ناشطًا من أجل الديمقراطية بعد الحرب.
 

أما هي فشاركت في تظاهرات ضد الحرب في فيتنام في مدينتها، وساهمت في تنظيم تلك التظاهرات.

 

وهي مراسلي الحروب المخضرمين، وعملت لأكثر من 20 عاماً في تغطية الصراعات حول العالم لصالح "صنداي تايمز"، فسبق أن غطّت الحرب العراقية - الإيرانية في منتصف ثمانينات القرن الماضي، بجانب الأوضاع في مصر وليبيا وكوسوفو وسيراليون والعراق ويوغسلافيا وسريلانكا والشيشان، وتيمور الشرقية حيث كان لها الفضل في إنقاذ حياة 1500 امرأة وطفل كانوا محاصرين من قبل القوات المدعومة من إندونيسيا، إذ رفضت التخلي عنهم وأصرت على التواجد مع القوات التابعة للأمم المتحدة، حتى وصلت المساعدة، وتم إجلائهم في أربعة أيام.

 

وكانت فقدت عينها اليسرى خلال تغطيتها تمرّد مسلحي التاميل في سيرلانكا مطلع العقد الماضي.

 

ومن أشهر الجمل التي قالتها على رحلة عملها، "أكره أن أكون في مناطق الحرب، لكنني أشعر أنني مضطرة لذلك، ربما أود الحياة بشكل طبيعي، ربما لا أعلم كيف أفعل ذلك فحسب".

 

وكانت درست الأدب الإنكليزي، ثم واصلت دراستها في باريس. وتزوجت مرتين، وانتهى الزواج في كلتا الحالتين بالطلاق، وليس لديها أطفال.

 

 

اعتراف التحالف

 

كشف "التحالف الدولي" بقيادة واشنطن عن ارتفاع عدد ضحايا ضرباته في سوريا حتى 1190 مدنيا خلال فترة 2014- 2018 .

 

واعترف التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية بمقتل مئات المدنيين في سوريا والعراق، خلال حربه ضد "داعش"، منذ بدء العمليات العسكرية في سوريا منذ عام 2014 وحتى الشهر الحالي.
 

وقال التحالف الدولي في تقرير على موقعه الرسمي، الخميس ، إن ما لا يقل عن 1190 مدنيًا قتلوا "عن غير قصد" خلال ضرباته الجوية ضد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق.

وبحسب البيان، فإن ما يزيد على 194 تقريرا ورد إلى التحالف الدولي بشأن وقوع ضحايا مدنيين على يد قواته، وتم تقييم 12 تقريرا منهم خلال  ديسمبر الماضي.


وأضاف أن نحو 32397 غارة جوية على مواقع تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، هي حصيلة العمليات منذ 2014 وحتى نهاية كانون الثاني الماضي.
 

وكان التحالف الدولي أعلن بدء حملته العسكرية ضد تنظيم "داعش" في سوريا، في أغسطس 2014، وشن غارات جوية على مناطق عدة، أبرزها الرقة ودير الزور والحسكة وحلب، دعمًا لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في معاركها ضد التنظيم.
 

من جهتها، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الجمعة، مقتل 197 مدنيا، بينهم 57 طفلا و27 امرأة في  يناير من العام الحالي 2019.
 

وذكرت الشبكة أن التحالف الدولي قتل 37 مدنيا، بينهم 15 طفلا، و12 امرأة، وأشارت الشبكة، إلى مقتل 44 مدنياً، على يد قوات النظام السوري، بينهم 12 طفلا، و4 نساء، وبحسب الشبكة، فقد "قتل 9 مدنيين، بينهم طفلان اثنان، وامرأة، نتيجة قصف قوات نعتقد أنها روسية".

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان