رئيس التحرير: عادل صبري 06:10 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

أطنان من الذهب الفنزويلي إلى الإمارات.. مادورو يتحدى وأمريكا تحذر

أطنان من الذهب الفنزويلي إلى الإمارات.. مادورو يتحدى وأمريكا تحذر

العرب والعالم

نيكولاس مادورو

أطنان من الذهب الفنزويلي إلى الإمارات.. مادورو يتحدى وأمريكا تحذر

إنجي الخولي 01 فبراير 2019 03:25

يبدو أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي يواجه صراع على كرسي الرئاسة ضد زعيم البرلمان خوان غوايدو، يسارع الوقت بمجازفة اقتصادية للخروج  من الأزمة السياسية وتدعيم سلطته الرئاسية ضد الضغط الأمريكي والأوروبي.

 

قال مسئول فنزويلي كبير إن كاراكاس ستبيع 15 طنا من احتياطي البنك المركزي من الذهب إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في الأيام القادمة مقابل سيولة نقدية باليورو، في محاولة من الدولة التي تعاني شحا في السيولة للحفاظ على قدرتها على الوفاء بالتزاماتها المالية.

 

وأضاف المسئول الذي اطلع على الخطة أن البيع من احتياطيات الذهب لدعم العملة الفنزويلية بدأ في 26 يناير بشحنة قدرها ثلاثة أطنان، ويأتي في أعقاب تصدير ذهب غير منقى بقيمة 900 مليون دولار العام الماضي إلى تركيا ودولة الإمارات ، بحسب "رويترز".

 

132 طنا احتياطي
 

وتقضي الخطة بحسب المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، ببيع 29 طنا من الذهب بحلول شهر فبراير .


ويبلغ سعر الكيلوغرام من الذهب في الأسواق العالمية حالياً نحو 37 ألف يورو، وهو ما يعني أن السلطات الفنزويلية قد تحصل على مبلغ قدره 555 مليون يورو.

وبحسب أرقام رسمية، فقد كان لهذا البلد النفطي في شهر نوفمبر الماضي احتياطي من الذهب يقدر ب132 طنا موزعة ما بين البنك المركزي الفنزويلي وبنك انجلترا.


ويأتي هذا التقرير بعد أن أفادت صحيفة "نوفايا غازيتا" الروسية بأن طائرة شاحنة من طراز "بوينغ 757" أقلعت من موسكو الثلاثاء الماضي، وعلى متنها ذهب فنزويلي كانت تخزنه موسكو.

 

وتوقفت الطائرة، حسب الصحيفة، في دبي، حيث تم تبادل الذهب لحاويات تحتوي على الأوراق النقدية بقيمة أكثر من 1.2 مليار يورو، ومن ثم واصلت الطائرة طريقها لتحبط في فنزويلا.

 

وسبق أن لجأت فنزويلا إلى هذه الطريقة لضمان قدراتها المالية في العام الماضي، عندما باعت ذهبا بمبلغ 900 مليون دولار لكل من الإمارات وتركيا. 
 

ولجأت حكومة نيكولاس مادورو لبيع بعض احتياطها من الذهب بعد انخفاض إنتاجها النفطي والانهيار الاقتصادي الذي تعيشه البلاد منذ شهور بسبب العقوبات الأمريكية التي أصابت العائدات في مقتل في ظل صعوبة حصول الحكومة على قروض.

 

واشنطن تحذر الإمارات
 

وحذرت واشنطن التي تدعم المعارضة الفنزويلية بهدف الإطاحة بحكم الرئيس مادورو، حذرت البنوك من مغبة قبول صفقات لشراء احتياطي الذهب الذي لدى كاراكاس.

 

وقال مسئول أمريكي بارز ،الخميس، إن الولايات المتحدة تراقب التجارة بين تركيا وفنزويلا وستتخذ إجراء إذا وجدت أن أي عقوبات قد خُرقت.

 

كما أن السناتور الأمريكي مارك روبيو قد حذر في تغريدة وجهها لسفارة الإمارات في واشنطن من أن أي جهة تنقل الذهب الفنزويلي ستكون في دائرة استهداف العقوبات الأمريكية.

وقال روبيو في تغريدة موجهة للسفارة الإماراتية في واشنطن: "هناك تقارير تشير الى قيام فرنسي الجنسية يعمل لدى شركة نور كابيتال الاماراتية، متواجد في كاراكاس اليوم لسرقة المزيد من ذهب فنزويلا" متوعداً بفرض عقوبات على "نور كابيتال" وشركة الطيران التي قامت بنقل الذهب من فنزويلا إلى الإمارات.


وفي ذات السياق، قال مسئول أمريكي لـ "رويترز"  إن بلاده أوضحت للدول والشركات والكيانات، أن التبادل التجاري مع فنزويلا غير شرعي.

وتقول رويترز إنه لم يتسن لها الحصول على تعليق من البنك المركزي الفنزويلي ولا من سفارة الإمارات في كولومبيا والتي ترعى مصالح حكومة كاراكاس.

ومن جانبه ، قال مستشار الأمن القومى الأمريكى جون بولتون "إن الولايات المتحدة تواصل العمل كى لا تتسرب عوائد موارد فنزويلا الاقتصادية إلى الرئيس المطعون بشرعيته نيكولاس مادورو والمحيطين به".

 

 

العقوبات الأمريكية  

 

وقبل ثلاثة أشهر، فرضت واشنطن عقوبات جديدة تهدف إلى عرقلة مبيعات الذهب من فنزويلا التي صدرت أكثر من 20 طنا من المعدن النفيس إلى تركيا في 2018.

 

ومن المنتظر أن يجري مارشال بيلنجسلي مساعد وزير الخزانة الأمريكي محادثات في أنقرة  اليومالجمعة مع الحكومة التركية.

 

وقال مسئول أمريكي كبير إن زيارة بيلنجسلي كان مخططا لها أصلا أن تناقش العقوبات الأمريكية على إيران، التي تصدر الغاز إلى جارتها تركيا، لكن من المرجح أن تتناول أيضا مسائل تتعلق بفنزويلا.

 

وأضاف المسئول قائلا "نحن ندرس طبيعة النشاط التجاري بين تركيا وفنزويلا وإذا توصلنا إلى أن هناك خرقا لعقوباتنا، فمن البديهي أن نتخذ إجراء".


ويساند الرئيس التركي رجب طيب اردوغان نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو واتصل به هاتفيا الأسبوع الماضي ليعبر عن دعمه بعد أن ساندت واشنطن زعيم المعارضة خوان جوايدو كرئيس مؤقت للبلاد.

 

وقال المسئول الأمريكي إن واشنطن تشعر بخيبة أمل أن تواصل تركيا دعم مادورو.

 

وأضاف قائلا "تحدثنا إلى الأتراك مثلما تحدثنا إلى عدد كبير من الحكومات حول العالم... وطلبنا منهم أن ينضموا إلينا في الاعتراف بعدم شرعية نظام مادورو".

 

"حتى الآن، هم لم يردوا إيجابيا على تلك المحادثة".
 

احتدام الصراع

 

واحتدم الصراع على السلطة في فنزويلا مع إقدام الحكومة على إجراء تحقيق يمكن أن يؤدي إلى اعتقال زعيم المعارضة خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد ودعا إلى احتجاجات جديدة بالشوارع.

 

وفرضت المحكمة العليا في فنزويلا حظراً على سفر غوايدو، وجمدت حساباته المصرفية؛ رداً منها -فيما يبدو- على العقوبات النفطية التي فرضتها الولايات المتحدة، والمتوقع أن تلحق ضرراً بالغاً بالاقتصاد الفنزويلي المتداعي بالفعل.

وكانت الولايات المتحدة ومعظم دول نصف الكرة الغربي قد اعترفت بغوايدو رئيساً لفنزويلا، في أكبر تحدٍّ للرئيس نيكولاس مادورو منذ توليه السلطة قبل 6 أعوام.

 وكان غوايدو، البالغ من العمر 35 عاماً والذي يرأس الجمعية الوطنية، قد دعا لانتخابات نزيهة، قائلاً إن مادورو انتزع بغير حق، مقعد الرئاسة لفترة ثانية في العام الماضي (2018). وهو يعرض عفواً كي يجتذب ضباط الجيش إلى صفه.

 

أما مادورو، فيتهمه بتنفيذ انقلاب عليه بتوجيه من الولايات المتحدة، وهو يعول على دعم الجيش له، ومن غير المرجح أن يتراجع عن موقفه ما لم يفقد هذا الدعم.

 

وهو يحظى أيضاً بدعم روسيا والصين اللتين تدعمانه دبلوماسياً في مجلس الأمن الدولي.


  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان